استيقظت الام والدموع علي خديها في الذكري الاولي لاستشهاد ابنها .. وكانت اثار الدموع باقية علي وجهها .. وتتجدد كلما حضر احد الاقارب او المعارف الي بيتها يعزيها في المناسبة السنوية لذكري الشهيد .. شعور الام بالحزن الذي تجدد بقوة اليوم لم يأتي من شعورها بفراقه فحسب وانما زاد عليه احساسها ان حق دمائه لم يأت بعد .. وان قاتليه لم يحاكموا. توجهت الام مع بناتها وزوج ابنتها الكبري الي مدافن العائلة التي تبعد عن منزلها عشرات الامتار لزيارة قبر مصطفي اول شهيد بالثورة ولتقرأ له الفاتحة وتسكب بعض الماء علي الزرع حول اللحد .. سالت دموعها مجددا وهي تستند علي قبره . سألناها عن حالها فقالت استيقظت باكية لاني حرمت منه ولان دماءه التي حررت مصر لم تجد من يجازي من اراقها .. وقالت كوثر ذكي 49 سنه نريد حق الشهداء فبعد سنه كاملة من الثورة لم نجد حكما علي المسئولين عن قتل شهداء الثورة .. وكلما تذكرت ذلك شعرت اكثر بفقداني لمصطفي الذي كان بالنسبة لي ابنا وابا واخا. ومن امام قبر اول شهيد قالت الام .. تعددت قبور الشهداء ولم نر حتي الان قبر مبارك المخلوع الذي قتل الشهداء بأوامره ولابد من قصاص سريع من هؤلاء القتلة وعلي رأسهم مبارك والعادلي واعوانهما .. وعن مشاركتها بالمظاهرات اكدت الام انها ستنزل الي الميدان مع اسر الشهداء لانها لم تر شيئا من الثورة تحقق بعد .. واضافت ارفض كل من يطلق علي ذلك اليوم احتفالا بالثورة لانها لم تكتمل بعد ولم يأت حق الدماء التي اريقت ولم يحاكم الفاسدين.. فلو تحقق ذلك لكانت ثورتنا اكتملت واحتفلنا لكن الان علي اي شئ نحتفل وسط رحلات مبارك من المستشفي الي المحكمة .. فهل من باب اولي ان يوضع بالسجن كأي متهم عادي ثم يحاكم محاكمة عادلة سريعة تضمن حق الثوار وحق الشهداء. وقالت الام اقول لشباب مصر استمروا في الثورة حتي يحاكم قتلة الشهداء والفاسدين الذين نهبوا اموال مصر واموالكم. كما رفضت الام ان تكون ذكري 25 يناير عيدا للشرطة وطالبت ان تكون فقط ذكري الثوري المصرية قائلة كيف يكون عيدا للشرطة في اليوم الذي اراقت فيه دماء الشهداء.. واشارت الي ان شباب الثورة الحقيقي لا يخرب وانما المخربون هم رجال النظام السابق ومبارك الذي يدير الخراب بيده من سريره علي المستشفي .. مع بقايا النظام الذي لم يسقط حتي الان .. واشارت انه علي المجلس العسكري ان يعجل من محاكمة مبارك حتي يهدأ المصريون.