أهالى السويس يتابعون المحاكمة فى أحد المحلات السوايسة : لم نتوقع أن نري مبارك في القفص وما حدث أعاد الثقة في المجلس العسكري فرحة غير مسبوقة دخلت بغير إذن إلي بيوت أهالي شهداء السويس بمجرد رؤيتهم للرئيس السابق داخل قفص الاتهام في القضية المتهم فيها بقتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير.. وحالة من الارتياح دخلت بيوت باقي سكان المدينة عندما شاهدوا من حكمهم 03 عاما ظلما وقهرا مسجي علي ظهره في قفص الاتهام.. »الأخبار« حرصت علي عرض آراء اهالي الشهداء والشارع السويسي.. في البداية يقول علي الجنيدي والد الشهيد اسلام والمتحدث باسم أهالي الشهداء انه تابع الجلسة من الثامنة صباحا وان هذا يوم تاريخي للشعب المصري ان يوجد مبارك في قفص الاتهام وقد لاقي ذلك راحة كبيرة في قلوب أهالي الشهداء والمصابين ليس في السويس فقط وانما في باقي انحاء مصر وفي بيوت كل المصريين بصفة عامة حتي الذين لم يصب أبناؤهم واخوانهم في الثورة وانه عندما رأي مبارك ماثلا في قفص الاتهام شعر بسعادة كبيرة.. .. وأضاف انه من المفروض ان تتم المحاكمات بشكل سريع وعادل. وأشار تامر رضوان شقيق الشهيد شريف رضوان: انه اليوم في غاية السعادة لانه لم يكن يتوقع علي الاطلاق ان يحضر مبارك جلسة المحاكمة معتبرا ذلك ضربا من ضروب الخيال لا يمكن تحقيقه.. لكن عندما رأي مبارك واولاده داخل القفص فذلك أشعر اهالي الشهداء ان هناك أملاً باقتراب تحقيق العدل والحق القصاص العادل .. مضيفا ان حضور مبارك يعتبر اكبر إذلال واهانة له جزاء علي ما اقترفه في حق شعبه طوال 30 عاما.. وطالب تامر ان تستكمل مسيرة العدل ويتم الاخذ بحق دماء الشهداء والقصاص من القتلة.. وتقول والدة الشهيد محمد يوسف: ان رؤيتها لمبارك وأولاده في القفص وشعورهم بالذل والتخاذل والمهانة أسعدها كثيرا مضيفة بأن ذلك ليس شماتة فيهم ولكن فرحا جزاء بما اقترفوه في حق أبنائنا.. وأضافت انها لأول اليوم تشعر بالارتياح منذ ان استشهد ابنها خلال أحداث الثورة وتشعر بأنه سعيد في قبره وانه يشعر بالارتياح وان حقه قادم بالعدل والقصاص. ويقول أحمد الورداني شقيق الشهيد مصطفي الورداني: ان رؤيته لمبارك اراحته نفسيا واثلجت صدره واشبعته بالشعور بالرضا. بينما سيطرت حالة من الهدوء غير المعهود علي شوارع السويس وميادينها التي طالما تشهد حالة من الرواج والحركة خلال شهر رمضان الكريم بعد ان التزم كل اهالي السويس بمشاهدة الجلسة الاولي لمحاكمة الرئيس المتنحي مبارك وحبيب العادلي وزير الداخلية الاسبق ومعاونيه في قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير .. وخلت الشوارع إلا من القليل من المواطنين الذين خرجوا لقضاء بعض حاجاتهم سريعا والعودة الي اعمالهم او منازلهم لمتابعة الجلسة.. كما تلاحظ وجود حركة بسيطة بالشارع خلال فترة الاستراحة.. حتي ان اغلب السائقين علي بعض الخطوط الداخلية وخط القاهرةالسويس تركوا اعمالهم وإتجهوا الي اقرب مقهي مفتوح لمتابعة جلسة المحاكمة.. »الأخبار« حرصت علي عرض آراء الشارع السويسي فيقول طلعت خليل رئيس لجنة حزب الغد بالسويس: ان محاكمة مبارك تأتي في أطار تلبية مطلب الثورة الرئيسي بمحاكمة رموز النظام السابق.. وما رأيناه بالامس ليس محاكمة اشخاص وانما محاكمة نظام بأكمله.. وهذا يؤكد أن الثورة المصرية ثورة عظيمة تمكنت من جعل مبارك يقف امام المحاكم العادية وامام قاض طبيعي وليس محاكمات استثنائية وتعتبر المحاكمة رسالة واضحة لكل الحكام الطغاة في العالم بصفة عامة والعالم العربي بصفة خاصة وتحذيرا لهم بأن الشعوب لا يمكن ان يتم التعامل معها بالظلم والطغيان كما فعل مبارك ونظامه.. ويقول محمد عبد الرازق الناشط السياسي والقيادي بالحزب الناصري بالسويس: ان مشاهدة كل القتلة الفاسدين علي الفضائيات اثلج صدور كل المصريين وكل من يتوق لاستنشاق نسائم الحرية والعدل والذين يؤمنون به.. ولأول مرة في تاريخ الامة يمثل رئيس جمهورية امام القضاء الطبيعي في مجموعة الاتهامات التي ضمت قتل المتظاهرين وافساد الحياة السياسية واهدار حقوق الشعب.. وما رأيناه درس لا يمكن بأي حال من الاحوال ان ينسي وسوف يظل عبرة في رؤوس قادة العالم العربي علي وجه الخصوص.. وحكام شعوب العالم بشكل عام.. فكل الحكام الذين ثارت عليهم شعوبهم لم يتلقوا محاكمة مثل التي شهدها مبارك وهو ما يزيد الشعور بالرضا لانها محاكمات عادية وليست عسكرية.. ودليلا علي ان دماء الشهداء التي دفعت لنيل الحرية لن تضيع هباء.. ويقول محمود إبراهيم منسق حركة 6 أبريل بالسويس: ان محاكمة أمس انتصار للثورة وجاءت نتيجة مجهود الثوار والمتظاهرين والاعتصامات المستمرة والمظاهرات التي شهدتها بميادين مصر الأسابيع الماضية.. مؤكدا علي ثقة الثوار في القضاء المصري وعدلة بأن يكمل المسيرة ويجلب الحقوق للثوار وللشهداء.. ومن جانبه قال أحمد الكيلاني عضو الجمعية الوطنية للتغيير ان يوم محاكمة مبارك يوم تاريخي في مصر والعالم وتأكيد علي ان الثورة قد حققت اهم مطالبها وهو محاكمة رموز النظام السابق وعلي رأسهم رئيس النظام نفسه وهو امر اعطي الشعب احساسا بالثقة والاطمئنان ومنع حالة فقدان الثقة في المجلس العسكري التي سادت خلال الفترة الماضية.. وقال اننا الان نشرع في بناء دولة القانون التي يتساوي فيها الجميع مهما كانت مناصبهم أو مراكزهم في الدولة.. أما حسن عبد التواب 55 سنة سائق سيارة أجرة فيري ان مبارك حتي لو اخطأ فقد كان مغيبا ولا يدري ماذا يدور حوله فقد خدعه رجاله وحبيب العالي وأخبروه ان المتظاهرين ليسوا إلا لصوصا وخارجين عن القانون..