هذا اليوم الذي نشهده في حياتنا يحمل تاريخ (21مارس) - هو اليوم الذي تم عليه اتفاق أو عقد اجتماعي, نادي به المرحوم الصحفي الكبير الأستاذ "علي أمين"، وتبناه أخوه المرحوم الصحفي الكبير الأستاذ «مصطفي أمين» حينما دعيا إلي تخصيص يوم (21 مارس) عيداً للأم, وسرعان ما اتفق المجتمع ثم البلاد كلها لكي يصبح يوم (21مارس) عيداً للأم، وأذكر في طفولتي في الخمسينيات حينما جاء هذا العيد، وكنت وأطفال كثيرون نحتفي بأمهاتنا، وأذكر أيضاً في شبابي حينما قرأت عن هجوم علي تخصيص هذا اليوم لأسباب إنسانية في ظاهرها وهي بأن من ليس له أم، أو من فقد والدته، سوف يحزن حزناً شديداً، ويثير ألماً في نفسه !! الاحتفال بهذا اليوم. أما الباطن من أسباب، فهو ما تعودناه في حياتنا كمصريين خاصة، بالحقد علي أي عمل ناجح أو النزوع إلي جهة أخري حينما يلتف كثيرون حول فكره بعينها لكي يطبقوا من الأمثال الشعبية ما جاء (فيها لا أخفيها)!! أو غيرها من أمثلة!! واليوم نحن نحتفي بعيد الأم، يجب أن نحتفي بأمهات الشهداء الأبرار من شباب ثورة (25يناير)، هؤلاء الشباب الرائع، الزهور الجميلة التي خرجت يوم (25يناير) واستمرت حتي سقوط النظام، دفعوا بأرواحهم فداء لهذه الثورة، التي تمسك بها شعب مصر كله، وتمسك أكثر بدماء الشهداء الشباب وكان الثمن للوصول إلي أهداف الثورة التمسك بحق هذه الدماء الشهيدة علي أرض مصر. لعل أمهات الشهداء، وشهيده الثورة الشابة الجميلة المرحومة سالي زهران رحمها الله رحمة واسعة - وجعلها من سكان الجنة وشهداء الوطن، كما جاء علي لسان "الرسول عليه الصلاة والسلام"، بأن من خرج ليصحح موقف حاكم وفقد عمره - بيد الحاكم أوزبانيته، "هذا هو المعني" - وليس الحديث حرفياً، فإن الجنة نصيبه وهو من أعظم من استشهدوا في سبيل الله والدعوة والحق ولرفع الظلم عن الغير. هؤلاء الأمهات لهم في هذا اليوم كل الحب وكل الجميل، وكل قلوب المصريين معهم، ولقد كان شعوري حينما فقدت أمي في (الخامس من مايو 2005) شعورا بضياع، شعورا باختزال حياتي، شعور بأن من كان يدعو لي صباح مساء، قد مات!! لقد فقدت شيئاً جوهرياً في حياتي، فقدت أمي، فقدت من ربطني بكل بقية عائلتي، أحسست بأن عقداً قد انفرط، وحاولت وأحاول بشتي الطرق أن أستجمعه، ومازلت أذكر أمي حينما كنت استقبل دعاءها لي بعيونها ودموعها، وحتي في ابتسامتها وهي نائمة!! الله يرحمك يا أمي والله يرحم أمهاتنا جميعاً، الأحياء منهن والأموات!!