استبعاد موافقة المملكة العربية السعودية علي لجوء بشار الأسد إليها أعاد الاهتمام بما نشرته صحيفة »لو فيجارو« في منتصف نوفمبر الماضي عن شراء أسرة الرئيس السوري عدداً من الفيلات في دبي قدر ثمنها بنحو80 مليون دولار، مما يشير إلي احتمال انتقال آل الأسد للإقامة في إمارة دبي التي توفر حياة عصرية، وإقامة راقية، لجذب كبار الأثرياء من كل الجنسيات. وإذا أجبر بشار الأسد كما يصر الشعب السوري الثائر علي مغادرة سوريا إلي أي منفي يقبله سكانه، فإن زوجته السيدة/ أسماء ستفضل الإقامة في إمارة دبي في حال قرر بشار اللجوء إلي دولة عربية وليس إلي دولة أوروبية مثل بريطانيا. الطريف أن الكاتبة الفرنسية آريان بونزو أرجعت ارتياح أسماء الأسد للإقامة في دبي وليس في أي بلد خليجي آخر لأسباب تتفق مع خياراتها واهتماماتها الشخصية. فزوجة الرئيس السوري نشأت ودرست وعملت في لندن ولولا زواجها من بشار لما خطر علي بالها مطلقاً مغادرة بريطانيا التي اندمجت في مجتمعها كإحدي مواطناتها، بدليل تغيير اسمها من أسماء إلي إيما والإقامة في غيرها. ومادام قدرها اليوم أن تختار مقر إقامة ثالثاً، فإن اختيارها سيكون إمارة دبي التي يمكن اعتبارها أولي المناطق القليلة في العالم العربي اليوم وربما غداً أيضاً التي لا تفرض علي أحد من المقيمين فيها، والمترددين عليها، أن يلبس أو يأكل أو يشرب أو يظهر وفقاً لما يؤمر به وليس كما يحلو له! دبي ملتزمة بعاداتها وتقاليدها وقوانينها، لكنها في الوقت نفسه تحترم عادات وتقاليد زوارها والمقيمين فيها، ما داموا يطبقون المنطق الحضاري القائل: »أنا حر مادمت لا أمس حرية الآخرين«، ويلتزمون بالحكمة المقدسة: »لكم دينكم ولي دين«. منفي هذه مواصفاته تجده الكاتبة الفرنسية مناسباً لأسماء الأسد حيث لا تضطر إلي التخفي تحت النقاب والحجاب، وإنما ستواصل ظهورها بأحدث الأزياء الأوروبية التي تعودت عليها، واشتهرت بها كواحدة ضمن قائمة محدودة تضم أكثر زوجات ملوك ورؤساء العالم أناقة، كما تصدرت صورها أغلفة كبريات المجلات النسائية مثل: »فوج« و»إل«.. وغيرهما. ونقلت الكاتبة عن »دبلوماسي خليجي« تصريحاً أكد فيه أن الزيادة الكبيرة التي طرأت مؤخراً علي استثمارات آل الأسد في دبي تشير إلي أن بشار لن يعارض رغبة زوجته في اللجوء إلي دبي في حال الإطاحة به بعد سقوط نظام حكمه في سوريا. الخيار التالي أمام آل الأسد يحدد الجزائر كمقر جديد لها، كما سبق وفعلت أسرة القذاقي الزوجة والإبنة وأحد الأبناء عندما تأكد عجز قوات القذافي عن الصمود أمام هجمات الثوار الليبيين، وآثر المهزوم إنقاذ حياة بعض أفراد أسرته وتهريبهم إلي الجزائر. فهي نقلاً عن الكاتبة دولة آمنة بمصادرها الطبيعية وموقعها الاستراتيجي وقادرة علي توفير الحماية للاجئين إليها، مثلما تفعل مع آل القذافي، ولكن الوضع قد يختلف مع آل الأسد. وتفسر الكاتبة تحفظها قائلة إنه رغم الاعجاب الجزائري بمباديء وأهداف حزب البعث السوري إلاّ أن الفرصة ضئيلة للترحيب باستقبال الديكتاتور السوري في الجزائر. وربطت الكاتبة كلامها عن الأسد بما حدث منذ سنوات بعيدة بين الجزائر والعراق، مشيرة إلي أنه رغم العلاقات القوية التي ربطت بين البلدين، وأن بغداد كانت تزود المقاومة الجزائرية بالأسلحة من أجل إنهاء الاحتلال الفرنسي وتحرير الجزائر، إلاّ أن القيادة الجزائرية رفضت استقبال الديكتاتور العراقي صدام حسين خلال حرب الخليج الثانية. .. وللحديث بقية.