ما زلنا مع الخيارات الخمسة التي حددتها الكاتبة الصحفية الفرنسية آريان بونزون بالنسبة لمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد خارج بلاده حفاظاً علي حياته، من جهة، ولإنهاء حرب إبادة الشعب السوري، من جهة أخري وأهم. الخيار الأول أمام الأسد هو اللجوء إلي بريطانيا. المبررات كما طرحتها الكاتبة تعود أولاً إلي أن زوجة بشار السيدة/أسماء الأخرس سترحب بالإقامة في بريطانيا التي نشأت ودرست وعملت في عاصمتها، حيث التقت آنذاك ببشار الذي كان آنذاك يدرس ليتخصص في طب العيون، ووجد في أسماء الزوجة المناسبة التي ينتظرها. فهي سورية الجنسية، مسلمة الديانة وإن كانت علي المذهب السنّي وليست من الأقلية العلوية مثله ومثقفة تشغل وظيفة تطلبت تخصصها العالي في العلوم المالية والاقتصادية. وتضيف الكاتبة آريان بونزون معلومات لا يعرفها كثيرون منها: أن السيدة/ أسماء الأخرس علي سبيل المثال أنها غيرت اسمها خلال دراستها الثانوية في لندن من »أسماء« العربية إلي »إيما« زيادة في الانتماء إلي المجتمع الإنجليزي. كما أنها لا تتوقف حتي وقت قصير عن زيارة بريطانيا في أية مناسبة تتاح لها. فهي تحمل جنسيتها وتملك منزلاً باسمها في لندن. وسبق أن قدمت نفسها في حوار مع الكاتب إيال زيسر، نشر في عام 2007 قائلة: [ أنا بريطانية. أنا عربية، ولا أفصل بين هذه وتلك. فأنا أجمع بين العالمين]. ولأن أسماء الأسد ليست علي قائمة المعاقبين السوريين بعد الثورة فالمفترض أن تكون إقامتها في بريطانيا سهلة بالنسبة لها ولأطفالها الثلاثة. ورغم هذا الافتراض المنطقي فهناك عقبة في طريق جمع شمل أسرة بشار في لندن، يجب عليهم التنبه إليها، والاحتياط منها. فبريطانيا كدولة موقعة علي اتفاقية قيام المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فهي تلتزم بأحكامها، فمن المستحيل بالنسبة لبشار الأسد شخصياً اللجوء إلي لندن ليعيش في رعب وذعر، ليل نهار، من احتمال صدور قرار بالقبض عليه وترحيله إلي المحكمة الدولية لمحاسبته علي جرائم عظمي ارتكبها في حق شعبه خلال الشهور العشرة الماضية. ولا أعتقد أن بشار علي استعداد، ولا يملك الشجاعة، لمواجهة هذا المصير وبالتالي فإن اللجوء إلي بريطانيا لن يكون مناسباً ولا آمنا بالنسبة له، إلاّ إذا وافق علي لجوء زوجته وأطفاله إليها، ويبحث لنفسه عن ملجأ آخر تفصله عنهم آلاف الأميال (..). الخيار الثاني، بعد استبعاد اللجوء إلي بريطانيا، سيكون في المملكة العربية السعودية كما فعل الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي الذي لم يتحمل ثورة شعبه أكثر من أربعة أسابيع، فطار مع أسرته يوم 14يناير 2011 علي متن طائرته مموهاً توجهه إلي باريس ثم اتضح هبوطه في أحد مطارات السعودية. حتي بعد وصوله لم تكن السلطات السعودية قد تلقت طلباً من الحكومة الانتقالية التونسية بترحيل الرئيس السابق إليها لمحاسبته أمام محكمة عسكرية علي ما توصلت إليه من جرائم تتهمه بارتكابها خلال فترة حكمه. .. وللحديث بقية.