الآن، وبعد الأحداث والمشاهد التي جرت بالأمس، تحت قبة مجلس الشعب، والتي لفتت نظر الجميع، وكانت محط اهتمام الكل،،، أصبح لمصر مجلس نيابي كامل الأهلية والشرعية، يقوم بواجباته كسلطة تشريعية ورقابية، ويمارس مهامه المخولة له في اطار الدستور والقانون، ويقوم بمسئولياته في رعاية مصالح الدولة، ويحقق آمال وطموحات الجماهير من أبناء الشعب، الذين اختاروا النواب الممثلين لهم في أول انتخابات حرة ونزيهة، وشفافة، تجري في مصر منذ سنوات وسنوات وإذا كان لنا أن نقول قولة حق في هذا اليوم الفارق في تاريخ الوطن، وأن نسجل الفضل لأصحابه في قيام هذا المجلس، وانعقاده في موعده، طبقاً للخارطة والبرنامج الزمني المعلن والمقرر في هذا الشأن،،، فإن الفضل يعود في ذلك، -بعد الله سبحانه وتعالي-، الي شعب مصر العظيم، وقواته المسلحة الباسلة، التي يمثلها المجلس الأعلي للقوات المسلحة بالقطع يعود الفضل أولاً للشعب المصري، الذي أدرك بوعي شديد وحكمة بالغة ان الديمقراطية ممارسة عملية وإجراءات فعلية وليست مجرد كلمة تقال بلا معني، ودون ممارسة، ولذلك خرج عن بكرة أبيه للإدلاء بصوته، وإختيار نوابه في مشهد غير مسبوق في تاريخ مصر المعاصر، كي يقول كلمته، ويحدد إختياره، ويعلن عن إرادته في أن يكون لمصر برلمان حقيقي معبر تعبيراً صحيحاً عن جموع الشعب من خلال صناديق الانتخابات. ويعود الفضل كذلك الي قواتنا المسلحة ومجلسها الأعلي، الذي التزم منذ قيام الثورة في الخامس والعشرين من يناير الماضي، بحمايتها، ودعمها، ومساندتها، وتحقيق أهدافها، والحفاظ بأمانة وشرف علي تماسك الدولة وحماية أمنها القومي داخلياً وخارجياً، ورعاية مصالح الشعب في فترة من أهم وأخطر الفترات في تاريخ مصر، وفي لحظات فارقة من عمر الزمن، تحتاج الي يقظة وحماية جيشها العظيم، ورجاله الأبطال ومع انعقاد البرلمان الجديد، وبدأ أعماله بالأمس، في جلسته الإجرائية، فإننا نأمل أن يكون هذا المجلس علي مستوي المسئولية بوصفه برلمان الثورة، وعلي مستوي الثقة التي يعلقها عليه الشعب،..، وان يدرك جميع أعضائه، أنهم يمثلون إرادة الأمة، ونوابها، وأنهم خدم الشعب المخلصون، والمكلفون بالحفاظ علي سلامة الوطن ورعاية مصالح الشعب، واحترام الدستور والقانون،..، تنفيذاً ووفاء بالقسم الذي أقسموه.