أقر وأعترف أنا الموقع أدناه رضا بن محمود السيد علي غنيمي العطار من بنها قليوبية أنني لم أكن مع بداية أحداث يناير من العام الماضي من المصدقين أن ما تراه عيني من مشاهد وما تسمعه أذني من هتافات، هو إشارة واضحة إلي أن الثورة قد اندلعت فعلا، وأن الأمر سينتهي إلي إسقاط النظام الفاشي الوحشي الذي ظل يتحكم فينا -لا أقول يحكمنا - مدة ثلاثين عاما بطولها وعرضها.. كنت أتصور أن ذلك النظام يمتلك من قوة البطش والتنكيل ما يجعله قادرا علي قهر أية مظاهرات أو احتجاجات مهما كان عدد المشاركين فيها. كنت أتخيل أن ما يجري علي أرض ميدان التحرير ليس إلا عملية خبط للأدمغة في الحيطان، سوف تنتهي بأن تسيل دماء من أصروا علي التحدي، لأن النظام كان قد وصل إلي حالة من الغرور والغطرسة لا تجعل أحدا يصدق أنه يمكن أن يسلم أو يستسلم بسهولة لمن كان يتعامل معهم علي أنهم شرذمة قليلون، لا يحتاج طردهم من الميدان إلا عددا من الخيل والأحصنة، وأن إنهاء المسألة لن يستغرق إلا دقائق معدودات، ثم يعود ليمارس من جديد قهر الشعب الطيب. يوما بعد يوم بدأت أفهم وأعي واستوعب أن ما يجري علي أرض الميدان ليس شيئا مماثلا لما كان يجري بين الحين والآخر من مظاهرات محدودة أو احتجاجات يتم تفريقها بخرطوم ماء، أو بضربة من عصا مكهربة.. بدأت أعي أن ساعة الجد قد دقت، وأنه لم يعد هناك مجال للعودة للوراء. يااااااااااااه يا الميدان.. لقد فعلت الكثير ومازلت قادرا علي فعل ما هو أكثر.. علينا فقط أن نعود بالذاكرة إلي عام مضي، ونتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا، لنأخذ العبرة مما فعله زهرة شباب مصر الذين كنا نقلل من شأنهم.. ومن شأن الميدان!