الشجاعة نعمة عظيمة يتحلي بها الانسان الحر الذي لا يخشي قول كلمة الحق، ويحترم نفسه ويقدر وطنه ويعلم قيمة مواقفه وافعاله واقواله واثرها في مستقبل هذا الوطن. وبالحق نقول ان الشجاعة يجب ان تقطن في بيوت الفضائيات ووسائل الاعلام المسموعة والمقروءة الحكومية والخاصة تأسيسا علي انها يجب ان تعد اول مسوغات الموافقة علي ترخيص اي كيان اعلامي، واول اسباب حجبها عن مخاطبة الرأي العام في حالة ارتكابها جريمة النفاق العام وافساد الحياة الاعلامية. الاعلامي الحر صاحب المباديء والقيم الراسخة لايهاب ولايخاف الرئيس او السلطة الحاكمة او الوزارة الدائمة او المؤقتة، ولايتلون ولايتحول ولايتغير بتغير الكراسي، ويضع مصلحة بلده فوق كل اعتبار ولايتأثر بسياسة الضغط والتضييق علي حاله وماله ومصادر رزقه. والاعلامي المرتعش صاحب المصالح الخاصة جدا يسعي الي هدم كيان الدولة والانتقام من كل من شارك في ثورة 52 يناير عن طريق اثارة الفتن واصطناع الازمات، وفي الوقت نفسه الادعاء بانه من مفجري الثورة، وانها قامت علي اكتافه واكتاف برامجه اللاذعة التي هدمت جدران الفساد، ويفبرك الادلة والبراهين التي تؤكد انه من سكان وعشاق ميدان التحرير. وتستطيع عزيزي القاريء وانت تتجول في فضائيات قبل النوم ان ترصد حال بعض مقدمي البرامج الساخنة الذين كانوا يمجدون ويسبحون بحمد عائلة السلطة الحاكمة بالكامل والوزراء اصحاب الوزارات السيادية بمفهومها السياسي والاقتصادي ويتفانون بما يملكون من خبرات عالية في توجيه الاسئلة المرتبة بهدف زيادة رصيده المشبوه لدي صانع القرار، ويبتعدون عن توجيه الاتهامات التي تحوم حول مسلكهم بهدف التأثير عليهم ووضعهم تحت تصرفهم في الوقت المناسب. وبقدرة قادر استطاع هؤلاء الاباطرة تغيير ملامح وجوههم وبوصلة عقيدتهم والتعاقد مع الفضائيات صاحبة المباديء التي لاترتطم بالصخور والفضائيات الجديدة التي ولدت من رحم الثورة واحتلوا مكانة مرموقة علي الشاشات الليلية وقاموا بطريقة منظمة باقتحام الشارع المصري بعنف وطرق الموضوعات والقضايا الساخنة التي تلهب المشاعر وتكسر الدنيا " علي حد تعبيرهم " والانحياز لشباب الثورة بالحق والباطل والبكاء المر علي شهداء الثورة. وتخصيص حلقات كاملة لسرد قصصهم وتاريخهم ومعاناتهم والتحاور مع اسرهم بأدب ورقة يعجز القلم عن وصفها، وذلك علي الرغم من قناعة المشاهدين بانهم يتعاطفون معهم في العلانية ويدعون عليهم وعلي الظروف التي ادت الي جلوسهم معهم في السر. وللأسف الشديد لاتستطيع قوانين العالم المتحضر أوالمتخلف ملاحقة اصحاب الالسنة المتعددة الذين يملكون القدرة علي تذوق كل الاطعمة الموضوعة علي جميع الموائد ويرتدون الاقنعة التي تناسب العصر الذي يعيشون فيه نتيجة ارتكابهم جريمة افساد الحياة الاعلامية ومحو السيرة الطيبة لرواد الاعلام المصري وهدم ملامح ميثاق الشرف الاعلامي والمباديء والقيم التي تسري في شريان المجتمع المصري والتي ترفض مبدأ التحول الاعمي وتغيير القبلة والضعف الشديد امام اي سلطة حاكمة والنفاق الباهت لشباب الثورة بهدف اقناع اتحاد ملاك الفضائيات بقدرتهم علي صنع المعجزات.