هل يفعلها المجلس العسكري ويأخذ قرارا بتعيين الثلاثين في مجلس الشعب من شباب الثوار والمرأة، أعتقد انه لو فعلها لوجد قبولا وارتياحا عند الشعب وبالذات المرأة التي ظلمت بتكتل الاحزاب.. .. كم كنا نتمني أن ينتقل الثوار من ميدان التحرير الي البرلمان، لكن ماذا نقول لتعدد الائتلافات الشبابية التي فرقتهم واصبح لكل ائتلاف برنامج يختلف عن الآخر حتي صار الاختلاف بينهم واضحا في التظاهرات والاعتصامات، بعض الائتلافات تؤيد مالم نتوقعه وهو أن يختلف الثوار.. لذلك كان من الطبيعي ألا يهتموا بالبرلمان، ولم يقبلوا علي ترشيح انفسهم، مع أن قانون الانتخابات لم يشهد تعديلا إلا من أجلهم.. فلأول مرة يصدر تشريع بالنزول بسن الترشيح لعضوية مجلس الشعب فيصبح من يبلغ الخامسة والعشرين له حق الترشيح ومع ذلك لم يتقدم احد من هذه الشريحة للترشيح.. توقعنا أن يقوم أبناؤنا الثوار بتوزيع انفسهم علي خريطة مصر.. إما بترشيح بعضهم وإما بتوعية الناخبين في اختيار المرشح الذي يتبني فكرهم.. لكن للأسف تركوا الساحة للأحزاب والقوي السياسية التي لها فكر يختلف عن فكرهم.. صحيح أن الكل يعمل من أجل مصر.. لكن الاختلاف في الفكر وبرامج الحزب قد يؤدي الي اختلاف شكل روشتة العلاج لقضايا البلد أو شكل الدولة في بناء المؤسسات.. ولذلك كنا نريد أن يكون الثوار الذين احسوا بأوجاع الشارع المصري في مقدمة الاحزاب والقوي السياسية تحت قبة البرلمان.. فقد يختلفوا وهذا هو الذي نريده.. لأن المعارضة دائما تكون في جانب الضعفاء.. فلا نريد مجلسا صورة طبق الاصل من مجالس الشعب السابقة التي كان النظام السابق يقوم بتشكيلها فيكون التصويت في جميع قراراتها بكلمة " موافقون " وإذا كانت الاحزاب السياسية الفائزة بمقاعد البرلمان تسعي من اجل تشكيل التحالفات التي تمكنها من تحقيق الاغلبية البرلمانية فإن دعم الكتلة الوطنية داخل المجلس اصبح مطلوبا لمواجهة هذه التحالفات.. فالاخوان لهم طريقتهم وخطتهم وبالتالي لن يكون من بينهم رأي يجهض استجوابا لأحدهم.. والمصيبة اكبر عندما يتضامن هؤلاء مع الوفد الذي يدرس الآن فكرة الانضمام الي تحالف الاخوان وإذا حدث فسوف تذوب المعارضة بينهم ويصبح التأييد لقراراتهم له الاغلبية بقوة القانون.. لم نسمع اي عاقل اعترض علي اكتساح الاخوان في حصد المقاعد، لأن الذي حدث في نتائج الانتخابات علي مستوي مصر هو امر طبيعي فكل شيء كان محظورا اصبح مرغوبا.. وجماعة الاخوان عانت الذل والهوان أيام الطغيان ومن حقها ان تطفو علي الساحة.. ومن الطبيعي جدا ان يساندها من هو عضو فيها.. ومن هو لاينتمي اليها لأن تاريخها في العطاء وبالذات وقفتها بجانب الاغلبية المطحونة التي كانت مهمشة في ايام مبارك يجعلها تحصد الآن ثمرة هذا العطاء.. وكون أننا كنا نأمل وجود مجموعات من شباب الثوار ووجوه نسائية بنسبة معقولة من بين المرشحين، فهذا أمر طبيعي ايضا في ان نكرم المرأة ونكرم الثوار مقابل ما صنعوه في تفجير ثورة شعب استيقظ الشارع المصري عليها وكسر حاجز الخوف علي أيديهم ؟ لذلك اقول دعوني أبكي علي اللبن المسكوب.. باختفاء الثوار و المرأة من مقاعد مجلس الشعب.. مع أن الفرصة أمامهم كانت متاحة، فالمجلس العسكري مد يده لكل من يرشح نفسه من الشباب وأعلن أنه سيقوم بدعم ميزانية الدعاية الانتخابية لأي مرشح شاب.. ومع ذلك لم تكن هناك رغبة للترشيح، لدرجة أننا تساءلنا وماذا بعد الانزواء.. وقد اثبتت التجربة عدم صحة هذه النظرية لأن أحزابا حديثة المولد دخلت الانتخابات وحققت نجاحا غير طبيعي وعلي رأس هذه الاحزاب حزب " النور ".. فقد كان الشارع المصري لم يسمع عن نشاط السلفيين بحجم معرفته بجماعة الاخوان.. ومع ذلك حقق " النور " رقما يعتبر مفاجأة لبقية الاحزاب وفي مقدمتهم حزب " الوفد " الذي اصيب اعضاؤه بخيبة امل.. .. وربما لو كان الثوار قد اتحدوا ودخلوا الانتخابات بائتلاف واحد في قائمة واحدة وجندوا انفسهم لها دون ان ينشغلوا باعتصامات الميادين لكانوا حققوا ما حققه حزب النور.. علي اي حال.. ليس هناك امام العسكر إلا مساندة الثوار في تمثيلهم في مجلس الشعب واختيار الثلاثين من بينهم.