الآن يجب علي كل مصري أن يبحث في داخله عن ضميره.. ويوقظه إن كان نائماً. بعد أن أعلن د.البرادعي انسحابه من المنافسة علي مقعد الرئاسة بادر العديد من السياسيين للرقص علي لحن البرادعي.. وتناسوا أن قياس الرأي ليس في صالحه .. سيما أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة بينت قوة الدينيين في الشارع المصري سواء الإسلاميين أو الأقباط.. فالانتخابات الأخيرة كانت دينية في المقام الأول.. ومن المعروف أن البرادعي لم يكن محسوباً يوماً علي أي فصيل ديني أو متحالفاً مع أيٍ منها.. ومع التشوهات التي أحدثها النظام السابق الفاسد في سيرة الرجل يكون من الصعب عليه المنافسة علي المقعد الرئاسي.. لكن الحديث عن أي سبب آخر للانسحاب يعد خداعاً للناس والوطن والذات.. ثم إن حديث البرادعي عن قيادة الثورة يأتي من قبيل المبالغة غير المقبولة.. وحديثه عن القمع الذي تعرض له مع الشعب المصري طوال ثلاثين عاماً يوضع في خانة الخيال لأن الرجل ببساطة عاش خارج مصر الي أن تم انهاء عمله بالوكالة الذرية.. ناهيك عن استنفاره للشباب الواعي فيما يشبه التحريض.. ثم إن الحديث عن سوء المناخ واستعداء المواطنين علي المجلس العسكري في وقت يشيد فيه العالم بسير الانتخابات يأتي من قبيل النشاز.. والغريب أن سياسيين وإعلاميين يرقصون علي اللحن النشاز.. فيبدو رقصهم مثل التشنجات. يا برادعي ويا سياسيون ويا إعلاميون أيقظوا ضمائركم.