نشرت »الأخبار« منذ أيام قليلة حديثاً مهماً مع الدكتور محمد البرادعي -المرشح المحتمل لرئاسة مصر- أجرته معه الزميلة »أماني ضرغام « التي استخلصت الكثير من آراء ومواقف د.البرادعي لم أكن أعرف معظمها من قبل. فمثلاً.. سألته الزميلة أماني ضرغام عن أسباب انسحاب بعض أعضاء »الجمعية الوطنية للتغيير« التي أسسها، فأرجع ذلك إلي اختلاف بعضهم »لا يتفقون معي لرؤية عهد الرئيس جمال عبدالناصر، والبعض الآخر انسحبوا لأنهم قالوا انني أسافر كثيراً ولم أكن قائد العمل الميداني«. وأضاف الدكتور محمد البرادعي قائلاً: [إنني أحترم هذه الرؤي،وأري أن عبدالناصر كانت له رؤية طيبة لكن نظامه -منذ عام 25- لم يكن نظاما ديمقراطيا وكانت فيه سياسات لقمع الإخوان المسلمين والماركسيين معاً. هذه حقيقة. كما أن السياسة الاقتصادية كانت سياسة تأميم كل شيء بما فيه محل بقالة، وهذا ليس الأسلوب السليم للاقتصاد المصري]. واستدرك د.البرادعي قائلاً: [أنا احترمت سياسة عبدالناصر الخارجية ورؤيته لدور مصر، لكن حرب 76 والأخطاء التي حدثت أيامها لم يكن يجب أن تحدث مما أدخلنا في متاهة »أهل الثقة وأهل الخبرة« إلي جانب غياب الديمقراطية التي عشناها ولم نقم منها حتي الآن]. أكد البرادعي أن حملته الانتخابية الرئاسية مستمرة ولم تتوقف، معرباً في الوقت نفسه عن قناعته بصواب اتفاق الإخوان والوفد وبعض القوي السياسية علي قائمة واحدة لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة. وفي الوقت نفسه أبدي البرادعي انزعاجه من [النظرة إلي الخلف التي يلاحظها في وسائل الإعلام، مشيراً -كمثال- إلي اهتمامها ب: من دخل السجن؟ ومن عنده مكيف أو مروحة؟!]. حرص د.محمد البرادعي -في حديثه المهم مع الزميلة أماني ضرغام- علي تأكيد، وتكرار، أنه أول من [طالب بضرورة مشاركة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية]، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ضد مسمي »النخبة« لأن تلك »النخبة« أساءت لمصر. أساءت لها أكثر مما كسبت. وأضاف قائلاً: [إن الفساد الفكري أخطر علينا من الفساد السياسي والاقتصادي]. وأرجع رأيه هذا إلي أن [06٪ من المصريين يتلقون معلوماتهم من التليفزيون، والأمية تشكل 03٪ من السكان]. أتفق تماماً مع د.البرادعي في تأكيده أن [ما حدث في الاستفتاء ليس سيئاً، وتقديره لأخذ المجلس الأعلي العسكري علي عاتقه شيئاً ليس له خبرة كافية فيه، واستغلال ذلك من قبل جماعات كثيرة ربطت العملية بالدين].ولم يكتف د.البرادعي بذلك وإنما قدم مؤشراً علي ذلك قائلاً: [عندما عملوا الأنفاق في غزة.. طلع شيخ الأزهر واعتبرها رجساً من عمل الشيطان، في حين طلع علينا الشيخ القرضاوي وقال العكس تماماً]. وعلق البرادعي علي هذا التناقض مؤكداً أن الدين يجب ألا ندخله في السياسة، لأن الدين أرقي وأعظم من إدخاله فيها. حديث د.محمد البرادعي مع »الأخبار« وجد صدي مدوياً. تناولته بعض وكالات الأنباء، وأعادت العديد من المواقع الإلكترونية نشره بالكامل، أو تلخيطاً وافياً لمعظم ما جاء في الحوار المتميز. ولفت نظري العرض الذي بثه موقع صحيفة »البديل«، متضمناً تعليقات العشرات من القراء الذين اختلفت آراؤهم من النقيض إلي النقيض. .. وأتابع غداً.