الحملة التي يتعرض لها د. نبيل العربي، الامين العام لجامعة الدول العربية، ظالمة. ومغرضة، وتفتقد المنطق، والعقل. واحيانا الجهل بطبيعة ومهام الرجل. التي يحكمها ميثاق الجامعة. والغريب في الامر، مشاركة جهات عديدة. ومتناقضة ومختلفة في الحملة. وفي المقدمة منها طرفي الازمة السورية." النظام الحاكم" في دمشق "والمعارضة" الاول" لم يغير من رؤيته للازمة" التي يعيشها. والمأزق الذي يحيط به منذ عدة اشهر. واكبر دليل علي ذلك الخطاب الذي القاه الرئيس بشار الاسد منذ ايام .الذي مازال ينكر ان هناك اسبابا داخلية. ويروج لفكرة وجود مؤامرة خارجية دولية واقليمية. تستهدف زعزعة الاستقرار؟ والنيل من وحدة الدولة." ولم يبدل من سياساته"، في الانحياز الي القبضة الامنية. واستخدام القوة العسكرية في المواجهة. في الوقت الذي كانت التوقعات. تتحدث عن الاعلان عن حزمة اصلاحات سياسية. بتوقيتات محددة. تؤشر الي ان هناك جديدا. يمكن البناء عليه، والقبول به. ويبدو ان الاسد مازال يعتمد. علي تماسك النظام داخليا. بالاضافة الي شعور النظام. بانه »رقم صعب« في المعادلة بالمنطقة. ولايمثل "لقمة سهلة " يمكن ابتلاعها. بحكم تأثيره علي عدد من الملفات الاقيلمية. مثل الوضع في لبنان، والعراق، والتحالف مع ايران، والحفاظ علي امن اسرائيل. بعد ان توقفت اي محاولة لتحرير الجولان منذ 4791. الذي قد يلجأ الي افتعال مواجهة عسكرية مع اسرائيل . مما يربك كل الحسابات لكل عواصم المنطقة. وهناك "الطرف الثاني" المعارضة السورية التي لم تستطع حتي الآن توحيد صفوفها. بصورة تقنع العالم وتدفعه الي الاعتراف .بها بديلا للنظام. ومع ذلك فهي تهاجم مهمة الجامعة، وعمل لجنة المراقبين. وتتهمها بالتغطية علي جرائم النظام. وتطالب الجامعة بضرورة الاعلان عن فشل مهمتها. خاصة وان معظم فصائلها، تدعو الي سرعة نقل الملف السوري، الي مجلس الامن. ممايفتح الباب واسعا، امام تدويل الازمة. عبر مطالب بتوفير ممرات امنة، ومناطق عازلة، والبعض لايمانع في الاستعانة بقوات الناتو. بكل مايمثله ذلك من مخاطر علي الاوضاع في المنطقة. ويظل السؤال بلا اجابة. لماذا يحتاج المجتمع الدولي الي غطاء عربي. ومجلس الامن عاجز اصلا عن التدخل. اوحتي اصدار قرار بادانة اعمال العنف .مع تلويح روسيا والصين باستخدام حق الفيتو ونعود الي التقييم الموضوعي.لااداء نبيل العربي في الازمة السورية. وعلينا ان نعترف بان الرجل تسلم الجامعة .في ظرف تاريخي دقيق وحساس .والعالم العربي في مفترق طرق .فاستخدم كل مايملك من قدرات دبلوماسية. للحفاظ علي المصالح القومية العليا. خاصة مع الازمة السورية. مع وجود محاور وتيارات عربية متناقضة. تجاه رؤي الحل واساليب المعالجة . وهو ماظهر عبر الجلسات التي تم عقدها. سواء لمجلس الجامعة .او للجنة الخاصة بالازمة فحاول الوصول الي قواسم مشتركة. تنحاز الي المطالب العادلة للشعب السوري. والحفاظ علي ارواحه وحقن دمائه. ودعوة الحكومة الي الاسراع. بتحقيق الاصلاحات المطلوبة. من خلال زيارات الي دمشق. وصياغة المبادرة العربية. وهي تمثل رؤية متكاملة ووصفة للحل. و البرتوكول الخاص بعمل المراقبين. وبذل العربي جهدا خارقا حتي وافق النظام علي المبادرة. وعلي استقبال المراقبين. كما انه فتح جسورا مع المعارضة. واستقبل كل فصائلها. مع دعوتها الي التوحد. ونبذ الانقسام والتوصل الي برنامج للمرحلة الانتقالية . قام الرجل بكل هذا الجهد. رغم ان مهمته تقتصر علي تنفيذ القرارات. ولكنه ساهم في صنع وصياغة موقف الجامعة من الازمة. نبيل العربي يستحق الاشادة والتقدير. وليس الهجوم. خاصة وان الكل يعرف، بأن الرجل. جاء الي الجامعة. وهو مترفع عن المنصب وقبل المهمة فقط. عندما استشعر بانه مهدد. بان يذهب الي آخرين .بعيدا عن دولة المقر. كما هو العرف منذ نشأة الجامعة.