ما من مكان تتواجد به إلا وتدور حوارات متنوعة حول أحوال البلاد والعباد بعد الثورة.. حوارات عن سلوكيات الناس، التي يجمع الكل علي أنه لم يتغير شئ منها. كثيرون تخيلوا أن الثورة ستقلب أحوال الناس.. المهمل سيعود جادا مخلصا لايضيع وقت العمل فيما لايفيد، ويكون قضاء مصالح المواطنين هو شاغله الشاغل.. الذي تعود الاستهتار بالمواعيد ويتأخر بالساعات ويدعي كذبا أن زحام الطرق هو الذي عطله سوف يتعود الالتزام كما تفعل الشعوب المحترمة.. الذي تعود أن يطعم أولاده من حرام الرشوة والسلب والنهب من المال العام سوف يرضي بما قسمه الله له حتي يبارك الله له فيما رزق..! ما استخلصته من الحوارات أن الناس مصدومة مما تراه حولها من سلوكيات.. العقلاء يقولون أن الدنيا لن تنقلب أحوالها مائة وثمانين درجة فجأة ، ولكن التغيير سيحدث بالتدريج.. بداية لابد أن يبدأ كل منا بنفسه ويصلح من أحواله ويقدم للآخرين مايتمني أن يراه منهم ،ثم أنه بعد أن تستقر أمور الدولة يكون من الضروري أن ينتبه المسئولون إلي أننا لن نتقدم خطوة إلي الأمام مالم نعط قضية "تظبيط" السلوك الأهمية التي تستحقها. هذا الأمر يحتاج إلي جهد جهيد وخطط وبرامج إعلامية وتربوية قصيرة وطويلة الأمد..الأهم من ذلك أن يشعر المواطن أنه عاد إنسانا محترما في داخل بلده وخارجها، وأن المسئولين في الدولة لايعملون إلا لصالحه ،ولا هم لهم إلا أن تستعيد مصر احترامها بين الأمم..عندما يتحقق ذلك سنجد السلوكيات قد تغيرت، وأن الحال قد أصبح فعلا غير الحال.