عفوا.. لست أنا صاحب هذا التحذير الصاخب، فقد جاء بالحرف الواحد علي لسان أحد رموز حياتنا السياسية والاجتماعية والطبية، والحكاية - من البداية - »علي رأي عبدالحليم حافظ« هي أن الإعلامية المتميزة ريم ماجد استضافت في برنامجها علي شاشة D.T.V ثلاث شخصيات كل واحد منهم له فكره ومكانته ومصداقيته (الدكتور محمد أبوالغار« وسعد هجرس، وعبدالله السناوي) . تناول كل منهم بالتحليل الموضوعي ابعاد ونتائج اللقاء الوطني الذي استضافته مشيخة الأزهر »لاستعادة روح 52 يناير وتجميع الرؤي الوطنية وتعظيم الاستفادة من انجازات الثورة« والمعروف أنه قد شارك في هذا اللقاء 06 شخصية سياسية ودينية وحزبية وكان في مقدمتهم الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا شنودة الثالث ورئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ثم مرشحو الرئاسة، ورؤساء الاحزاب، ورموز القوي السياسية وائتلافات الشباب وعدد من المفكرين المستقلين، وكان من الطبيعي ان يدور الحوار في البرنامج التليفزيوني حول التوقيت بالغ الأهمية لهذا اللقاء الوطني حيث انه يسبق الاحتفال بعيد الثورة الاول بأيام معدودات، وجاء في فترة شهدت ارتباكا وتعثر المسيرة وتفجر الخلافات، ثم توقف المتحدثون امام السؤال المهم وهو كيف حدثت المفاجأة وتجاوز الجميع خلافاتهم وحساباتهم الشخصية والحزبية المعروفة للكافة، وإذا بالدكتور محمد أبوالغار يقول ببساطة عميقة: إنهم كلهم ادركوا انهم »حيروحو في داهية« لو ظلت الأوضاع علي ما هي عليه وتطورت إلي ما هو أسوأ وأخطر!! وبالرغم من الدلالة الواضحة لهذه العبارة الصاخبة التي اطلقها الدكتور ابوالغار، إلا أنني اكتفي بأن أقول ان جميع من شاركوا في اللقاء ممثلين لكل أطياف المجتمع وقد ادركوا ان الخطر سيشمل الجميع ولن ينجو منه من يتقاعس أو يتجاهل حتمية انقاذ الثورة تحركت ضمائرهم ووجدوا انه لا بديل عن الارتفاع الي مستوي التضحيات الهائلة للشهداء والمصابين ومع ذلك فإنني اذكرهم بما قاله الدكتور ابوالغار، وتحذيره الصارم لهم »وان شاء الله »مفيش حد حيروح في داهية« مادمنا جميعا علي الحق التقينا، وعلي هدف انقاذ الثورة وتحقيق اهدافها الكاملة اتفقنا!«. الأزهر الجديد كتبت من قبل ان الثورة النبيلة أتاحت الفرصة العظيمة للأزهر الشريف كي يستعيد مكانته وقامته، ومن حسن الحظ ان من سارع باستثمار هذه الفرصة رجل بعلم وشخصية الدكتور أحمد الطيب، وها نحن نري كل يوم ما يؤكد ان الازهر اغلق ملف سنوات عديدة مضت ربط نفسه فيها للأسف بالنظام الحاكم مما كاد يبعده عن رسالته الكبري، ودوره الوطني والاسلامي الذي جعله منارة للعالم. ولعلني اتوقع ان يتابع الامام الاكبر نتائج اللقاء الوطني ويكشف بما لديه من وعي وصدق وايجابية أي طرف يخون الاتفاق الذي جسده بيان الازهر.