قضي الامر الذي فيه تستفتيان. قال الشعب كلمته وحاز دعاة تسييس الدين وتديين السياسة من الاخوان المسلمين والسلفيين أغلبية الاصوات ومعظم المقاعد في مجلس الشعب . مبروك عليهم. فوز صحيح وإن كان ليس كله حلالا. أدخلوا الحرام والحلال في السياسة ممارسين ميكيافيلية "الغاية تبرر الوسيلة" مغلفة بسلوفان "الضرورات تبيح المحظورات". أختلف عنهم منهجا وأتفق معهم دينا لذلك لا إسميهم الاسلاميين. امال أنا وباقي من ليس معهم نبقوا ايه؟ الاسلام لا يقبل التبعيض..مرة سياسي ومرة اقتصادي ومرة اجتماعي ومرة ثقافي ومرة فني ومرة طبي. الاسلام كل لا يتجزأ. مع ذلك ففوزهم صحيح ومستحق. برلمانهم ليس برلمان ثورة 52 يناير لكنه برلمان ما بعد الثورة. قد يأتي برلمان الثورة بعد خمس سنوات. برلمانهم ترجمان صادق للواقع المصري المليء بالتناقضات. التصق الاخوان والسلفيون بالشارع وكانوا مع الناس في افراحهم واحزانهم وفي وقت فرجهم وضيقهم. خاطبوهم بما يفهمون وبما يحبون فمال اليهم الناس وحين جاء وقت التصويت لم يتوقف الناس أمام الكفاءة وانما توقفوا أمام الطيبة أو الشهامة أو الجدعنة. الناس غير ملومين فهم لم يعرفوا غير هؤلاء. الاختيار في معظمه عن قناعة وإن كان هناك بعض التدليس الحرام. غيرهم لم يتواجد في الشارع. البعض اكتفي بالاتكاء الي الخلف علي مقعده أمام الشاشة وراح يسفسط بما لا يفهمه الناس وربما لا يفهمه هو أيضا. عندما جاء وقت الحصاد جنوا ما زرعوه. نسبة الامية في مصر مرتفعة لكنها ليست العامل الحاسم فيما حدث. والناس لم تنتخب علي أساس برامج حزبية لانه لم تكن هناك برامج وانما كلام مرسل لا يودي ولا يجيب. الكتل الصماء المؤمنة بالسمع والطاعة المنتمية للاخوان والسلفيين والتي تم بناؤها وتحصين ولائها علي امتداد عشرات السنين وما قدمته للناس من خدمات وما استثارت به مشاعرهم من شعارات كانت الكارت الرابح في اللعبة. علينا قبول النتيجة والصبر خمس سنوات. ليأخذوا فرصتهم كما تقضي الديمقراطية. اذا شكا بعضنا خصوصا شباب الثورة المتشرذم من سرقة الثورة ومما سيحدث سنرد عليه برائعة سيد درويش "اهو ده اللي كان وآدي اللي صار مالكش حق تلوم عليا".