أبرز تصريحات وزير الخارجية خلال تكريم متطوعي الهلال الأحمر    قائمة بيراميدز في مواجهة زد بالدوري    ولي العهد يستقبل رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية ويعقدان جلسة مباحثات رسمية    وزير الاتصالات: بدء تصدير أجهزة المحمول المصرية بكميات كبيرة اعتبارا من العام المقبل    مدرب المصري: نتعامل مع مباريات الدوري كأنها كؤوس.. ونسعى لإسعاد جماهير    الأهلي يفتح ملف تجديد العقود في أكتوبر    مصرع طالب غرقا في ترعة برطباط شمال المنيا    الاستعلام عن الأسماء الجديدة في تكافل وكرامة لشهر سبتمبر 2025 (الخطوات)    صلاح محسن أفضل لاعب في مباراة المصري وغزل المحلة    دييجو إلياس يتأهل إلى نصف نهائى بطولة CIB المفتوحة للإسكواش 2025    إيران تدين قرار الإكوادور تصنيف الحرس الثوري ك منظمة إرهابية    تدهور الحالة الصحية للمخرج جمال عبدالحميد.. اعرف التفاصيل    وئام مجدي بإطلالة جذابة.. لماذا اختارت هذا اللون؟    بإطلالة أنيقة.. رانيا منصور تروّج ل "وتر حساس 2" وتنشر مشهد مع غادة عادل    بتقنية متطورة.. نجاح جراحتين دقيقتين للعظام في مستشفى بالدقهلية (صور)    في خطوتين بدون فرن.. حضري «كيكة الجزر» ألذ سناك للمدرسة    العمل تعلن وظائف جديدة في الأردن بمجالات صناعة الكرتون والشيبسي    د. آمال عثمان تكتب: هند الضاوي.. صوت يقهر الزيف    700 فصل و6 مدارس لغات متميزة جديدة لاستيعاب طلاب الإسكندرية| فيديو    تدريب آلاف الطلاب بالجامعات على معايير جودة التعليم بمبادرة «بداية جديدة»    لأول مرة.. ترشيح طالب مصري من أبناء جامعة المنيا لتمثيل شباب العالم بمنتدى اليونسكو للشباب 2025    بوتين يبحث هاتفيًا مع رئيس وزراء الهند الأزمة الأوكرانية وتطورات العلاقات الثنائية    "أطباء بلا حدود": إسرائيل تمارس العقاب الجماعي على أهالي قطاع غزة    أرتيتا يتفوق على فينجر بعد 25 مباراة في دوري أبطال أوروبا    "الأرصاد": أمطار غزيرة على منطقة نجران    دينا تطلق أول أكاديمية متكاملة لتعليم الرقص الشرقي والفنون في مصر    هل الحب يين شاب وفتاة حلال؟.. أمين الفتوى يجيب    ما حكم كثرة الحلف بالطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    اختلت عجلة القيادة..مصرع شخصين بمركز المراغة فى سوهاج    صورة - الرئيس الكازاخي يكرم مفتي الجمهورية ويمنحه وسام الشرف    إصابة شاب بإصابات خطيرة بعد أن صدمه قطار في أسوان    كيليان مبابي يعلن غيابه عن حفل الكرة الذهبية 2025    مدارس «القليوبية» تستعد لاستقبال مليون و373 ألف طالب    حقيقة اختفاء 5 قطع أثرية من المتحف اليوناني في الإسكندرية    فوائد السمسم، ملعقة واحدة لأبنائك صباحا تضمن لهم صحة جيدة    إحالة شكاوى مرضى في وحدة طب الأسرة بأسوان للتحقيق    بعد نشر صورة مع جدها الفنان محمد رشدي.. من هي البلوجر فرح رشدي؟    خالد الجندى: الإنسان غير الملتزم بعبادات الله ليس له ولاء    80%ملكية أمريكية.. ملامح الاتفاق الجديد بين الولايات المتحدة والصين بشأن "تيك توك"    عاجل- رئيس الوزراء: مصر ثابتة على مواقفها السياسية والإصلاح الاقتصادي مستمر رغم التحديات الإقليمية    ضبط المتهم بذبح زوجته بسبب خلافات بالعبور.. والنيابة تأمر بحبسه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 17سبتمبر2025 في المنيا    هل يجوز لى التصدق من مال زوجى دون علمه؟.. الأزهر للفتوى يجيب    مفتى الجمهورية: ما يجرى فى غزة جريمة حرب ووصمة عار على جبين العالم    نقيب المحامين يترأس جلسة حلف اليمين القانونية للأعضاء الجدد    ڤاليو تنفذ أول عملية مرخصة للشراء الآن والدفع لاحقاً باستخدام رخصة التكنولوجيا المالية عبر منصة نون    تحديث بيانات المستفيدين من منظومة دعم التموين.. التفاصيل    المنيا.. تنظيم قافلة طبية مجانية في بني مزار لعلاج 280 من المرضى غير القادرين    شاب يلقى مصرعه حرقًا بعد مشادة مع صديقه في الشرقية    ننتهج استراتيجية تعتمد على الابتكار والرقمنة.. وزير الري: نصيب الفرد من المياه لا يتجاوز 560 متر مكعب سنويًا    هيومن رايتس ووتش تتهم إسرائيل بتهجير السكان قسريا في سوريا    بن عطية يفتح جراح الماضي بعد ركلة جزاء مثيرة للجدل في برنابيو    "البديل الذهبي" فلاهوفيتش يسرق الأضواء وينقذ يوفنتوس    "جمعية الخبراء" تقدم 6 مقترحات للحزمة الثانية من التسهيلات الضريبية    قبل ما تنزل.. اعرف الطرق الزحمة والمفتوحة في القاهرة والجيزة اليوم    «عبداللطيف» يبحث مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي تعزيز التعاون المشترك في مجالي التعليم العام والفني    حركة القطارات | 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 17 سبتمبر    رانيا فريد شوقي تستعيد ذكريات طفولتها مع فؤاد المهندس: «كان أيقونة البهجة وتوأم الروح»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن كمال يكتب: الغالب مستمر
نشر في الدستور الأصلي يوم 22 - 03 - 2011

انقسم الشعب المصري- لاول مرة بعد الثورة - عند الإستفتاء من أجل تعديل الدستور. وظهرت آراء واتجاهات تصنف المصريين من خلال آرائهم...الحقيقة انني سعدت بهذا الاستفتاء ولازلت سعيدا..ورغم انني وكل أسرتي وغالبية اصدقائي قلنا لا إلا أنني سأمتثل وأرضى وأسعد بنعم ..فأنا لا أرى أن أصحاب الصوت في مصر انقسموا من خلال هذا الاستفتاء إلى حكوميين ومعارضة بناء على نعم ولا .. ولا ارى ما يقول البعض أن الناس لم تنقسم وان هذا اللغط طبيعي في هذه المرحلة.. في الواقع أنني ارى انقساما واضحا وتصنيفا أوضح لكل من حولي ولكل من رأيتهم في الشوارع والمساجد والكنائس وفي أجهزة الإعلام وفي اللجان الإنتخابية قبيل الاستفتاء. إلا أن تصنيفي لا علاقة له بمن قال لا ومن قال نعم . انقسم المصوتون في وجهة نظري إلى أربع مجموعات يمكنك – غالبا- أن تعرفهم من لغتهم في الحوار وكلامهم الذي يبنون عليه موقفهم..فالمجموعة الأولى والأهم هم من صوتوا في الاستفتاء بناء على وجهة نظرهم الشخصية لما فيه مصلحة الوطن ..هؤلاء سمعوا وسألوا وتناقشوا واقتنعوا بأن هناك اتجاه أفضل ...بعضهم قال لا وبعضهم قال نعم . وليس منهم من أصاب وليس منهم من أخطأ. فهذا رأي شخصي ورؤية خاصة. هؤلاء جميعا هم أصحاب العقول والضمائر الذين سيخدمون هذا الوطن ..لا أحد يستطيع أن يحدد نسبتهم الحقيقية ممن أدلوا بأصواتهم ...لكنهم جميعا أدلوا بصوتهم فمثل هؤلاء لن يتوانوا أبدا خدمة الوطن والعمل من أجله وهؤلاء هم الأمل في مصر التي نحلم بها جميعا..
المجموعة الثانية هي مجموعة المنتفعين وأصحاب المصالح.. وهؤلاء حددوا مواقفهم بناء على مصالحهم الشخصية البحتة. مثل هؤلاء الناس أيا كانت اتجاهاتهم لا يكترثون إلا بأنفسهم.. لايكترثون بالدين ولا بالوطن ولا بالشهداء..ولابأي مخلوق ..ويستغلون كل شيء ليحصلوا على مكاسبهم .. هؤلاء من يصمون الآخرون بالخيانة أو بالكفر أو العمالة ويصورون انفسهم دائما على أنهم هم المخلصين والمخلصين بكسر اللام وبتشديدها... وللأسف يجدون لهم أتباعا وأعوانا كما كان سانشو المسكين يتبع دون كيشوت في رحلاته لمحاربة طواحين الهواء ..
المجموعة الثالثة هم المريدون. والمريدون عادة ما يتبعون شخصا ما بغير تفكير . ويبدأون في تكرار ما قاله لهم هذا الشخص كالببغاوات . وعادة ما يبدو عليهم الإيمان العميق بماقاله ساحرهم ..لذا فهم يتبعونه بكل إخلاص. قد يكون هذا الرمز شخصية عامة أو سياسي أو كاتب أو مذيع. قد يكون شيخا او قسا أوداعية ..إذا تحاورت معهم يبدأون بترديد الكلام الذي سمعوه بنصه فإذا حاورتهم ستجدهم يقولون لك بوضوح: (فلان قال كده ..أنت هتعرف أكتر منه؟)
أما المجموعة الرابعة فهم اللامبالون وهؤلاء غالبا ما يتحركون خلف الرأي السائد أيا كان صاحبه. فهم لايهتمون في الواقع بهذا الأمر ولا بغيره. لايهمهم من مات ولا من انتصر ولا من سيدير الأمر ...لا يعنيهم الفساد ولا الشرف ولا الخيانة هم مع الكبيرومع السائد ومع المعتاد.... ويبحثون دائما عن الرأي الذي لن يستتبعه (وجع دماغ) ... وهؤلاء تسمع منهم كلاما من نوعية (خلينا نخلص) أو يعني (هو الاستفتاء ده اللي هيغير البلد) . أو (أي حاجة ..مفيش فايدة) . وهؤلاء غالبا ما يتبعون الرأي الأكثر أغلبية أو آخر رأي سيسمعونه قبل دخول اللجان.
عندما تفكر في كل هذه الفصائل التي تحدثنا عنها، وإذا أخذنا في الإعتبار إن هذا الإستفتاء كان اختبارا صعبا..(أعتقد أن معظم من صوت بشرف لم يكن في داخله رفض مطلق ولاقبول مطلق) .. سيتضح لك على الفور إن هذا الشعب ليس بالسطحية التي يدعيها البعض ولا هو بالعمق الذي يدعيه البعض الآخر..ولا أعتقد أن ما يقال عن أن توجهات أو حملات خدعت ما يقرب من ثمانين في المائة من الناخبين. كل ما في الأمر أن هذه المرة وبصدفة لن تتكرر بسبب الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلد وبسبب ضيق الوقت تلاقت مصالح الفئة الثانية بأكملها على نعم رغم تنافرهم ..فهم لا يريدون وقتا كافيا تتجمع فيه قوى وطنية جديدة لتعمل على بناء أحزاب وتوجهات جديدة ومن مصلحتهم أن تكون لهم يد مباشرة وغير مباشرة في تعديلات الدستور. ..وهذه الفئة لها الكثير من المريدين مما جعل اغلبية الفئة الثالثة والرابعة تتندمج معهم ...أما الفئة الأولى ... وهم المخلصون والشرفاء ومحبي البلد ..فبعضهم قال لا وبعضهم قال نعم ...وهؤلاء هم أصحاب الفكر والمباديء الذين لا يقبلون فرض أي رأي عليهم. وهم للعلم من كل الاتجاهات والعقائد فأنا مثلا أعرف من الإخوان ومن السلفيين من قالوا لا . وأعرف من المسيحيين من قالوا نعم ...وهناك من الأميين من قالوا نعم ولا..فالديمقراطية لا تعرف رأيا واحدا.
ما اريد أن أقوله في ضوء هذا التصنيف . أن الشعب ليس في اتجاه ضد اتجاه. فعندما ستأتي لحظة الإنتخابات البرلمانية سيختلف الأمر. فأصحاب المصالح لن يكونوا يدا واحدة قوية كما كانوا هذه المرة. سينقسمون على أنفسهم وسيجتمع الشرفاء جميعا على فكرة واحدة، ففهم أبعاد تعديلات الدستور كان صعبا لكن فهم الفساد ورجال الأحزاب الفاسدين وأصحاب الأفكار الضالة سيكون أسهل كثيرا...وهنا يجب على أصحاب العقول والضمائر من الآن التحرك من أجل حشد قوة الفئة الرابعة والتي يجب أن تخاطب بحكمة وليس بعنجهية لا بتعالي... خاطبوهم بالفلاحي والصعيدي والسواحلي وحتى بلغة الإشارة...خاطبوهم بما يفهمون ..وليس بما تفهمون أنتم!!
لا تختزلوا الأمر في نعم أو لا.. ولا تحسبوا ان الثورة والضمائر التي استيقظت ستموت مرة أخرى...ولا تحسبوا ياسادة أن المنتفعين انتصروا ولا أن الثائرين خسروا. هذه أولى جولات ما بعد الثورة ..إنها الديمقراطية التي نريدها.. ..وإنها السياسة التي يلعبها المرشحون في العالم كله.. فلنتعلم أبعاد الديمقراطية ..ولنتعلم لعبة السياسة ..فالغالب ..مستمر!!..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.