ليس كمثله عام 2011 ذلك الذي رحل.. غير أنه ترك في عالمنا.. بل وفي نفس كل فرد علي امتداد الأرض.. ربما ذكري كانت وستبقي تتجدد كلما تحقق حلم حسبناه مستحيلا.. حلم ما هو إلا نتاج لثورة 25 يناير التي سيطرت علي تفاصيل حياتنا اليومية طيلة عامنا الفارط منذ قليل.. لتنسحب الحالة ذاتها علي عام 2012 الذي نستقبله بأمان. حالة تختلف بعض الشيء عن مثيلاتها التي طالما كنا نسرف بالمجاهرة بها في بواكير أعوام مضت.. إذ إن عامنا الجديد هذا تكاد تجمع فيه جلّ الأماني علي أن تستقر مصرنا الغالية التي لم تزل تعيش حتي يومنا هذا.. تفاصيل تلك الثورة المباركة التي لا أعلم حقيقة لمَ اتفق علي تسميتها بهذا الاسم رغم كثرة تدفق دماء الشهداء التي يبدو أنها كانت مهرا لحرية مبتغاة.. حرية كانت ولم تزل تشكل أمنية تتصدر أماني الناس كافة في 2012 .. ذلك الذي نعتقد أنه سيكون امتدادا طبيعيا لأحداث العام الراحل.. الذي أعاد صياغة العقل في ضوء كافة المتغيرات التي شهدناها بكامل تفاصيلها والتي تجلت بها إرادة الناس وعزيمتهم.. لتقود إلي تغييرات نأمل أن يشهد عامنا الجديد لها ازدهارا ورسوخا يفضي إلي المزيد منها.. وذلك من أجل أن نتمكن من طي صفحات مجللة بالبؤس والقهر.. اللذين وحدهما طالما شكلا مطلبا رئيسيا للناس في ليالي رؤوس سنين ماضيات.. خلافا للعام المنصرم الذي شهد فيه العالم أجمع تدحرج رؤوس.. كان مجرد تخيل مشهدها كذلك ضربا من الخيال!.. ونحن ندلف عاما آخر جديدا متعقبين ظلال تغيرات هائلة أعقبت زلازل سياسية ضخمة.. فإنه لا يمكننا التجاهل ببساطة خصوصية سنة 2011 التي شهدت ميلاد ربيع عربي لم يزل يراوح بدوره بين مؤيد ومعارض.. وبين من يصدق ومن يشكك في ألا يكون هذا الربيع مجرد سيناريو غربي ..الهدف منه إشاعة الفوضي ليس إلا في كامل المنطقة العربية.. التي طالما رزحت تحت إرث استعماري ثقيل إلا أنه حافظ ..وإن تغيرت أقنعته ..علي الملامح البشعة ذاتها التي لم تضمر حينا إلا الشر لكل من يدين بالإسلام وينطق بالضاد.. في 2012 أعتقد أننا سنشهد العديد من التغيرات في نواحي متعددة تبني علي ما سبق.. تغييرات لا يمكن بحال من الأحوال أن نفصلها عن ذلك الربيع الذي كان وسيبقي يلهمنا العمل الجاد والدؤوب حتي في أدق تفاصيل حياتنا.. وإذ نستقبله كعام جديد ببضع أمنيات غير اعتيادية.. ذلك لأنها هي المرة الأولي التي نحتفل فيها باستقبال عام آخر.. في أعقاب ثورات الربيع التي من الصعب بل من المستحيل أن يعود العالم بعدها إلي نقطة الصفر.. التي كانت تشكل لسنين عديدة حصيلة نواتج جهود ورغبات كثيرة لمحاولة تغيير شيء من فسيفساء واقع عربي مرير رصيدنا المتنامي فيه ربما أكثر من أرصدة هواتفنا المحمولة .. ربيع عربي استطعنا من خلاله أن نتمرد علي مخاوفنا .. وأن نتمرد حتي علي إرث معتقداتنا التي تعمق فينا الهزيمة والإستكانة .. لنقول أننا في عام 2012 لن نسمح للعتمة أن تبتلع شمسنا من جديد.. تلك التي نرجو أن تظل ساطعة أبدا.. لتغذي فينا الربيع أبدا!..