سمير زاهر احتار المراقبون لما يدور من أحداث داخل اتحاد الكرة لتحليل أو تفسير طبيعة وشكل العلاقة بين مسئولي اتحاد الكرة في الفترة الأخيرة، فأصدقاء الأمس يتحولون في لحظات إلي أعداء اليوم وأعداء الأمس يصبحون سريعا أحباب وأصدقاء اليوم. والمؤكد ان لغة المصالح التي كانت ومازالت هي الخريطة التي تتيح لأي متابع التوصل لكواليس ودهاليز الاتحاد المؤدية في النهاية إلي الشكل الصحيح لعلاقة المسئولين ببعضهم البعض، إلا ان المؤكد أيضا هو ان المعايير في الفترة الأخيرة تغيرت وأهداف المستقبل تبدلت، ومن ثم كان الغموض هو السمة الغالبة والظاهرة لشكل العلاقة بين مسئولي الجبلاية في الفترة الأخيرة.. وقبل اجتماع مجلس الإدارة الذي عقد أمس أثناء مثول »الأخبار« للطبعة الأولي كانت الأزمات قد وصلت مداها بين المسئولين وساهم في زيادتها دخول بعض الموظفين طرفا في الخلاف بين أعضاء مجلس الإدارة وهو ما تجلي في المعركة الأخيرة التي نشبت بين الكابتن مجدي عبدالغني عضو مجلس الإدارة والكابتن عزمي مجاهد القائم بأعمال المدير التنفيذي عندما قام الأخير بإصدار قرار إداري بمنع الأول من الحصول علي أي مستندات خاصة بالاتحاد دون إذن من المدير التنفيذي، فهذه الأزمة التي تم الزج فيها بعزمي مجاهد كأداة للانتقام من مجدي عبدالغني لمصلحة أشخاص آخرين جاءت لتربك قراءة المتابعين والمراقبين لما يدور داخل الجبلاية حيث فوجيء البعض بأن هذه الأزمة التي يفترض فيها تأديب مجدي عبدالغني لمصلحة الكابتن سمير زاهر هي نفسها الأزمة التي جعلت أنصار سمير زاهر يقفون في صف مجدي عبدالغني وضد عزمي مجاهد، ومن هؤلاء مثلا: المهندس أحمد مجاهد عضو مجلس الإدارة الذي أبدي تعاطفا شديدا مع مجدي عبدالغني واستياء بالغا من عزمي مجاهد. ولاشك أن كل هذه المشاكل والأزمات ما هي إلا محصلة لصراعات داخلية مجهولة الهوية، لأنه لا يختلف اثنان علي أن هناك جملة مصالح خاصة يتنازعها البعض داخل الجبلاية، وما ان تنتهي تلك المصالح فإن الأمور ستعود إلي ما كانت عليه سابقا من علاقات هادئة تجمعها وتفرقها المصالح متي وجدت.. وليس خافيا علي كثيرين الأزمة التي فجرها عقد الملابس الجديد الذي ينوي اتحاد الكرة توقيعه مع شركة اديداس والبالغ قيمته 541 مليون جنيه (71 مليون يورو)، وهذا المبلغ حتي وان كان المفروض ألا يستفيد منه مسئول بالجبلاية إلا انه رقم مخيف كافيا جدا لأن يجعل الوسواس الخناث يلعب في صدور مسئولي الجبلاية ويوقع بينهم الفتنة والفرقة.