قرأت في احدي الصحف الخاصة أحد المستوردين يقسم بأغلظ الايمان بأن صفقة اللحوم مع اثيوبيا لن تتم.. استفزتني ثقة رجل الاعمال المستورد وكأنه الحاكم بأمره أو ان القرار بيده، نستورد أم لا نستورد.. فقررت ان اتوقف عن استكمال قراءة كلامه.. حتي ابقي علي شيء بداخلي من الثقة والأمل ان مافيا استيراد اللحوم لن تصل إلي هذا الحد.. واظل في نفس الوقت محافظا علي ثقتي في قدرة الحكومة علي تنفيذ قرارها أو عدم خضوعها لضغوط بعض اصحاب المصالح الشخصية. وان الامر يمكن ان يصل إلي حد قوت الشعب. ولكن يبدو بالفعل ان هذا المستورد »نافذ« وبقوة اما بمفرده أو بتكتل شركاء المصلحة مستوردي اللحوم. أو ان الحكومة لا تعتبر اللحوم من قوت الشعب حتي ولو من حين إلي آخر. ويكفي توفير رغيف العيش حتي لو كان بمساميره. الصدفة التي كشفت هذا ما قاله وزير الخارجية احمد ابوالغيط في احد احاديثه بصدد الكلام عن العلاقات التجارية بين مصر والدول الافريقية وخاصة دول حوض النيل. وكيف يمكن لهذه العلاقات وتبادل المنفعة التجارية ان تسهم بدور كبير في تقوية العلاقات.. قال ابوالغيط نصا: »سعينا في مرحلة سابقة لدعم العلاقات التجارية مع اثيوبيا من خلال استيراد اللحوم الاثيوبية باعتبار ان ذلك يمكن ان يمثل عنصرا اساسيا لدعم الشراكة التجارية بين البلدين خاصة ان اثيوبيا تعتمد علي صادرات اللحوم كمصدر مهم للدخل القومي.. إلا ان الجهود الحكومية للاسف باءت بالفشل.. نتيجة لوجود تحكمات معينة في واردات اللحوم من الخارج.. وتعمل علي تحقيق مكاسب ضيقة بغض النظر عن المصلحة الوطنية السامية«. انتهي كلام وزير الخارجية الصادم. الذي يكشف عن علامات استفهام كبيرة، اقلها الفساد. فمن هذا.. ام هؤلاء.. الاقوي من الحكومة.. من الذي استطاع افشال اتفاق رئيس الوزراء مع الحكومة الاثيوبية خلال زيارته لاديس أبابا مؤخرا؟.. لاستيراد اللحوم الاثيوبية وبيعها للمواطنين بأسعار رخيصة. وتقرر حينذاك سفر وفد من الشركة القابضة للصناعات الغذائية إلي اثيوبيا للاتفاق علي التفاصيل.. وحتي الآن لم يسافر الوفد بالفعل.. من هم هؤلاء الاقوي من الحكومة؟ وكيف تضحي بمصلحة المواطن؟ ومصلحة الدولة؟ بتوطيد علاقات تجارية مع دولة مهمة لنا مثل اثيوبيا. من اجل زيادة رصيد مستورد أو مجموعة من المستوردين علي حساب جوع المواطن ومصلحة البلد.. ومن المتحكمون في فوضي ارتفاع اسعار اللحوم؟ الوزيرة فايزة ابوالنجا يجب ان تتكلم الان .. ويجب ألا تضيع جهودها من أجل أمثال هؤلاء. كشف الحقائق كاملة من حق الرأي العام!!