أحمد شلبى مازلت أحيا في عام 1102 بعد أن كانت كل الأعوام الذي سبقته طوال ثلاثين عاما متشابهة لدرجة تبعث علي الملل، فالفساد ينخر في سنين عمر الناس والفقر يزداد من عام إلي عام وصحة المواطنين تتدهور وتكتسب أمراضا يوما بعد يوم، وارتفاع الأسعار لا يقف عند حد بل اننا نشهد ماراثونا بين السلع أيهما يسبق الآخر في الزيادة والناس لا تتحرك من حدود الدنيا إلا إلي حدود الآخرة فالموت راحة من كل شر. ثورة يناير كانت ميلادا جديدا لمصر كتب تاريخه بدماء الشهداء وجراح المواطنين ولكننا مع هذا المجد العظيم الذي سطره شبابنا تعثرت أقدامنا في بعض الأحداث فاستمرت الثورة وسقط من خلال بعض المصادمات بين المواطنين والحركات السياسية والائتلافات الثورية وبين الأمن قتلي ومصابين من الجانبين.. لماذا؟! كان يجب علينا أن نفرق بين الثورة علي الفساد من أجل تحقيق أهداف الثورة حرية وكرامة وعدالة اجتماعية والثورة عند الاختلاف في الرأي فالأولي تستدعي الخروج يدا واحدة للقضاء علي الدكتاتورية والفساد. أما الثانية فيفترض أن يكون أساسها الحوار والجدل باللتي هي أحسن هو عنوانها ولكننا للأسف خلطنا بين الأمرين فذقنا »الأمرين«. صفحة عام 1102 صفحة كانت في بدايتها جميلة بيضاء رائعة أحيت نفوسنا بالأمل والتفاؤل رغم ثقل الديون التي تركها النظام السابق بخلاف ما تم نهبه وتهريبه من خلال عمليات غسيل الأموال الأمر الذي أكد صعوبة عودة هذه الأموال فأصبح قدرنا أن نتحمل ازدواجية الديون والتهريب وبدلا من أن ننشغل بدفع عجلة الإنتاج وإعادة السياحة إلي ارتداء ثوبها القديم وإضافة ثوب جديد يعد أثرا تاريخيا لا يقل عن اثار الفراعنة. انه ميدان التحرير الذي أصبح كعبة للزائرين ليشهدوا تاريخا جديدا للشعب المصري الذي عرف عنه انه قد يتحمل طويلا الظلم ولكنه أبدا لا يستسلم مهما كانت الظروف فكان العنوان والميدان شيئا واحدا التحرير من ربقة الظلم والفساد. وسط هذا الصخب من عام 1102 كلنا أمل أن نتعلم من أخطائنا وأن نسلك الطريق المستقيم وأن نتذكر دائما ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وأن مجالس الحوار والحلول الوسط والإيمان بقيمة الوطن وأهله أكبر من أننا نندفع في خلافاتنا السياسية نحو إراقة الدماء وفقدان الثقة فيما بيننا فكلنا في مركب واحدة ستغرق بنا جميعا إذا هيمنت الفتن والهواجس بين أبناء الوطن. استعيد ذكرياتي ونحن علي مشارف عام 2102 متمنيا ان نستلهم روح الثورة والابتسامة بين المواطنين والحب والأغاني الوطنية والثقة بين الجيش والشعب تحت عنوان »ايد واحدة« وأن نشجع الشرطة التي بدأت تتجه نحو إعادة الانضباط والأمن في الشارع ان تعود إلي أحضان الوطن وتعمل من أجل مصر. وقد حقق أبناؤنا ايضا صورة مثالية ليلة الاحتفال برأس السنة فيها من ترانيم السلام والأغاني الوطنية ما يحقق الاستقرار لمصر وجعلني أشعر انني مازالت أحيا. كلمة للتاريخ هي تقديم للدكتور شيرين فوزي مؤلف كتاب »مائة عام لنادي الزمالك« وقد بدأها بمعني جميل قائلا: من الصعب ان يعرف الإنسان لماذا أحب كيانا مثل نادي الزمالك منوها بمعني آخر يزداد جمالا عندما يذكر عن نفسه بأنه جزء من قدر نادي الزمالك ونادي الزمالك جزء من قدره وأن الحب هو مفتاح الباب الذي يقودك إلي رؤية العظماء الذي يزخر به هذا الكتاب من خلال الكلمات والأحداث والصور والشخصيات الذين أثروا تاريخ الزمالك وتركوا فيه بصمات خالدة.. انه مرجع ليس لمشجعي الزمالك فقط وإنما لكل الأجيال أيا كانت انتماءاتهم. وأود أن أقتبس من كلمات د. شرين هذه المعاني الخالدة بأننا قدر هذا الوطن وأن وطننا هو قدرنا فهل نبحث في أوراق حياتنا ما نجمل به هذا القدر أم نتركه في مهب الريح تعصف به؟!