الصدمة ما زالت مستمرة، رغم أن البعض لا يصدقها باعتبارها مجرد فرقعة علي موقع إلكتروني، وأن من فرقعها يعلم جيداً أنها ستجد من المنددين بها أضعاف أضعاف المتسامحين معها، لكنه في الوقت نفسه يواصل إطلاقها والدفاع عنها باعتبارها قضية حياة أو موت! الفرقعة نسبت إلي جماعة عرفت نفسها ب: شباب الدعوة السلفية، وتدعو إلي قيام »هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر« بعد أن رجعوا إلي مشايخهم وقياداتهم في حزب النور الذي يسيرون علي نهجه، وهو ما نفاه الحزب مؤكداً بلسان متحدث باسمه: أن لا علاقة للحزب بهذه الجماعة ولم يسمع عنها من قبل. وبنفس السرعة بادرت الجماعة بالرد علي حزب النور واتهمت قياداتها ببساطة متناهية بأنهم »أعداء شريعة الله«. وعاد محمد نور، المتحدث الإعلامي لحزب النور، مطالباً هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالإعلان عن هويتهم حتي يثبتوا للحزب أنهم جهة غير مغرضة، وأن يعلنوا كيفية التواصل معهم، ويكشفوا عن الذين يعملون لحسابه أو لحسابهم. وفي تصريحات نشرتها صحيفة »الأخبار« أمس لفضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية جاء فيها ان الأزهر الشريف سيقف بحزم ضد من يصدر فتاوي غير مسئولة ولن يسمح بقيام الجماعة التي يتم الترويج لها عبر الانترنت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لان تطبيقها في الخليج وخاصة في السعودية وهو مجتمع يختلف تماما عن طبيعة المجتمع المصري، ولأن مسألة التقويم والنصح لأي فرد ترجع إلي الأسرة والمنزل أولا. وأوضح الشيخ عاشور ان قانون تطوير الأزهر سيشمل تحديد الهيئة التي تصدر الفتاوي حتي تكون منظمة وحتي تكون الفتوي صادرة عن لجنة الإفتاء فقط. جاءت هذه التصريحات المهمة خلال منتدي عقد مؤخراً في بورسعيد، متزامنة بالصدفة مع قيام بعض الشباب الملتحي بتحذير أصحاب صالونات الحلاقة في بورسعيد وبورفؤاد من حرمانية حلق اللحية للمسلمين، بزعم مخالفة الشريعة الإسلامية وإلا تعرّضوا للأذي (..). ما فعله هذا البعض من الشباب الملتحي مع أصحاب صالونات الحلاقة في بورفؤاد وبورسعيد يعني أن »الفرقعة« التي فجرها شباب الدعوة السلفية ليست مجرد »هزار« علي الفيسبوك كما يأمل زميلنا د. أيمن نور وإنما تبين أن هذا الهزار سرعان ما انتقل إلي »واقع« يحبو حثيثاً مستهدفاً في البداية تحريم حلاقة الذقن.. والبقية قد تتوالي، وأتمني ألاّ يأتي هذا اليوم. أفضل، وأقوي، ما قرأت في محاولات التصدي المطلوب لإنقاذنا من هذا الخطر الداهم جاء في بحث بالغ الأهمية نشرته أمس الزميلة »اليوم السابع« يقدم رداً قاطعاً للجماعة الإسلامية علي فزّاعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. البحث أعده اثنان من قيادات الجماعة الإسلامية علي محمد علي الشريف، وأسامة إبراهيم حافظ وراجعه ستة آخرون من قيادات الجماعة. البحث حمل عنوان : »النصح والتبيين في تصحيح مفاهيم المحتسبين«، متضمناً كما وصفته »اليوم السابع« نموذجاً فريداً لإعادة ترتيب القواعد الإسلامية، وتطبيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بداية من تعريفها وحدودها، وكيف تحولها من فضيلة يجني الفرد المسلم من ورائها الحسنات، إلي نقمة تنعكس عليه بالسيئات. .. ونستعرض أهم ما جاء به هذا البحث المهم، غداً بإذن الله