مظاهرات.. اعتصامات.. إضرابات.. اشتباكات.. قتلي.. جرحي.. حرائق.. تحطيم مباني حكومية وخاصة.. هذا باختصار ما حدث في ميدان التحرير وشارعي قصر العيني ومجلس الشعب في الأيام الأخيرة. لا أدري من هم المعتصمون في شارع مجلس الشعب وأمام مجلس الوزراء.. وماذا يريدون؟ ومن يمثلون من الشعب المصري.. إن لديهم قناعة تامة بأنهم يمثلون كل قطاعات الشعب المصري.. ولكن في الحقيقة هم يمثلون أنفسهم فقط ويريدون أن يفرضوا رأيهم علي الجميع.. مع أن الديمقراطية أن تحترم الرأي والرأي الآخر.. أعلنوا استمرار اعتصامهم أمام مجلس الوزراء.. ومنعوا الدكتور الجنزوري من دخول مقر المجلس حتي الآن.. ومع علمهم بأن الاعتصام والاضراب حق مكفول بشرط عدم المساس بالآخرين.. ولكن ما حدث ليلة الجمعة الماضي يثبت بالدليل القاطع بأن هناك أياد خفية تحرك هؤلاء.. فبينهم صبية لا تتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاما.. ترك مدرسته.. ومنزله من أجل أن يشارك في الاضراب وهو في الحقيقة لا يفهم ولا يعرف معناها!! مجموعة من الصبية يلعبون الكرة أمام مجلس الشعب في الثالثة فجرا.. هل هذا معقول.. حياة المصريين متوقفة من أجل مجموعة من الصبية يدمرون البلاد.. لديهم قناعة بأنهم الأقوي وعلي الجميع أن يحترم رغباتهم وطلباتهم وعليهم ان يختاروا رئيس الوزراء من بينهم ولا يتعدي عمره خمسة عشر عاما وعلي المجلس العسكري ان ينفذ أوامرهم فورا.. وإلا نادوا باسقاطه فورا.. انظروا إلي الفضائيات والصور التي التقطتها الصحف المستقلة قبل الحكومية لكي تشاهدوا بأن من يقوم بالعمليات التخريبية مجموعة من الصبية هاربين من مدارسهم.. إذا كانت لديهم مدارس فعلا.. حرق المجمع العلمي بشارع قصر العيني والذي عمره مئات السنين.. وما يحتويه عن تاريخ مصر العلمي جريمة.. لا تحمل الرأي والرأي الآخر.. ومن قام بذلك عليه ان ينال الجزاء المناسب.. وكفي طبطبة وتدليلا لهؤلاء المخربين الذين يدمرون البلاد ويسعون فيها فسادا وتخريبا. يصيبني الغثيان عندما أشاهد الفضائيات المصرية والعربية وهي تحاول التأثير علي الرأي العام سواء بالحق أو بالباطل وهي تأتي بالخبراء من كل لون ليدلي كل برأيه لتكبير الأحداث وإثارة الهلع لدي الناس وفقا لأجنداتهم المدفوعة مسبقا ويجب أن نتوقف ونبحث عن المستفيد من هذا العبث.. إنها فضائيات تبحث عن الإثارة والانتشار حتي تحصل علي الإعلان ليجعلها قادرة علي الاستمرار والمنافسة.. لقد خرجت من قناة الجزيرة مباشر بعض الألفاظ التي يعف عنها اللسان وتضعها تحت طائلة القانون. أتمني استمرار حملة الانضباط التي يقودها وزير الداخلية وان يتعاون معه الجميع، فقد تعودنا علي احترام رجل الشرطة في وجوده ولكن بمجرد ان يدير ظهره تعود الأمور إلي الأسوأ.. فقط نريد أن نحكم ضميرنا.. وأن يحترم كل منا القانون ويطبقه علي نفسه قبل أن يطبقه علي الآخرين. أسوأ تجربة: يوم الثلاثاء الماضي استغرقت رحلة الذهاب والعودة إلي جامعة القاهرة من مدينة نصر أكثر من 8 ساعات بدأت في الثالثة عصرا واستمرت حتي الحادية عشرة مساء. أجمل ما قرأت: للعملاق أحمد رجب في 2/1 كلمة بالأخبار »هناك جماعة التكفير والهجرة وهناك جماعة التفكير في الهجرة«. أسوأ ما قرأت: مانشيت الوفد يوم السبت الماضي وهو »الجنزوري يدخل مجلس الوزراء علي جثث المعتصمين«.. انها مزايدة كبيرة. قبل الختام: إن مع العسر يسرا.. يارب اجعل لحظة اليسر قريبة.. لأن لحظة العسر بلغت الحلقوم.. يارب!!