8 شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلا بحي الزيتون جنوب مدينة غزة    مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية يثمن دور مصر المحوري في إدخال المساعدات    هيئة دولية رائدة في مجال أزمات الغذاء: أسوأ سيناريو للمجاعة يحدث حاليا بغزة    إصابة 6 أشخاص في حادث تصادم على طريق الإسكندرية الزراعي بالقليوبية    انتشال جثة مسنة وإنقاذ نجلها في انهيار عقار سكني بطنطا    مذكرة تفاهم بين الصحة وشركة بورينجر إنجلهايم لتطوير التعامل مع السكتات الدماغية    أفضل وأسوأ المشروبات خلال موجات الحر الشديدة    «التضامن» توافق على إشهار جمعيتين في محافظة البحيرة    "الفجر" ترصد لحظة وصول محافظ الدقهلية لموقع كسر خط المياه لمتابعة تنفيذ أعمال الصيانه    صادرات مصر الزراعية تسجل 6.2 مليون طن خلال 7 أشهر    هيئة الإسعاف: نجحنا في نقل 30 ألف طفل مبتسر بشكل آمن خلال 2025    رئيس «جهار» يستقبل وفدا من منظمة دعم أداء النظم الصحية والابتكار العالمية    التعليم العالي: تجديد الشراكة العلمية بين مصر والصين في مكافحة الأمراض المتوطنة    انتظار صدور حكم في قضية سرقة عملات ذهبية أثرية من متحف ألماني    منتخب مصر يحدد موعد معسكر سبتمبر استعدادا لمواجهتي إثيوبيا وبوركينا    رصيف محطة هاتشيسون رقم 1 بميناء السخنة يستقبل السفينة ZHEN HUA 36 المخصصة لنقل الأوناش الثقيلة    للطلاب المتقدمين لمدارس التكنولوجيا التطبيقية.. طريقة دفع رسوم الاختبار    وزير العمل: التعليم الفني يشهد طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة بتعاون وجهود ملحوظة من القطاع الخاص    كريم رمزي يعلق على ستوري عبد القادر.. ويفجر مفاجأة بشأن موقف الزمالك    ثنائي المصري أحمد وهب وأحمد شرف ضمن معسكر منتخب الشباب استعدادًا لبطولة كأس العالم بشيلي    بعد القبض على رمضان صبحي.. تعرف على موقفة القانوني ومدة الحبس وموعد الأفراج عن اللاعب    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    وزير التنمية المحلية: شركاء التنمية حليف قوي في دفع العمل البيئي والمناخي في مصر    نقيب المهندسين ل طلاب الثانوية العامة: احذروا من الالتحاق بمعاهد غير معتمدة.. لن نقيد خريجيها    بيان جديد من الكهرباء بشأن «أعطال الجيزة»    رسميًا الآن.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 29-7-2025 في البنوك    "حرارة مرتفعة ورطوبة خانقة".. الأرصاد تكشف عن تفاصيل طقس الثلاثاء    ارتفاع حصيلة ضحايا إطلاق النار فى نيويورك ل5 أشخاص بينهم ضابط شرطة    سميرة صدقي: محمد رمضان وأحمد العوضي مش هيعرفوا يبقوا زي فريد شوقي (فيديو)    دخول 9 شاحنات مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها لقطاع غزة    الجيش التايلاندي يتهم كمبوديا بانتهاك وقف إطلاق النار    أسعار الخضروات والفاكهة اليوم الثلاثاء في شمال سيناء    رئيس اتحاد طنجة: عبد الحميد معالي اختار الانضمام إلى الزمالك عن أندية أوروبا    رابط التقديم الإلكتروني ل تنسيق الصف الأول الثانوي 2025.. مرحلة ثانية (الحد الأدني ب 6 محافظات)    "بقميص الزمالك".. 15 صورة لرقص شيكابالا في حفل زفاف شقيقته    مصرع 30 شخصًا في العاصمة الصينية بكين جراء الأمطار الغزيرة    بفرمان من ريبيرو.. الأهلي يتراجع عن صفقته الجديدة.. شوبير يكشف    يوسف معاطي: سعاد حسني لم تمت موتة عادية.. وهنيدي أخف دم كوميديان    من «ظلمة» حطام غزة إلى «نور» العلم فى مصر    اليونسكو: الإسكندرية مدينة الانفتاح والإبداع وعاصمة فكرية عالمية    موعد بداية العام الدراسي الجديد 2026    تحت عنوان «إتقان العمل».. أوقاف قنا تعقد 126 قافلة دعوية    وزير الثقافة يشهد العرض المسرحي «حواديت» على مسرح سيد درويش بالإسكندرية    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    النجاح له ألف أب!    صراع على السلطة في مكان العمل.. حظ برج الدلو اليوم 29 يوليو    اليوم.. «الأعلى للثقافة» يعقد اجتماعه ال 72 للتصويت على جوائز الدولة لعام 2025 (قوائم المرشحين)    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    «النادي ممكن يتقفل».. رسائل نارية من نصر أبوالحسن لجماهير الإسماعيلي    لجنة للمرور على اللجان الانتخابية بالدقهلية لبحث جاهزيتها لانتخابات الشيوخ    الرئيس الفلسطيني يثمن نداء الرئيس السيسي للرئيس الأمريكي من أجل وقف الحرب في غزة    أخبار 24 ساعة.. انطلاق القطار الثانى لتيسير العودة الطوعية للأشقاء السودانيين    لها مفعول السحر.. رشة «سماق» على السلطة يوميًا تقضي على التهاب المفاصل وتخفض الكوليسترول.    مي كساب بإطلالة جديدة باللون الأصفر.. تصميم جذاب يبرز قوامها    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبدالمنعم عمارة يكتب: اتحاد الكرة ليس «سيد قراره»
نشر في المصري اليوم يوم 11 - 04 - 2010

مسكين مجلس الشعب المصرى، فهو لا يعرف يلاقيها من مين أو من أين؟ من بعض نوابه الذين جرّسوه وجرسوا الحزب الذى رشحهم، أم نواب المعارضة والمستقلين بداخله الذين لا يعجبهم أداء المجلس، أم الأحزاب والحركات السياسية التى تستمتع وتتلذذ وهى تلوك سيرته وأعماله وقراراته، أم من الصحافة بكل أطيافها: قومية أو مستقلة أو معارضة، فالجميع يعومون على عوم واحد، ويعزفون عزفاً جماعياً ينتهى بتقطيع وتمزيق ملابس المجلس.
وقلبى مع الدكتور فتحى سرور، رئيس المجلس، الذى يعتبر نفسه حائط الصد أمام كل هؤلاء، فهو حقيقى يدير المجلس بحنكة وحرفية لكنه يستغرق وقتاً طويلاً فى الدفاع عن مجلسه، ومع أنه متحدث لبق يسيطر على لغته ومادته إلا أننى لم أره يترك المنصة وينزل للقاعة لمناقشة أى من الموضوعات التى تطرح على المجلس، وما زلت أذكر المهندس سيد مرعى، رئيس المجلس الأسبق، عندما كان يتحدث داخل القاعة وكان يجذب ويشد الجميع أغلبية وأقلية.
حضرات القراء..
ولكن كيف الحال فى اتحاد الكرة المصرى زعيم الكرة المصرية والراجل الكبير الذى يقف الجميع أمامه «انتباه» ورافعين أيديهم لفوق ووجههم أمام الحائط، يعنى المفروض أن الاتحاد إذا كشّر يتلم الجميع، وإذا جز على أسنانه هرب الجميع من أمامه، وإذا قال هه.. مين هناك.. الجميع «يبلغ فرار».
ولكن هل هذا هو حال اتحاد الكرة فى مصر، هل هو كذلك، أم أنه كيان طيب، غير مؤذ، ومسالم، وكلمته تنزل الأرض باستمرار؟!
طيب ما رأيك فى أن الأندية أقوى من الاتحاد، ما الرأى فى أن الأهلى والزمالك هما الملوك غير المتوجة، وإذا أعطيا إشارة الهجوم لترسانتهما الإعلامية، كش الاتحاد ملك وآثر السلامة، وعمل خلف در، ليس هذا هو رأيى، لكن يبدو أنه رأى جميع الكرويين فى مصر، فهو فى نظرهم لا هو «سبع البرمبة ولا يحزنون»، فهو يدوبك حمامة وديعة ترقد فى هدوء، ويضربون أمثلة لا تعد ولا تحصى ليؤكدوا على ذلك.
اتحاد الكرة أعلن الانسحاب من حاجة ببلاش كده اسمها «اتحاد شمال أفريقيا لكرة القدم»، وهو يضم دول شمال أفريقيا التى فشلت دائماً فى استمرار اتحاد دول شمال أفريقيا.
ومع ذلك ذهب الممثل الشخصى لرئيس الاتحاد المهندس محمود الشامى إلى حضور اجتماع للاتحاد فى المغرب وهناك تم الضحك على ممثلى الاتحاد المصرى والسخرية على الحاضرين.
أعلن الاتحاد أن رؤساء المناطق ينبغى توفر شروط أعضاء الاتحاد عليهم ولم يتم ذلك، أصدروا قراراً بمنع الجمع بين العمل بالاتحاد والفضائيات ولم يُحترم القرار ولم يستطيعوا تنفيذه، قرار عدم رئاسة اللجان من أعضاء الاتحاد لم يُحترم وما زال أحد الأعضاء يدير اللجنة رغماً عن أنف الجميع.
وقد يتبقى السؤال: هل الاتحاد أصلاً يصدر قرارات أو لديه قوة إصدار القرارات؟! وهل هو على يقين بأن قراراته ستتم ولو على أسنة الرماح؟!.. بصراحة أشك.
وهل الاتحاد فعلاً سيد قراره وأنه هو السيد والمسيطر.. فى ظنى وظن الكثيرين أن الاتحاد يطبق قاعدة فى علوم الإدارة تقول: «إن اللاقرار.. قرار» وأن الزمن كفيل بحل كل شىء وأن المصريين ينسون بسرعة.. وعلى رأيهم بلاها سيد قراره، وخلينا نعيش ونحكم، مع اعتذارى لصديقى سمير زاهر.
البدرى ظالم أم مظلوم
أعترف بأننى طوال فترة مسؤوليتى عن الرياضة المصرية لم أكن متحمساً للمدربين المصريين مما قد سبب غضب كثيرين منهم، ولو أننى قد أرسلت بعضهم مثل حلمى طولان وكان مدرباً واعداً والمرحوم محمد على وشوقى غريب وإبراهيم يوسف وكثيرين غيرهم للدراسة فى ليبزج فى ألمانيا.
وبكل قوة أقول الآن إننى متحمس لدرجة التعصب للمدربين المصريين، والسبب أنهم فرضوا علىّ وعلى كل المصريين احترامهم لأدائهم الراقى الذى نراه الآن مع أنديتهم، وجميعهم بلا استثناء نجحوا نجاحاً يفوق التوقع.
عزيزى القارئ..
فى هذه المقالة لا أريد أن أقول إننى أدافع، فالرجل نجح وبالتالى لا يحتاج إلى محام يدافع عنه، ولكنى أدافع عنه بسبب الظلم الذى يتعرض له، وأقصد حسام البدرى، المدير الفنى للنادى الأهلى.
فأنا أتعجب من الحملة غير المبررة ضد الرجل، فهو على المستوى الشخصى والإنسانى إنسان محترم يحترم نفسه وغيره.
وعلى المستوى الفنى فى رأيى أنه نجح فى إدارته للنادى الأهلى بكل مقاييس النجاح.
فى رأيى أن أكبر ميزة لحسام البدرى أنه لا يعمل من أجل مجد شخصى لكنه يعمل من أجل النادى الأهلى ومستقبل الكرة فيه، فهو لم يفعل كما فعل جوزيه عندما نسب لنفسه البطولات التى حصل عليها الأهلى، أسقط الرجل جانباً إدارة الأهلى الحكيمة التى مهدت له الطريق والتى أمدته بأحسن لاعبى مصر وأعطته الحرية الكاملة لإدارة الكرة بالنادى.. وكم خسر الأهلى من ملايين عديدة للاعبين الذين طلبهم، ومكثوا كخيال المآتة بالنادى مع أنهم كانوا نجوماً بأنديتهم.
لم نره يقدم شبلاً واحداً للفريق الأول بل لم نسمع أنه ذهب لأى مباراة من مباريات الناشئين للنادى الأهلى، بصراحة الرجل «مصمص عظم» النادى الأهلى ثم رماه وافترس لحمه حتى جلده.
حضرات القراء..
تابعت بكل عناية ودقة ماذا يفعل البدرى مع الفريق، كنت أعلم كيف وصل الحال داخل الفريق الأول، وفى ظنى أنه بدأ من الصفر، أدخل لاعبين شباناً على الفريق وأصبحوا نجوماً الآن، غيَّر طريقة لعب جوزيه البدائية بأحدث طرق كرة القدم العالمية، واجه صعوبات متعددة تمثلت فى كثرة المصابين وفى إرهاق نجوم المنتخب الوطنى وفى ارتفاع معدل السن فى الفريق، ونجح فى التعامل الجدى والإنسانى مع لاعبيه ونجومه وناشئيه.
عزيزى القارئ..
أرجوك أعطنى سبباً أى سبب لما يتعرض له البدرى، الفريق بالمركز الأول ونسبة حصوله على الدورى كبيرة، الفريق يفوز باستمرار، صحيح ليس فوزاً سهلاً، لكنه يحصل على الفوز، قد لا أعاتب بعض الإعلاميين الذين لا يعجبهم الطعم المصرى، ولكن أعاتب وبشدة بل وبقوة أى همهمة أو همسة قد تقولها بعض جماهير الأهلى التى عليها أن تثق فى رجلها، وأن ننسى حضرة الخواجة جوزيه الذى هرب بعد أن شرب كل اللبن وأكل كل الأكل، ولأنه يعلم أنه لم يتبق من الوليمة شىء، ترك النادى الأهلى، وبالمناسبة مرت شهور على بطولة أنجولا هل حصل على عمل أم هو خالى شغل، لم تفكر فيه الدول الأفريقية التى ذهبت لكأس العالم بل فكرت فى حسن شحاتة ولم تفكر فيه أصلاً، ولم تفكر فيه الدول العربية لا أندية ولا منتخبات.
ويتبقى أن أقول:
يا عزيزى حسام، فى مصر زامر الحى لا يطرب، وقليل الحظ يعضه الكلب فى المولد.
ومن فضلك ركز، فأنت مدرب واعد وننتظر منك الكثير.. ومعك حق عندما قلت: إن التفكير فى المدرب الأجنبى للأهلى.. عيب.
مشاعر
■ المهندس أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فعلاً وجب أن ترحمنا من بعض المعلقين الكرويين وغير الكرويين.. ووجب أن تختار معلقين جدداً يليقون بالإذاعة والتليفزيون المصرى. قراره بتشكيل لجنة لذلك برئاسة فهمى عمر وحسام فرحات وحسن المستكاوى قرار رائع ثقتى بهم كبيرة وسنرى الجديد.
■ الكاتب الكبير عادل حمودة.. نعم أنا معجب به ومتعصب له ليس بسبب الصداقة القديمة ولكن لأنه صحفى محترم يكتب بجرأة يحسد عليها كما أنه كاتب كبير صادق وموهوب. الدليل أننا نقرأ أخباره فى صفحات الحوادث والقضايا. عادل أستاذ فى إصدار جرائد جديدة وناجحة ويذكرنى بمصطفى وعلى أمين، رائعة مقالاته الأخيرة كان عنوانها «الأحزاب تركت الشارع وذهبت لتأدية صلاة الجمعة»، عنوان يلخص الحالة السياسية فى مصر.
■ الدكتور محمود محيى الدين وزير الاستثمار.. الهجوم عليه شديد وقاسٍ لا يتوقف بسبب إدارته ملف الخصخصة ولكن يغفر له إنشاء طريقى سوهاج- الغردقة وقنا- الغردقة، وهو مشروع لم يأخذ حقه فى الإعلام.. المشروع نقلة كبيرة فى تنمية الصعيد.
■ سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة.. عنوان يقول إنه يدرس مع شحاتة تعديل شكل الدورى العام، عنوان يثير الشك والريبة خاصة عندما يقال إن اقتراح التعديلات الجديدة سيخدم الكرة المصرية ويساعدها على الوصول لكأس العالم فى البطولات القادمة.
هل سنعود لدورى المجموعتين لإنقاذ الأندية الهابطة، هل ستقل أندية الدورى، لماذا لا تعلن هذه الأفكار الآن، ولماذا لا يعقد مؤتمر من الخبراء لدراسة هذه الأفكار؟
■ المهندس محمد عبدالوهاب، وزير الصناعة الأسبق، كان وزيراً ناجحاً ومع ذلك خرج من الوزارة، ليس غريباً أن يقول فى حديث صحفى إنه لم يعد يتابع ملف الخصخصة لأنه يشعر وكأن عزيزاً لديه قد مات فالرجل خرج من رحم القطاع العام.. وقد تعجبت عندما قال إن الدكتور الجنزورى، وهو رئيس الوزراء، كان ضد بيع القطاع العام ولكن الموجة كانت أعلى منه، وتعجبت أكثر عندما قال إن الدكتور عاطف عبيد، وهو صديقه الحميم فى هذه الفترة، كان أكثر ميلاً للديمقراطية، ما قاله يلخص الموقف السياسى والاقتصادى فى مصر فى هذه الفترة.
■ الكاتب الكبير طارق الشناوى.. من أفضل الذين يكتبون فى الفن فى مصر، أنا شخصياً جزء من ثقافتى الفنية أخذتها من مقالاته وآرائه الفنية، كتب مقالة سياسية تحت عنوان «الكنيسة لا تلعب سياسة» قال فيها إن فى قانون السياسة إذا أردت أن تحصل على مكسب فعليك اللعب بأكثر من ورقة، والكنيسة لا تلعب سوى بورقة واحدة، وهذا ليست له علاقة بالسياسة. هل يمكن لطارق أن ينضم إلى الكتاب السياسيين؟ يستطيع لو أراد.
بدون مشاعر
فشلت «جلسة العرب».. وخسر محمود سعد والجندى
سؤال: هل «قعدة العرب» التى نفذها محمود سعد فى تليفزيون مصر للصلح بين المستشار مرتضى منصور والكابتن أحمد شوبير كانت خالصة لله وللوطن ولمصلحة الشعب المصرى، أم أنه أرادها ذات طابع دينى بحضور الشيخ خالد الجندى الذى حيرنا بين ارتداء ملابس رجال الدين أو البدلة الأفرنجى، ولو أنه حرص على حضور اللقاء بالزى الدينى ليعطيها طابع الدين؟ وقد يحمد له أنه لم ينطق طوال اللقاء مما يعطى الانطباع بأنه كان «خيالاً» فى اللقاء أكثر منه مشاركاً.
أم أن الاثنين أرادا ذلك اللقاء للحصول على شعبية أكبر وشهرة زائدة هما لا يحتاجانها، فهما مشهوران فعلاً وبالزاف.
نحن نقول دائماً إن البحر يحب الزيادة، فالغنى يريد مزيداً من المال، والاثنان لهما نفس المنطق، فالشهرة عندهما تحب الزيادة.
كما أن الطرفين المتخاصمين، المستشار مرتضى منصور والكابتن شوبير، مشهوران لدرجة لا تقل عن الاثنين السابقين.
والمثير أن جلسة العرب هذه كان يعد لها بكل دقة ومن أطراف إعلامية أخرى لا أعرف أسماءها، كالإعداد لمؤتمرات القمة باجتماعات تمهيدية لوزراء الخارجية للاتفاق على جدول الأعمال وإعداد الخطوط العريضة للبيان الختامى.
ومن الواضح من حسن نية من فكروا فى هذا اللقاء، وأولهم محمود سعد، أنهم يتمتعون بسذاجة سياسية لا يحسدون عليها، فهم اكتفوا بقراءة الفاتحة دون أن يدرسوا شخصية المستشار منصور أو الكابتن شوبير.
تعجب كثيرون، وأنا منهم، من أسباب عمل الشيخ الجندى حلقة خاصة بقناته «أزهرى» للتصدى لهذه المشكلة، وفى ظن كثيرين، وأنا منهم، أن الحلقة كانت دعاية للقناة أكثر منها قناعة بإمكانية حل المشكلة، ولهذا فشلت محاولة الصلح بكل امتياز.
يتعجب ويندهش كثيرون، وأنا منهم، من الأسباب وراء تسخير ساعتين فى التليفزيون الحكومى من أجل مشكلة حكم فيها القضاء لصالح المستشار مرتضى منصور الذى اشتكى من أنه طوال عام كامل يهان لساعات طويلة فى برنامج أحمد شوبير.
ويرى البعض أن الذين تصدوا للمصالحة والمصارحة- وهو تعبير أعلنه د. عصمت عبدالمجيد أمين عام الجامعة العربية السابق، ليكون وسيلة الحوار بين الدول العربية- كانوا من أنصار ومحبى أحمد شوبير أكثر من مرتضى منصور، ولهذا كان واضحاً منذ البداية أن المستشار منصور لا يثق فى صدق نواياهم وأنهم يريدون مساعدة الكابتن شوبير، وأن يكسبوا «بنط» على حسابه، وفى رأيى أن منصور أكثر حنكة سياسية من هذه الدائرة، فهو عندما يقرر دخول معركة يحدد المكان والزمان ويفرض أدواته التى تضمن له النجاح.
حضرات القراء..
توقعت قبل أن أعرف موعد اللقاء فشل المحاولة لأنه لا أحد يثق فى أحد، وأن بعض المتصدين لها قد تكون لهم أهداف غير معلنة لا نعلمها. وقد تسألنى: لماذا يوافق وزير الإعلام على هذه الخطوة، هل هذه هى الحرية التى وعد المصريين بها عندما تحدث عن برنامج «مصر النهارده»؟
وقد تسألنى: ماذا استفاد الشعب المصرى من مثل هذا اللقاء، ولماذا يقحمون الشعب المصرى فى مثل هذه المشاكل، ولماذا ينسون دائماً أن المصريين لديهم مشاكل حياتية أهم من هذه المشكلة؟ وقد أقترح على محمود سعد مادام يعتبر نفسه رجل سلام أن يتصدى لمشكلات أكبر كقضية الثأر بين عائلات الصعيد.. لماذا لا يخصص حلقات خاصة تحت عنوان «قعدة عرب» أو جلسة صلح؟.. هل قرأ حادثة رئيس محكمة الاستئناف الذى سلم نفسه للشرطة بعد أخذه بالثأر من قاتل طفلى شقيقه؟
لماذا لا يعقد لنا لقاءات لحل المشكلة بين المستشار عدلى حسين والنائب جمال زهران، التى أثيرت كثيراً داخل مجلس الشعب، أو حل مشكلة محافظ القاهرة مع النائب السلاب التى تدخل فيها الحزب الوطنى وكل نواب مجلس الشعب أغلبية وأقلية، أو يعرّج على مشكلات أصدقائه الصحفيين بعقد لقاءات بين رؤساء الصحف القومية والمستقلة أو بين أصدقائه الفنانين «محمود خرج من رحم الفن» ليساعد فى حل المشكلات بين الفنانات أو الفنانين أو المطربين أو الكتاب أو المخرجين بعضهم البعض؟
أنا أضمن لمحمود سعد لو فعل ذلك لزادت شعبيته ولنجح نجاحاً أكبر، ولزادت شهرته التى يتمنى زيادتها باستمرار، لا أن يجرى وراء مشكلات شخصية فردية لا يستفيد منها المصريون لأنها لا تعطى مثالاً يحتذى للشباب المصرى.
حضرات القراء..
أنا أحب الوزير أنس الفقى، ولكنى لو كنت نائباً لقدمت له استجواباً بشأن هذه الحلقة، ولو كنت وزيراً للإعلام لما سمحت بإذاعة مثل هذه الحلقة وإعادتها.
ويا عم محمود لقد صعبت علىّ وأنت تطلب من المخرج إنهاء الحلقة بعد انسحاب المستشار مرتضى منصور، فى ظنى أنك قلت لنفسك: هذه أول مرة أفشل فيها، وتوبة ما بعدها توبة أن أجرى وأن أساير الشيخ خالد الجندى الذى خذلك ولم ينطق ببنت شفة وتركك تسقط.
وفى ظنى أنك شعرت بالإهانة أنت والشيخ خالد الجندى، وفى ظنى أيضاً أنه ربما أراد المستشار مرتضى منصور إعطاءك أنت والآخرين درساً لن تنساه حصرياً وعلى الهواء مباشرة.
على أى الأحوال على رأى اسم البرنامج خليك وحدك تحلم ببكره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.