عبّرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن قلقهما العميق من استعدادات نظام الرئيس بشار الأسد لشن هجوم واسع النطاق علي مدينة حمص في وقت أفادت المعارضة السورية بأن نحو عشرة آلاف جندي سوري يحاصرون المدينة. ودعت الحكومة البريطانية دمشق إلي سحب فوري لقواتها من حمص، واصفة العنف الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد إزاء المتظاهرين بأنه غير مقبول. وتتهم المعارضة بدورها النظام بالتحضير لمجزرة والاستعداد لشن هجوم واسع النطاق بعد مقتل اثني عشر شخصا بينهم طفلان في المدينة. وأفادت مصادر من داخل حمص أن المدينة تعيش حالة "حرب حقيقية" وأزمة إنسانية كبيرة خلال الأيام الأخيرة، فيما تقوم قوات الأمن والجيش بحفر خنادق في محيطها للسيطرة علي مداخل المدينة. جاء ذلك في وقت أفادت فيه حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن قتلت 41 مدنيا بينهم سبعة أطفال خلال مظاهرات الجمعة ضد النظام خصوصا قرب دمشق وحمص والتي أطلق عليها جمعة "إضراب الكرامة" تمهيدا لإضراب عام مفتوح يبدأ اليوم الأحد دعت إليه منظمات وحركات معارضة. وفي وقت لاحق ذكر المرصد أن تسعة مدنيين قتلوا أمس في سوريا ثلاثة منهم في حمص واثنان في درعا وأربعة في أدلب. من جانبها اتهمت سوريا قناة "إيه. بي. سي نيوز" الأمريكية بتشوية الحديث الذي أدلي به الرئيس السوري بشار الأسد للقناة، وحذف الكثير مما قاله خلال المقابلة، وذلك بهدف "شيطنة" سوريا والرئيس. وعرض المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحفي في دمشق مقاطع لما بثته المحطة وقارنها بما أعلن أنه أصل المحادثة التي أجرتها القناة قبل أن تخضع للمونتاج.وقال المتحدث إن سوريا استهدفت اقتصاديا وسياسا ودبلوماسيا، وإنه يتم استهداف الجيش السوري وتصويره علي أنه يعمل بمفرده كما ظهر من مقتطفات الحديث الذي بثته القناة بعد بتر أجزاء من حديث الأسد. وخلال المقاطع التي بثتها سوريا في الجزئية المتعلقة بالجيش، أكد الأسد أن الجيش مهمته حماية البلاد بمقتضي الدستور، وأنه يقوم بذلك دون الحاجة لأوامر من أحد، لأن هذا دوره ويعرفه جيدا. واضاف المتحدث أن القناة "اقتطعت أجزاء من المقابلة لتطابق بين ما بثته وبين تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قبل بث المقابلة والتي عملت الخارجية السورية علي تصويبها سابقا". من جانبه قال السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ردا علي انتقادات الرئيس السوري بشار الاسد لحصيلة قتلي القمع في بلاده التي نشرتها الاممالمتحدة، أن الحصيلة "ذات مصداقية". وقال بان كي مون للصحفيين خلال زيارة لمخيم داداب للاجئين في كينيا إنه لا يمكنه تصديق أن أقل من أربعة آلاف شخص قتلوا في سوريا. علي الصعيد نفسه قال مصدر دبلوماسي في الجامعة العربية إن الاجتماع الوزاري العربي للبحث في الملف السوري والذي كان مقررا عقده أمس في الدوخة قد ألغي وذلك دون إبداء أسباب .