مرة بعد مرة ،يثبت رجل الشارع انه اكثر وعيا وفهما، للاوضاع السياسية. من نخبته الفاسدة .التي تحاول عبر فضائيات مشبوه التوجه، والانتماء، وبالطبع التمويل. فرض اجندة تتناقض مع مصالح الشعب. وكان هناك اكثر من دليل: في المرحلة الاولي من الانتخابات ،قاموا بحملة ترهيب وتخويف غير مبررة وتفتقد للمنطق والعقل ضد التيار الديني. فانحازت الاغلبية اليه.وهو موضوع مقال الاسبوع الماضي. حاولو افتعال ازمة ،وخلق مأزق، للمجلس العسكري. ومارسوا ضده كل انواع الضغوط. تحت عنوان "فلول الحزب الوطني" وضرورة اصدار قانون للعزل السياسي. وعندما استجاب المجلس. اتهموه بالبطء. واحيانا بالتواطؤ. خاصة وان القانون ،صدر قبل فترة قصيرة من الانتخابات. وتضمن بعض الاشتراطات ،الواجب توافرها في اي شخص، يتم اتهامه بالفساد السياسي. حتي لايتحول الامر الي" مكارثية جديدة" وميدان واسع للانتقام. من شخصيات ،سعت ليكون لها دور في الحياة السياسية. التي سيطر عليها الحزب المنحل . وحسم الناخب المصري الامر ،بوعيه وفهمه، وخلت نتائج المرحلة الاولي. من اي رموز من فلول الحزب الوطني. وقد كان رأيي منذ البداية وانا لم أكن يوما عضوا في اي حزب بانه لاوجود اصلا للوطني، في الشارع. بل هم مجموعة من المستفيدين، من الانتماء الي حزب الدولة والحكومة. وان وصول قوائم العضوية الي ثلاثة ملايين ، والتباهي بذلك، نوع من "الضحك علي الذقون". فالبعض وجد في كارنيه العضوية. فرصة للحصول علي بعض المكاسب الصغيرة. لدرجة انه في ايام الثورة. لم يجد الحزب سوي بعض البلطجية، ليدير بهم "موقعة الجمل" وبعض انصاف الفنانين ،ومحبي الشهرة، واصحاب المصالح . ليحشدهم بالعشرات في ميدان مصطفي محمود. بينما يستطيع حزب البعث في سوريا، والمؤتمرالشعبي في اليمن. من حشد عشرات الالوف. في اي مظاهرات تأييد للنظام. رغم سقوط آلاف الشهداء. في المواجهات مع الامن في البلدين .كان الحزب الوطني الوريث الطبيعي لتنظيمات مابعد ثورة يوليو 52. والتي بدأت بهيئة التحرير، ثم الاتحاد القومي، فالاشتراكي. وعندما تفتق فكر السادات .عن ضروة انشاء منابر، كان منبر الوسط .هو الوريث، ثم حزب مصر. وكشفت قرار انور السادات، عندما أراد التخلي عنه فشكل الحزب الوطني. بديلا عنه. عن الوجه القبيح لحزب السلطة. عندما هرول الجميع ،في مشهد اقرب للسخرية والملهاة السياسية. الي حزب الرئيس .تاركا الآخر. يواجه مصيره . لقد فرضت اوضاع مابعد الثورة احد بديلين: اما السير في طريق فتنه، وازمة سياسية، بكل المقايس. اذا تغلبت علينا. شهوة الانتقام، ومحاولات العزل. خاصة وان البعض في الصعيد ،والمنتمين الي عائلات كبيرة. وقبائل في الوجه القبلي وسيناء وغيرها. انتفض ضد المطلب، وهدد وتوعد، باجراءات مضادة. في موقف مرفوض. ولكن يجب وضعه في الاعتبار.خاصة وانها تعودت تاريخيا. علي الانضمام الي حزب الحكومة، بحثا عن استكمال وجاهة اجتماعية من جهة. وتحقيق مصالح من جهة آخري. دون ان يتعلق الأمر. بقناعة بمبادئ او افكار. لاوجود لها. وكان البديل الثاني ،هو الاصح .ان يتم اصدار القانون، مع توافر كل الضمانات، حتي لايتهم برئ. ويتم عزله سياسيا. مع التعويل علي الدور الاهم، للجماهير الواعية في حجب ثقتها، عمن تجرأ من الفلول ،وتقدم للترشيح. ونجح في اسقاطهم .وهو ماتم في المرحلة الاولي. بل زاد وعي الجماهير اكثر، فعاقبت احزاب تاريخية مثل الوفد. لم يجد غضاضة، في ضم بعض الفلول الي قوائمه. وكل المؤشرات تسير في اتجاه. ان الوضع لن يختلف في المرحلتين الثانية والثالثة.مع تغيير تركيبة الدوائر. وتوسيعها.