في الغردقة، تلك البقعة الساحرة من أرض مصر، الواقعة في أحضان البحر الاحمر، اختتمت امس فعاليات بطولة العالم للبلياردو، التي تنظمها مؤسسة »أخبار اليوم« للعام الثامن علي التوالي بنجاح كبير، وبحضور مكثف من الابطال المحترفين علي مستوي العالم في هذه الرياضة. جرت وقائع البطولة وسط جمهرة كبيرة من السياح المتواجدين في الغردقة والحريصين علي زيارتها في هذا الوقت من العام، للاستمتاع بشمس شتائها الدافئة وجوها الرائع، الذي يفتقدونه في بلادهم، والذي يندر أن يتكرر في أي مكان آخر من عالمنا الفسيح. وكان الصديق العزيز منير فخري عبدالنور وزير السياحة، حريصا علي الحضور والمشاركة، انطلاقا من ايمانه العميق بما لهذه البطولة الرياضية وغيرها من البطولات، والمسابقات الدولية، من دور كبير في جذب المزيد من السياح الي الغردقة وغيرها من المدن المصرية وجعلها موقع الجذب والاهتمام بالنسبة لفئة واسعة من محبي الرياضة في العالم. ولكن الوزير لم يستطع الحضور فقد حالت ملابسات وظروف إعلان الحكومة الجديدة ومراسم حلف اليمين، والاجتماعات المكثفة التي عقدها الدكتور الجنزوري مع الوزراء، دون حضور عبدالنور، وكذلك حرص الوزير علي المشاركة في مسيرة دعم السياحة التي كان علي رأسها أمس الأول عند سفح الهرم، ولكنه كان حاضرا معنا برعايته وبحضور وجهد جميع المسئولين في وزارته وعلي رأسهم هيئة تنشيط السياحة. وفي الغردقة، ورغم سخونة الأحداث الجارية في مصر كلها، والمستحوذة علي اهتمام كل الناس وكل الفعاليات السياسية، يستوقف النظر ويلفت الانتباه ذلك الجمال الهادئ الذي تتميز به المدينة المشاطئة للبحر الاحمر، وما أصبحت عليه حاليا من نظافة ونظام في جميع شوارعها وميادينها وأحيائها وأسواقها وخلوها من كل ما يؤلم النظر لنا نحن القاهريين من قمامة وقذارة منتشرة في كافة الشوارع والانحاء،...، وهو ما جعل الغردقة بالفعل محل إعجاب وراحة لروادها من السائحين، ومحل رضا وفخر لكل المصريين المقيمين بها أو الوافدين عليها. وفي هذه المدينة تسمع من أبنائها أن الفضل يعود في ذلك الي جهد متواصل لمحافظ الاقليم اللواء محمود عاصم جاد، المتواجد دائما في كل مكان بالمحافظة وفي كل موقع يتواصل مع المواطنين، ويستمع لمطالب الناس ويعمل علي حلها باسلوبه الهادئ والحازم والجاد في نفس الوقت، دون جلبة أو ضوضاء، وبعيدا عن الصخب والاثارة التي دائما ما تكون معوقة للعمل ومثبطة للأداء، وفي فعاليات البطولة كان هناك مواقف بارزة تعكس مدي تقدير العالم لمصر، لابد أن نسجلها ونسلط الضوء عليها بوصفها مبعث فخر لكل مصري، حيث أصر الاتحاد الدولي والاتحاد الاوروبي للبلياردو علي عقد البطولة هذا العام في نفس موعدها وفي نفس مكانها بالغردقة في رسالة واضحة للعالم بأن مصر مستقرة وآمنة لكل السائحين ولكل الوفود ولكل الزائرين في ظل ثورة الخامس والعشرين من يناير العظيمة.