طوابير المصريين الطويلة امام لجان الانتخابات التي ابهرت العالم دفعت كثيرين داخل مصر وخارجها لمحاولة لتفسيرها ولكنها كانت في الواقع ابلغ تعبير عن الذكاء السياسي لغالبية المصريين، وهو الذكاء الذي استبعده النظام السياسي السابق من حساباته، ولذلك أتمني ان يعي هذا الدرس جيدا الذين يعيشون الآن نشوة حصاد الاغلبية وايضا الذين يتحدثون نيابة عن الاغلبية الصامتة من الشعب المصري التي لم تفوض احدا ليتحدث باسمها مادامت هناك صناديق انتخابات حرة وشفافة. والدرس الذي اود ان ألفت نظر الكثيرين له ان التفويض المصري هذه المرة الذي يتم في انتخابات البرلمان لن يكون علي بياض فسيكون هناك رقابة قوية وحساب عسير لكل من تصدر المسئولية والعمل العام، وعليه ان يبرهن بالفعل انه مشارك نشط لحل مشاكل الناس وليس مجرد لسان في الفضائيات والتعبير عن مصالحهم ومساهم فعلي في حل المشاكل اليومية وفي مقدمتها المشاكل الاقتصادية وعلي رأسها الآن مشكلة طوابير البوتاجاز وتجارة السوق السوداء التي تستغل حاجة الناس. فعلي الاحزاب ان تنزل للشارع لتساهم في حل المشاكل علي ارض الواقع وتطبيق حلول غير تقليدية وعلمية لمشكلة الطاقة وغيرها من المشاكل الحياتية وبالذات في الاحياء الشعبية والقري والنجوع، وإلا فان من تصدروا المشهد السياسي قد يفاجأوه بانقلاب الاغلبية الصامتة علي الجميع.