يبدو أن »الائتلافات«، و»التنسيقيات« و»اللجان الثورية«.. التي نقرأ في الصحف، ونسمع في التليفزيون تصريحات ممثليها، وبيانات المتحدثين بألسنتها.. لم يعد لها وجود علي أرض الواقع.. وأن المتواجدين في ميدان التحرير لايمتون للثورة والثوار بأية صلة!! منذ يومين سمعت عن »علقة ساخنة« تعرضت لها الاعلامية »الثائرة« بثينة كامل، التي وسوس لها الوسواس بأن وجودها في ميدان التحرير سيوصلها إلي الجلوس علي »عرش« مصر، عندما تصبح أول رئيسة للجمهورية.. وأن فتاة من الميدان ضربتها ب»البوكس« في وجهها لأنها حاولت مع بعض مؤيديها إزالة العوائق التي وضعها المعتصمون عند مدخل الميدان من ناحية شارع قصر العيني لمنع السيارات من الدخول إليه!! كان لابد ان اذهب بنفسي إلي ميدان التحرير، وشارع مجلس الشعب لاستفسر من المعتصمين هناك عن المبررات التي تفرض عليهم الاستمرار في الاعتصام، والنوم في عز البرد علي قارعة الطريق.. فإذا بي اكتشف ان معظمهم من المراهقين بالاضافة إلي عدد من »الصيّع« الذين اكتشفوا في مسألة الاعتصام باب رزق مفتوحا علي مصراعيه.. فهم يأكلون وجبات »محترمة«، وفاكهة.. ويشربون العصير ببلاش.. وبعضهم يحصل علي »معلوم« يومي يتراوح بين »عشرين« و»خمسين« جنيها.. وأن هذا »المعلوم« يصل - بالنسبة لعدد من القياديين- إلي باكو مقفول!! وأقول- بكل أمانة- انني شعرت ب»الغربة« عندما سمعت ورأيت ما يجري في ميدان التحرير.. بنات وصبية لا يزيد عمر أكبرهم عن »51« أو »61« سنة، ينامون معا علي بطاطين مفروشة علي الأرض!!.. وإلقاء القبض علي شبان وبنات في احدي الخيام ومعهم زجاجات خمور وحشيش وبانجو!! ومجموعة من البلطجية قاموا بوضع »ترابيزات« وكراسي في الحديقة التي تتوسط الميدان، والفناء الموجود امام مبني المجمع، وحولوهما إلي مقهي مفتوح يقدمون فيه المشروبات الساخنة والباردة للزبائن!!.. ومجموعة أخري من البلطجية حولت المواقع المجاورة للمتحف المصري، ومدخل كوبري قصر النيل، إلي مواقف للسيارات، ويقومون بتحصيل مبالغ من النقود- حددوها بمعرفتهم- من أي شخص يرغب في ايقاف سيارته فيها!! هؤلاء هم أغلبية الذين يتحكمون في ميدان التحرير، ويمنعون مرور السيارات فيه.. ويعلنون بالصوت »الحياني« انهم سيبقون فيه حتي تسليم السلطة إلي هيئة مدنية.. ومطلوب منا جميعا ان نهتف بحياة الثورة والثوار!!