دعونا نعترف أن حالة الحراك السياسي التي تحدث علي أرض الكنانة حالياً سببها الأول والأخير هي ثورة 25 يناير المجيدة التي تصبو إلي تحقيق هدف أسمي هو مصر الحديثة أو بالاحري مصر المستقبل . وإذا كان ذلك كذلك فإن ثورة 25 يناير بعيدة كل البعد عن الممارسات السياسية غير الأمينة علي مصلحة مصر والتي تهدف إلي السطو علي الثورة البيضاء لشباب مصر وشعبها العظيم من خلال تقسيم الكعكة التي قدمتها الثورة لهؤلاء علي طبق من ذهب ، دون أن يعي أصحاب تلك الممارسات إلي أن تلك الثورة محركها الاساسي تغيير ثقافة المواطن المصري فيما يتعلق بمواجهه الحكم الفاسد الظالم وهذا هو المفهوم الشعبي للثورة !! وهذه الثقافة الجديدة والمقصود ثقافة الثوره لن تسمح لمقتسمي الكعكة أن يهنأوا بما أقتسموه طالما أستمرت ممارستهم علي المسرح السياسي يحدوها دائماً وأبداً المصالح الخاصه !! ومن ثم فلا عودة أو رجعة لكل من يحاول أن يسعي إلي فرض ثمة رؤية معينة لا تكون هدفها الأول والأخير هو مصلحة مصر . من اجل ذلك بات ضرورياً حينما يأتي أي فصيل سياسي جديد أو ثمة حكومة إنقاذ أو غير ذلك أن يعي أن هناك ثقافة جديدة هي ثقافة الثورة والتي أرسي دعائمها هؤلاء أبناء 25 يناير !! من هنا بات ضرورياً أن نتعرف علي مفهوم الثورة حتي تكون تلك الثورة هي دستور حياتنا في المستقبل نحو مصر الأفضل ؟ أما عن مفهوم الثورة فهي في التعريف الدارج بين عامة الناس هي انتفاضة الشعب ضد الحكم الفاسد الظالم . والثورة كمصطلح سياسي هي خروج الشعب بقيادة نُخب وطلائع مثقفة من أجل إحداث تغيير سريع في شتي مناحي الحياة سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً وبصفة خاصة إحداث تغيير في بعض المناحي التي شكلت مساساً بالشعب القائم بالثورة كما هو الحال في الناحية الأمنية مع الوضع في الاعتبار أن القوه العددية و إرادة التغيير لدي هؤلاء الثوار وإصرارهم علي تنفيذ مطالبهم المشروعة بصورة فورية هي أساس نجاح تلك الثورة !! فهل تعي جيداً حكومة الأنقاذ الجديدة أيا كانت تلك الحكومة سر نجاحها ؟ وهل يعي أفراد تلك الحكومة أن هناك ثقافة جديدة يتعين التعايش معها والتسليم بها ؟ أم تستمر العقول علي ذات الأفكار التقليدية العقيمة التي تشكل عائقاً نحو تحقيق أحلام مصرنا الحديثة ؟ من هنا أضحي حتمياً أن نعي جيداً أن أي حكومة سوف تأتي بعد ثورة 25 يناير أيا كان مسماها لابد أن تسعي دائماً وأبداً إلي العمل علي أرض الواقع من خلال رؤية محدده هدفها الاساسي مصر الأفضل ولن يتحقق ذلك إلا بضرورة الإلمام بثقافة ثورة 25 يناير وهي الثورة التي قضت علي نظره بعض المفكرين الغربيين وبصفه خاصة الصهاينة والذين كانوا دائماً وأبداً ينظرون إلي الشرق علي أنه لا يجيد التعامل مع الديمقراطية وأنه يجب أن يتعلم أن يعيش حياه ديمقراطية وبات هؤلاء حالياً يقرون بالواقع وهو أن الشعوب العربية ومنها مصر العظيمة لديها ثقافة جديدة وهي تَسلم زمام الأمور والتخلص من الأنظمة الفاسدة التي ظل يدعمها الغرب ومازال يصبو نحو إفساد مكتسبات هذه الثورات المجيدة . وفي النهاية : " بات ضرورياً أن نحترم ثورتنا وأن نحافظ علي ثقافتها وأن نعي جيداً أن إنقاذ مصر هو في التمسك بتلك الثقافة دون العبث أو المساس بها فالشعب لايريد حكومه إنقاذ بل يريد إنقاذ أي حكومة من خلال التمسك بثقافة الثورة "