لا أحد ينكر علي الاخوان حقهم في الفوز بهذه النسبة الكبيرة من الأصوات في المرحلة الأولي للانتخابات البرلمانية »04٪« لأن هذا حقهم ونتيجة طبيعية لجهدهم المتواصل في الشارع منذ سنوات طويلة.. وهي نسبة مرشحة للزيادة في المرحلتين الثانية والثالثة.. ومادامت هذه هي أرادة الشعب لابد أن تحترم إذا كنا نسعي لديمقراطية حقيقية.. لكن مجيء السلفيين في المرتبة الثانية للأصوات بنسبة 02٪ كان مفاجأة فعلا لأنهم كانوا متفرغين للدعوة وبعيدين عن السياسة ومؤمنين بوجوب طاعة الحكام وأولي الأمر ولم تذهب أبعد التقديرات لما يمكن أن يحصدوه من أصوات علي 7٪ أو 8٪ فإذا بهم يحصلون علي 02٪ مرشحة أيضا للزيادة في المرحلتين الثانية والثالثة.. ويعني ذلك أنهم بذلوا جهدا كبيرا خلال الفترة الماضية وتحركوا وسط الناس بعيدا عن الأضواء. لهذا لا أري مبررا لغضب الليبراليين وقيادات الأحزاب القديمة كالوفد والتجمع والناصري وشباب الثورة من صعود التيار الاسلامي بهذه الصورة لأنه في الوقت الذي تفرغوا فيه للتنقل بين الفضائيات كان الاخوان والسلفيون يتحركون بكل قوة بين البسطاء والفقراء ومحدودي الدخل وسكان العشوائيات. الاخوان والسلفيون يسعون الآن بأي وسيلة لزيادة ما يحصدوه من أصوات ومقاعد في المرحلتين الثانية والثالثة للانتخابات لتتحقق لهم الأغلبية الكاسحة في البرلمان.. لكن مصلحة مصر وهذا ما يجب أن يعيه كل ناخب حريص علي مستقبل هذا الوطن أن يأتي البرلمان الجديد معبرا عن كل الأطياف والتيارات السياسية لأن الأغلبية الكاسحة لأي فصيل سياسي قد تعيدنا إلي الديكتاتورية التي قامت ثورة 52 يناير للقضاء عليها. مصلحة مصر أن نري في البرلمان الجديد توازنا بين القوي السياسية.. ولهذا يجب أن نقف مع التيارات الأخري والأحزاب الجديدة وشباب الثورة ليكون لهم مكانا في برلمان الثورة.