انتخابات قصر النيل كانت شرسة والاعادة ستكون حاسمة عندما تنطلق غدا جولة الاعادة في انتخابات مجلس الشعب في دائرة قصر النيل، سيكون ذلك ايذانا ببدء معركة جديدة بين حزب الحرية والعدالة وحزب المصريين الاحرار (احد مؤسسي الكتلة المصرية) علي مقعد الفئات بالدائرة، بينما سيكون الصراع بين مرشح الحرية والعدالة واحد المرشحين المستقلين علي مقعد العمال، لكن في كل الاحوال ستكون المنافسة ساخنة، خاصة وان المعركة وصلت الي "الدور النهائي" ولكل صوت قيمته، وبعد انتهاء حرب تفتيت الاصوات التي كانت السمة الغالبة لمعركة الجولة الاولي، خاصة في ظل منافسة 66 مرشحا علي المقعدين الفرديين، ووجود مرشحين اقوياء مثل جميلة اسماعيل (29 الف صوت)، ونهال عهدي (16 الف صوت)، وهو ما يعني ان الصراع بين المتنافسين في جولة الاعادة سيكون للفوز بكعكة الخاسرين. ويتنافس في انتخابات الإعادة التي تنطلق غدا بالدائرة السادسة، والتي تضم أحياء (قصر النيل - الزمالك - الموسكي- عابدين - الأزبكية - بولاق)علي مقعد الفئات محمد أبو حامد، مرشح حزب "المصريين الاحرار"، والذي حصل في الجولة الاولي علي 33311 صوتًا، في مواجهة عمرو خضر، مرشح حزب "الحرية والعدالة" والذي حصل علي 31935 صوتاً، بينما تجري الإعادة علي مقعد العمال بين مصطفي فرغلي، مرشح "الحرية والعدالة"، والذي حصل في الجولة الاولي علي 37160 صوتاً، في مواجهة محسن فوزي الحاصل في الجولة الاولي علي 20700 صوت. وعلي الرغم من صعوبة المنافسة علي المقعدين، الا ان المعركة علي مقعد الفئات تبدو اكثر سخونة، فحالة الاستقطاب الحاد التي افرزتها الجولة الاولي من الانتخابات بين مرشحي التيار الاسلامي عموما، ومرشحي جماعة الاخوان المسلمين وحزبها "الحرية والعدالة"، وبين مرشحي "الكتلة المصرية" تجعل من المواجهة بين ابو حامد وخضر معركة ذات طابع خاص، يسعي كل مرشح من خلالها الي استخدام كافة اسلحته من اجل حسمها، خاصة ان معركة "قصر النيل" او دائرة الثورة لها مذاق خاص، فالمنافسة لن تكون فقط بين مرشحين افراد، وانما ايضا بين تيارات علي من يمثل دائرة ميدان التحرير، مهد الثورة ورمزها الاهم. ويمتلك كل مرشح من المتنافسين علي مقعد الفئات مزايا نسبية تجعله في موقف متوازن في مواجهة خصمه، فمحمد ابو حامد له خبرة واسعة في مجال العمل الاهلي، وتنمية المجتمع، بالاضافة الي خبرته السياسية، وكان تصدره للمرشحين في عدد اصوات الجولة الاولي مفاجاة لكثيرين، خاصة لمرشح الاخوان عمر خضر، عضو اتحاد الغرف التجارية، والذي يحظي بحضور قوي في اوساط التجار بالدائرة، وهم من الكتل التصويتية الكبيرة لا سيما في عابدين والموسكي والازبكية وبولاق . وعلي مقعد العمال، ورغم الفارق الذي يبدو كبيرا بين الاصوات التي حصل عليها المرشحان المتنافسان في الجولة الاولي، الا ان تلك النتيجة لا تكون مقياسا لسير جولة الاعادة، خاصة في ظل التحالفات الانتخابية التي تجري علي قدم وساق في الدائرة، حيث يسعي اطراف معركة الاعادة الي استقطاب المرشحين الذين لم يوفقوا في الجولة الاولي، والذين ربما تكون لهم الكلمة الفصل في تحديد من سيفوز بجولة الاعادة، خاصة ان لكل منهم ثقلا في منطقة او أكثر من الدائرة.