نلفت انتباه المصريين- لا المتمصرين إلي أن أجواء الفرح الانتخابي مستمرة حتي المرحلتين الثانية والثالثة. مصر تنتخب، والفلول تنتحب!.. الشعب بكل ثقة قال كلمته.. وكل خاين »بانت لبته«!.. أولاد البلد امتحنوا ونجحوا في الامتحان.. وقالوا للمزورين.. كفاية اللي عملتوه زمان! ليس مهماً الوقوف طويلا بالتحليل والتنظير للفصيل السياسي صاحب الأغلبية في البرلمان القادم.. المهم ان المرحلة الأولي من انتخابات برلمان الثورة حققت النجاح المستهدف ومرت بسلام.. واثبت الشعب أمام لجانها أنه سيد قراره وأنه قادر - عندما يريد- علي تقرير مصيره، خاصة أن ثورته التي استردت البلد من عصابة الفساد أكدت للجميع أنه شعب ناضج لم يعد يقبل الوصاية عليه.. وأنه قادر علي الأداء بكفاءة للعبة الديمقراطية التي حرمه حكامه منها لعقود طويلة.. والأهم أن المشهد الأول من هذه الانتخابات بكل تفاعلاته وتداعياته، نال اعجاب وتقدير العالم.. ليس هذا فقط، فالصورة التي جسدت هذا المشهد أكدت للمجتمع الدولي حرص المصريين علي استكمال ثورتهم، وإصرارهم علي حمايتها من التعثر والسرقة- وتجديد التضحية بالأرواح والدماء للحيلولة دون اختطافها. وهناك إضاءات أخري ل»العرس الانتخابي« تسترعي الانتباه.. أهمها أنها أول انتخابات منذ أكثر من 03 سنة غاب الأموات عن التصويت فيها.. وغابت عنها هندسة البلطجة والتزوير التي احترفها أحمد عز »الرجل الثاني في مصر سابقا«.. وحضر فيها الناخب المصري الحقيقي بأخلاقه الوطنية والذي تم التعامل بالتقدير والاحترام لصوته.. هذا الناخب لم يحرص علي الالتزام بالتصويت خوفا من الغرامة كما يري البعض.. إنما لرغبة ملحة لديه في الخلاص من تداعيات الانفلات الأمني والاحتكار الاقتصادي المفروض عليه من الفلول والانعكاسات السلبية الواقعة عليه من حالة التآكل وشبه الانهيار التي أصابت أجهزة الدولة.. كذلك رغبته في الاطمئنان لاستمرار سريان الحالة الثورية في كيانه ووجدانه. لكن فرحتنا بأول مشاهد العملية الانتخابية يجب ألا تنسينا الاجابة بكل أمانة وموضوعية علي السؤال الأهم: وماذا غدا- وبعد غد؟!.. الفلول والذيول لن يهدأوا.. لابد من توقع محاولاتهم إفساد الانتخابات في المرحلة الثانية.. وإذا فشلوا فالتكرار وارد في المرحلة الثالثة والأخيرة.. وبالتالي فإن »الاحتياط واجب« خاصة ان تل أبيب تدعم هؤلاء الفلول.. وإسرائيل انزعجت مرتين منذ 52 يناير وحتي الآن.. مرة لانطلاق الثورة.. ومرة أخري عند اعلان المؤشرات الأولية للانتخابات! أقول لهم: المشير طنطاوي: »يحيا جيشنا الوطني.. يحيا رجال القضاء.. تأمين الانتخابات كان تأمينا لمصر كلها ولثورتها الشعبية«. د. الجنزوري: »الفلول تسكن الداخلية.. والأمل في إعادتها للأمن في الشارع مفقود طالما أن الشرطة معمول لها عمل ومدفون تحت بلاط زنزانة العادلي«! جمال مبارك: »هو ده الشعب اللي انت احتقرته داخل البيت الأبيض وقلت إنه يكفيك رضاء أمريكا وإسرائيل فقط لتصبح وريثا للحكم«!