سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لم نرگبها في الشوط الأول.. وحاولنا نركبها في الثاني »ومعرفناش« منتخبنا دخل دائرة الحسابات الصعبة في التصفيات الأوليمبية.. وفارق السرعة وراء الخسارة من كوت ديفوار
دهستنا الأفيال ونحن نحاول »ركوبها« في ساحة ملعب مراكش الدولي بالمغرب الشقيق الذي شجعنا وهتف لنا في السراء والضراء.. »سراء« الشوط الثاني ونحن »نهم« بالركوب ونصمد علي ظهر الافيال و»ضراء« الشوط الاول ونحن نتعثر ونسقط مرة تلو الأخري معرضين للدهس.. وبينما عمت الفرحة والارتياح جنبات الملعب بعد تعادل جنوب أفريقيا والجابون 1/1 والابتسامة الدافئة التي علت الوجوه اللامعة من شدة البرد والتوقعات الراضية بالتعادل 1/1 في المباراة التالية ليجلس الفراعنة رافعي الرءوس في صدر المجموعة.. ولا أعرف لماذا توقع افراد البعثة هذا التعادل الايجابي والرضا به والاقتناع بأن الفوز ربما يكون بعيدا، وهو شعور ظهر واقعيا من فرط الفرحة بتعادل الفريقين الاخرين في المجموعة.. ليعكس مدي تخوف البعثة من المباراة في وقت تستنكر فيه خوف اللاعبين.. ولا أعرف كذلك الي متي نظل بعد كل مباراة نتحدث عن الخوف والتوتر وتحمل مسئولية فوق الطاقة واعتبارها أسبابا مباشرة للنتيجة السيئة أو العرض المتواضع، وكأنه من العيب أو من قبيل المساس بالكرامة الحديث عن اسباب فنية كانت وراء ضعف الاداء.. ثم ماذا نفعل في هذا الخوف حتي نصرفه عنا وهو »لابس فينا« كالجن.. حتي نلعب باطمئنان وثقة ونتجنب الحسابات الصعبة أو ربما صدمة الاخفاق في التصفيات المؤهلة لاوليمبياد لندن (لا قدر الله).. لقد سألت الكابتن هاني رمزي في المؤتمر الصحفي عن سبب اصرار الفرق المصرية علي اللعب بدون ليبرو وبقلب دفاع مكشوف ومجروح ولو علي سبيل الاستثناء وهي تواجه فرقا اكثر سرعة في الاختراق من العمق.. وقد كان قلب دفاع منتخبنا مكشوفا من بداية المباراة وكان حريا به ان يصحح أوضاعه وهو يتعرض ل»الخضة« في كل مرة يتسلم الكرة فيها »البرج العالي« لا سينا تراوري »الدب« القادم من الدوري الروسي الي الملعب مباشرة قبل يوم واحد من المباراة.. وظهر الكابتن رمزي في رده علي السؤال متزعجا من الحديث عن العمق الدفاعي، ورافضا تماما فكرة ان طريقة اللعب هي السبب في الهزيمة وأنا لم أكن اقصد طريقة اللعب في مجملها وانما قصدت الاشارة الي ثغرة كانت واضحة ولم تكن هناك محاولة لسدها.. صحيح الوضع اختلف تماما في الشوط الثاني ودخل منتخبنا الحوار مع منتخب كوت ديفوار وبادله الهجمات والسيطرة في فترات كثيرة منه بخلاف الشوط الاول الذي كان فيه منتخبنا صامتا يسمع فقط الحوار الايفواري ويستقبل تنويعات متعددة من الهجمات دون أن يقيم حوارا جادا، ولولا براعة احمد الشناوي و»لطف الله« لاهتزت شباكنا اكثر من مرة هذا الشوط رغم ان الجهاز الفني بدأ المباراة بأفضل تشكيل يرضي كل الاطراف (علي رأي السياسيين) ويقدم لنا مفاجآت لم تكن في الحسبان ونحن نتوقع مجموعة اللاعبين التي ستبدأ اللقاء، وتمنينا ان نري فيها احمد شكري وشهاب الدين أحمد ومروان محسن، وحقق لنا الجهاز »الامنية« ولعب الثلاثي لكنه غاب عن أعيننا في الملعب، فاندهشنا لذلك كثيرا وتمنينا بعد ذلك ان يعود لتشكيلته القديمة، فحقق لنا ايضا الامنية بنزول محمد صلاح واحمد شرويدة الا أننا »شرودنا« من هدف الهزيمة القاتل الذي جاء عكس سير الاداء.. وكان خط الوسط قد »اعتدل« في الاداء بمشاركة صالح جمعة بدلا من احمد مجدي رجل المباراة الاولي مع الجابون. المؤكد أن فارق السرعة كان في غير صالحنا وسببا رئيسيا في الهزيمة، ولا اعني بالسرعة الجري.. واضطر لشرح ذلك حيث لم يكن المجال ولا الاجواء تسمح بالشرح عندما قال هاني رمزي ردا علي سؤالي ان »البرج« الافواري لاسينا تراوري لم يكن سريعا ولا مهاريا ولا متسببا في اهتزاز قلبي الدفاع، وإنما كان فقط قوي البنية شأنه شأن الفريق الافواري الذي لم يسجل علينا فارق سرعة.. وكنت اقصد السرعة في التمرير والاختراق من لمسة واحدة كان يستخدمها لاسينا وسرعة البديهة في التحرك والانتشار، وبمعني اكثر دقة سرعة الكرة نفسها وهي تتحرك بين اقدام اللاعبين.. بينما كان لاعبو منتخبنا يتحركون ببطء ويفكرون في زمن اطول عندما تبادل الكرة. وحتي لا اكون مفرطا في الانتقاد فإن هذه الفوارق ضاقت كثيرا في الشوط الثاني الا ان لعبة واحدة »مركزة وموفقة« في عمق دفاعنا كانت تكفي لفوز المنافس في توقيت صعب للغاية ان تحاول فيه التعويض أمام فريق معظمه من المحترفين الذين يملكون خبرة الحفاظ علي التقدم. ورغم قسوة الانتقادات الا ان هاني رمزي يحسب له شهادة العديد من الخبرات في البطولة بأنه »جهز« فريقا منظما هو واحد من افضل فرق البطولة ويظل مرشحا بقوة للمنافسة علي لقب اول بطولة تحت 32 سنة بعد ترشيحه طبعا للتأهل لاوليمبياد لندن.. ويحسب له ايضا انه اختار افضل العناصر المتاحة لهذا الفريق المتميز الذي من المفترض ان يرفع لواء الكرة المصرية في تصفيات كأس العالم 4102.. علاوة علي السلوك الرائع من رمزي وهو ينزل الي الملعب عقب نهاية المباراة مباشرة لكي يصافح كل لاعب و»يربت علي ظهره« وهو سلوك يعكس اولا الثقة في ان القادم افضل وان الفريق قادر بامكاناته علي تجاوز محنة الحسابات الصعبة في المجموعة، ويعكس ثانيا التوازن النفسي لرمزي وقدرته علي امتصاص الغضب وقت الشدة وعدم الانسياق وراء عادات المدربين الذين ما ان تنتهي مباراة خاسرة الا ويتحدثون عن هؤلاء اللاعبين الذين لم يجيدوا تطبيق الخطة وتنفيذ التعليمات والتكليفات وهو بذلك نوعية محترمة من المدربين الذين اخذوا الكثير من الطابع الاوروبي بثمرة السنوات الطويلة من الاحتراف الخارجي.. ورغم الهزيمة التي صدمت البعثة وجعلتها تغادر الملعب صامته، الا ان الامل كبير والفرصة مواتية للفوز علي جنوب افريقيا في المباراة الاخيرة يوم السبت والفريق »أهل« لأن يحقق ذلك بشرط ان يتحرر ويتخلص من الضغوط التي يصر علي ان تؤثر في أدائه.