عاشت مصر يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين عٌرسا لم تشهده منذ سنوات طويلة.. تدافع الألوف رجالا و نساء.. شيوخا ومرضي. شبابا وعجائز.. الكل يريد أن يشارك وبإخلاص شديد في هذا اليوم المشهود في تاريخ مصر.. الطوابير اصطفت قبل بدء عملية الاقتراح بساعات طويلة يتسابقون لتدعيم الديمقراطية التي حرموا منها طويلا.. انتظروا ساعات طويلة دون ضجر أو كلل أو تململ تحرسهم القوات المسلحة والشرطة ليؤدوا هذا الواجب الوطني الرفيع. ورغم هذه الصورة الرائعة التي بهرت العالم أجمع كما بهرتهم ثورة 52 يناير من قبل فقد حدثت بعض الاخطاء اعترف بها المنظمون والمشرفون علي العملية الانتخابية وتعهدوا بعدم تكرارها.. إلا خطأ واحدا لم ينتبه إليه أحد.. رغم انه كان له تأثير سلبي لايمكن تجاوزه.. حيث لوحظ توزيع عدد كبير من الناخبين علي مراكز اقتراع بعيدا عن محل إقامتهم. وتوزع آلاف المواطنين علي لجان انتخابية يتطلب الوصول إليها الانتقال بسيارة خاصة أو وسيلة إنتقال اخري مما دفع الآلاف للحضور لهذه المراكز بسيارات خاصة ضاقت بها الشوارع المحيطة باللجان وتسببت في ارتباك شديد لحركة المرور في الشوارع.. والاخطر من ذلك أن عددا لايستهان به من كبار السن والمرضي عجزوا عن الوصول إلي اللجان التي خصصت لهم لانهم لم يمتلكوا الوسيلة للوصول والانتقال لمسافات طويلة حالت حالتهم المرضية أو عجزهم المادي عن الوصول اليها. ماذا كان يحدث لو أن السادة المنظمين والذين وزعوا الناخبين قاموا بالتأكد من العناوين المدرجة والمثبتة علي الرقم القومي لكل ناخب وتحديد أقرب لجنة إليه حتي نسهل عليه الوصول إلي اللجنة .