الحلم بدأ يتحقق حلم مصر الجديدة.. وهذه أولي ثمار ثورة 52 يناير، ارساء قواعد الحرية والديمقراطية وانتخاب نواب الشعب في برلمان الثورة بإرادة حرة دون تزييف لإرادة الأمة. كان أولي أهداف الثورة هو اسقاط النظام الفاسد الذي زور وزيف إرادة الامة طوال 06 عاما في ظل حكم شمولي لا يعترف بإرادة الشعب وكان برلمان 0102 مثالا صارخا لإرادة التزييف فخرج الشعب لإسقاط هذا البرلمان فسقط شهداء الحرية وانتصرت إرادة الشعب. لقد ضرب شعب مصر العظيم أروع المثل في الوطنية في أول يوم في الانتخابات البرلمانية فقد خرجت الأغلبية الصامتة لتقول كلمتها بحرية في اختيار نواب برلمان الثورة وقلبت الموازين والتوقعات والترشيحات فلا تستطيع فئة أو كتلة أو حزب سواء من الاسلاميين أو غيرهم يقولون انهم سيكتسحون مقاعد البرلمان.. الاغلبية الصامتة جعلت برلمان الثورة يمثل كل أطياف وفئات الشعب المصري. في يوم عاصف وممطر انتظرت جماهير شعب مصر بكل أطيافها وبأغلبيتها الصامتة التي خشيت من اكتساح قوي سياسية او اسلامية للبرلمان فوقفت في طوابير الحرية الطويلة الممتدة مئات الامتار وآلاف البشر امام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم بحرية في المرحلة الاولي في 9 محافظات ويختارون النائب الاصلح لتمثيلهم في البرلمان وانتظر الكثير منهم ومنهم من جاء في مشاهد انسانية علي كراسي متحركة وكبار السن ووقفوا امام اللجان التي تأخر وصول أوراق الاقتراع والصناديق بسبب اخطاء وزارة الداخلية وتأخر بعض القضاة رؤساء اللجان لعدم معرفتهم بمكان اللجنة الانتخابية.. لم يترك مصري واحد الطابور حتي يستخدم حقه الشرعي والدستوري في جو ديمقراطي لم نشاهده في تاريخ مصر طوال 06 عاما الا مرة واحدة ايام المرحوم ممدوح سالم رئيس الوزراء ووزير الداخلية في عهد السادات بعد عشرات البرلمانات المزورة والتي زيفت فيها ارادة الامة بفعل فاعل نظام شرطي فاسد. بعد الثورة حرص المجلس الاعلي للقوات المسلحة بقيادة المشير طنطاوي الذي يتعرض لحملة ظالمة هذه الايام من ذوي الاجندات الاجنبية والخاصة للقفز علي حكم مصر مستغلا بعض الشباب قلة غير واعية علي اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها وان الجيش والشرطة والشعب سيؤمن هذه الانتخابات ويؤمن اللجان من الفوضويين والمجرمين ويؤمن القضاة من الاعتداء عليهم او اقتحام اللجنة لتزييف ارادة الامة.. لم يحدث هذا اطلاقا وضرب شعب مصر وقواته المسلحة المثل الرائع في الوطنية في انجاز أولي خطوات بناء مصر الحديثة بانتخاب برلمانها الجديد انتخابا حرا ويبقي انتخاب رئيس الجمهورية في أواخر يونيو القادم واصدار دستور مصر طبقا لخريطة الطريق التي وضعها رجال مصر العظام وخير جنود الارض. خرجت الاغلبية الصامتة لتؤكد الثقة الكاملة للمجلس العسكري وللمشير طنطاوي فقالوا لا لدولة دينية ولا للفلول ولا للمجرمين. أنا اعتب علي ثوار التحرير الذين رفضوا المشاركة في عرس الحرية والديمقراطية واولي ثمار الثورة وكان من باب مشاركتهم لمناصرة زملائهم من الثوار الذين تقدموا للترشيح في برلمان الثورة. سلام علي الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ودمائهم ليكتبوا لنا الحياة والحرية والديمقراطية. ويحيا شعب مصر العظيم وقواته المسلحة خير جنود الارض.