صباح جديد مفعم بالحرية والأمل، الأمل في مستقبل جديد، وحياة كريمة لكل المصريين، أمس بدأنا واليوم نستمر علي الطريق الصحيح، طريق الحرية الذي رسمه الشعب ودفع مقابله ثمنا غاليا من ارواح شباب صغار كان حلمهم أن يأتي هذا اليوم الذي تتمتع فيه بلادهم بالحرية والأمن والأمل . لم أكن أتخيل أن أعيش حتي يأتي اليوم الذي اري فيه انتخابات حرة ونزيهة تجري علي أرض مصر، أخيرا امتلأت اللجان الانتخابية بالمواطنين الذين يريدون ممارسة حقهم الانتخابي واختيار ممثليهم بمنتهي الحرية .. طوابير طويلة للغاية لم أكن أصدق أن اراها بعد استفتاء 19 مارس الماضي وبعد أن تغيرت أشياء كثيرة في مصر منذ هذا التاريخ وحتي الآن . عندما خرجت من منزلي صباحا الي عملي نظرت الي الطوابير التي تقف أمام اللجان الانتخابية حتي قبل أن تفتح هذه اللجان .. شباب متحمس ورجال كبار ونساء تحملوا برد الصباح القارس وذهبوا الي صناديق الاقتراع لكي يتنفسوا هواء الحرية من جديد، تذكرت كيف كانت هذه اللجان خاوية في الانتخابات التي جرت منذ عام بالتمام والكمال، وكيف كان كل من يقترب من اللجنة الانتخابية - إذا كان هناك من يصر علي ممارسة حقه الانتخابي بعد كل التزوير الذي كان يقع - يتعرض إما لارهاب بلطجي أو يتعرض لاهانة من ضابط يرفض مجرد تواجده أمام اللجنة الانتخابية، زميل لي قال إنه ذهب مرة لكي ينتخب فقال له الضابط خارج اللجنة " ما تتعبش نفسك خلاص انتخبنالك " . اليوم نحن علي موعد مع برلمان جديد ومستقبل جديد، برلمان يعرف جيدا أنه جاء ليحقق آمال المصريين وليس برلمان تفصيل لارادة شخص أو جهة ما، برلمان يضع دستورا يحترم فيه الحاكم محكوميه، ويحترم فيه الجميع سلطة القانون . مصر تولد من جديد، رغم كل المشاكل التي قد وقعت أمس أو تقع اليوم أو تقع في أي مرحلة انتخابية تالية، الا أننا جميعا مصممون علي أن نقول لأنفسنا قبل أن نقول للعالم إننا سنكون أعظم دولة، تماما كما كنا، وسنضع أقدامنا علي طريق الديموقراطية الحقيقة، وسيعكس اختلافنا فيما بيننا تحضرا ورقيا يحركنا الي الأمام وليس الي الخلف .. لم نتفق جميعا علي الانتخابات، تماما كما اختلفنا علي الإعلان الدستوري واختلفنا علي وثيقة التوافق الوطني، كل هذا طبيعي لأننا جئنا من خلفيات وثقافات وايديولوجيات مختلفة، لكننا نؤمن في نفس الوقت بأن اختلافنا مهما يكن، لن يصل الي الدرجة التي نعيق فيها بلادنا علي التقدم، لن نكون كما تقول الآية الكريمة " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم "،صدق الله العظيم سنختلف ونتظاهر ونعتصم، لكن أبدا لن نتوقف عن حب هذا الوطن وخدمته في أي مكان .