- بالله عليكم من المستفيد من هذه الاحداث.. ومن هذه الفوضي وإضعاف هيبة الامن وهيبة الدولة.. ومن الذي اثار الشرطة علي المتظاهرين حتي جعلها لا تفرق بين المتظاهرين وبين البلطجية.. ثم لماذا استخدمنا القوة والعنف في محاولة فض اعتصام مع انه لن يضيرنا لو تركناهم ليلة او ليلتين او عشر ليالي طالما مثل هذه الاعتصامات محصورة ولا تحدث اعاقة في حركة البلد.. هل هي ناقصة ان نحدث وقيعة بين الشرطة وبين المعتصمين ونشعلها نارا حتي تصب الشرطة غضبها علي شبان ابرياء اندست بينهم عناصر محترفة من مثيري الشغب والبلطجية ويتحول الموقف الي مجازر.. مع انه كان في مقدور الحكومة ان تعزل الشرطة عن الاحداث كما حدث مع رجال الشرطة العسكرية فلم يظهر " باريه " احمر داخل الميدان ولا خارج الميدان.. ثم لماذا لم نترك قضية المعتصمين للأحزاب والائتلافات الشبابية فهما القادرون علي فض اي اعتصام يوم ان تفتح الحكومة صدرها وتحكم عقلها وتعرف ان مفاتيح القضية في ايديهم.. .. لماذا لم تلجأ الحكومة للحلول السياسية وترمي بالكرة في ملعب الاحزاب والائتلافات الشبابية فلا يوجد حزب في مصر مهما اختلفت هويته سواء كانت ليبرالية او اسلامية او سلفية علي استعداد لتدمير مصر او اشعال فتيل الغضب بين اولادنا الثائرين وبين رجال الشرطة.. فقد كان يكفي ان يكون دور رجال الشرطة في هذا الموقف هو تأمين المنشأت الحيوية فقط ولا نجرهم بأي حال من الاحوال للدخول في اشتباكات مع المعتصمين تكون حصيلتها قتلي ومصابين واشتعال حدة الغضب.. .. من الواضح ان حكومة شرف اصيبت بالغباء السياسي لدرجة انها اصبحت لا تعرف أن الشباب الذي ذاق طعم الانتصار بسقوط النظام يرفض الهزيمة أمام هراوات وخرازانات الأمن المركزي حتي ولو اطلقوا عليهم المئات من قنابل الدخان.. الذي يؤلم اننا لازلنا نتعامل مع ابنائنا الشبان بالخرزان وكأنه قطيع من الاغنام.. لماذا لم نستخدم صوت العقل والحوار السياسي مع المعتصمين فمن المؤكد اننا سنجد منهم من يستجيب ومنهم من يرفض وهؤلاء هم قلة يمكن التقاطهم من الميدان واحدا تلو الاخر دون استخدام العنف او القوة معهم حتي ولو كان من بينهم عشرات البلطجية وساعتها نقوم بتقديمهم للعدالة بغير خسائر بين الطرفين ان هذا التصرف الحضاري هو رسالة تؤكد لنا اننا تعلمنا ثقافة الحوار في فض الاعتصام بالذكاء الأمني لابالعصي او بقنابل الدخان.. لكن ماذا نقول لحكومة مثل حكومة شرف فهي لاتخاف ولاتختشي، فقد كانت تعلم بالمليونية وبمقالب الاحزاب التي نظمتها ومع ذلك ركبت راسها وقبلت ان تدخل في مواجهة مع الميدان وبعد المليونية التي طالت من استقرار هذا البلد رضخت الحكومة لمطالب المتظاهرين وقبلت بتعديل وثيقة المباديء الدستورية ولا اعرف لماذا كانت تتمسك بنصوصها كاملة وكأنها آيات قرآنية لايجوز الاقتراب منها أو تعديلها هل هو عناد ام مؤامرة علي استقرار هذا البلد طالما ان كل شيء قابل للتعديل وفي النهاية تحقق مطلب التعديل.. - ان هذه الاحداث المؤسفة التي حدثت في السويس والاسكندرية وفي ميدان التحرير تتحملها حكومة شرف بعد أن غسلت يديها من المواجهات واختفت من علي الساحة والقت بالمسئولية علي عاتق المسكين وزير الداخلية يواجه الموقف بقواته.. إن هذا الموقف الفاشل لحكومة شرف هو صورة طبق الاصل للسياسة التي كانت تستخدمها حكومة نظيف عندما تعلق فشلها في حل قضايا البلد في رقبة رجال الشرطة وتدفع بهم الي الشارع المصري للتصدي لصيحات الجماهير.. من هنا صنعت الحكومات ازمة الثقة بين الشعب وبين رجال الشرطة وقد كانت الحكومات الفاشلة وعلي رأسها الآن حكومة شرف سببا في كراهية الشعب للشرطة. - الذي ادهشني ان وزير داخلية مثل منصور عيسوي يتمتع بالذكاء الأمني لا أعرف كيف هانت عليه نفسه ان يشرب ملعوب الحكومة ويدفع برجاله في التصدي للمعتصمين في الميدان وهو يعرف جيدا ان من بينهم البلطجية ومحترفي اثارة الشغب ولا يمنع من حيازتهم الاسلحة النارية التي اصبحت متداولة علنا علي قارعة الطريق العام.. وبالقطع سوف تكون المواجهة عنيفة وساخنة مع هؤلاء البلطجية ومن المؤكد ان هذه المواجهة سوف تطول ابناءنا الشبان في الميدان.. وقد حدث ما كنا لا نتوقعه من قتلي ومصابين واشتباكات واشعال الحرائق وكر وفر.. وضرب وشحن في الشوارع وكون ان الشرطة تقع في مثل هذا المطب فهي تحاول ان تخرج منه دون ان تفقد هيبتها وهي لاتدري ان عيون الفضائيات تتربص بها.. والسبب في هذا هي الحكومة التي ادخلتها في خصومة مع المواطنين.