في نهايات عام 9691 صعدت درجات سلم ماسبيرو تبحث لها عن مكان.. كانت تحمل أفكارا كثيرة تود تحقيقها.. وفي خطوات واثقة وجريئة حققت جزءا كبيرا من أحلامها.. هي المذيعة والمعدة ومقدمة برامج الأطفال معالي حسين.. التي نجحت في أول تجربة لها علي الشاشة الصغيرة في بدايات يناير عام 0791.. كانت التجربة جديدة أيضا حيث ظهرت في برنامج أسبوعي للاطفال لمدة 07 دقيقة متواصلة وهي تروي للاطفال قصة واحدة طويلة.. ونجحت التجربة واستمرت.. قبل ظهورها الأول قبل بدء البرنامج جمعت كل أطفال عائلتها وقامت بعمل بروفة أمامهم لطريقة إلقائها للقصة.. وبعد ظهور البرنامج استمرت تجمع كل أطفال العائلة لتلقي عليهم القصة قبل الذهاب إلي الاستوديو لتتعلم منهم الطريقة الصحيحة للحديث معهم.. لهذا نجحت معالي حسين.. وأحبها الكبار والاطفال بوجهها البسيط وابتسامتها الهادئة والدائمة.. وبذكاء لماح وخطوات واثقة استطاعت ان تغزو عالم الصغار وهو العالم الذي أحبته.. عالم الدهشة والاحلام الوردية.. وهو العالم الذي يحتاج إلي قلب في سعة قلب معالي حسين.. لقد استطاعت ان تغزو قلوبهم وعقولهم وتخترق كل الحواجز لتقدم لهم فيما بعد اشهر برامج الاطفال في التليفزيون المصري.. »فتافيت السكر«.. الذي تعاملت مع الطفل من خلاله من منطلق عقلي.. فكانت تري ان من حق الطفل ان تخبره بما يجري حوله من أحداث محلية وعالمية كانت تمنحهم الحرية الكاملة في التعبير عن آرائهم.. والأخذ بها.. ومناقشتهم فيها.. كان كل ما يشغلها غرس القيم والمعاني النبيلة في نفوسهم.. لم تكتف بذلك.. بل جاءت بكبار الكتاب والعلماء ليلتقوا مع الاطفال في حوار هادئ وهادف في جميع الموضوعات الحياتية.. مصطفي أمين يحاورهم عن أسرار العمل الصحفي.. والفشل والنجاح.. حسن شاه تحاورهم في ذكاء عن الأم والروابط الأسرية.. احد علماء الزراعة يناقشهم عن فوائد الزهور وكيفية رعايتها وكيف تدر دخلا بالعملة الصعبة.. كانت معالي حسين ايضا تنتهز فرصة وجودها بالدول العربية لتسجل حلقات لبرنامجها في محاولة منها لجمع كل اطفال المنطقة العربية والتعارف بينهما علي العادات والتقاليد والتواصل القومي و كانت تصر علي ان يكون برنامجها علي الهواء وبدون تسجيل رغم خطورة تلافي المواقف الحرجة مع الاطفال.. لان الهواء يعطيها الفرصة لمتابعة الاحداث والقضايا التي تشغل الرأي العام لتبصر الطفل بها.. وفي بداية التسعينيات قدمت معالي حسين برنامجا آخر بعنوان ما يطلبه الاطفال، وفازت بلقب اشهر وانجح مذيعات الاطفال في الاستفتاء الذي قامت به مراقبة التنفيذ في التليفزيون في أغسطس 0991.. ولتختفي منذ سنوات من الشاشة الصغيرة وقبل بلوغها سن المعاش.. ولا يحمل ارشيفها الصحفي غير قصاصات قليلة.. فقد كانت قليلة الكلام والحديث للصحف.. فكل ما كان يشغلها إعداد وكتابة برامجها للطفل المصري الذي احبته بصدق ومنحته معظم سنوات عملها الإعلامي.