أتذكر قائدي الذي كنت أخدم تحت قيادته المباشرة فقد كانت لديه »لازمة« عندما يمر بموقف محير أو يعرض عليه موضوع معقد أو غريب أو يشاهد منظرا غير مألوف فيقول »محدش فاهم حاجة«.. ويضحك. تذكرت هذا القول عندما أعلنت الصحف عن إجراء الانتخابات لمجلسي الشعب والشوري علي أن تشمل ثلثي الأعضاء بأسلوب القوائم والثلث الباقي بالأسلوب الفردي المعتاد.. ونظرا لأن موضوع القوائم يتم لأول مرة بمصر حاولت ان أتعرف علي كيفية الانتخاب بالقوائم ولم يستطع أحد أن يشرح لي بالتفصيل الدقيق أي شيء عن هذا الموضوع إلي أن دعيت منذ أيام إلي ندوة حضرها لفيف من التيارات السياسية والصحفية المختلفة وحاضرنا فيها بعض من السادة المسئولين عن تلك الانتخابات التي ستتم خلال الأيام والأسابيع القادمة وتم شرح موضوع القائمة باختصار شديد فوجهت سؤالا إلي المنصة التي يجلس عليها السادة الأفاضل المتخصصون في هذا الموضوع وشرحوا فيها عملية الانتخاب بالقائمة علي أساس ان المواطن الناخب سيعطي صوته لاختيار القائمة التي يرضي بها حيث سيتم إعطاء رمز مميز لكل قائمة وستعلق كشوف الأسماء بكل القوائم علي أبواب لجنة الانتخاب ويوضح أيضا الرمز المميز لكل كشف.. ولم استرسل في الاسئلة لأترك للحاضرين توجيه اسئلتهم وعدت إلي منزلي وجلست استرجع ما قيل لي عن أسلوب الانتخاب بالقائمة وعاودتني بعض الخواطر حيث كيف للمواطنين الأميين قراءة القوائم وهل يعقل ان يلقن بأن الرمز الفلاني للقائمة الفلانية دون معرفة أفراد القائمة، وهل البرنامج الدعائي سيكفي لتكوين رأي محدد للمواطن والأمي بالذات.. ثم كيف سيتم حساب من سينجح ليكون عضوا بالبرلمان؟ وسألت بعض الأصدقاء فأجابوا بأنها عملية بسيطة وما علي الفرد الذي يشارك في الانتخابات إلا أن يطلع علي الأسماء المعلقة علي باب اللجنة في كشوف مرمزة وعليه فقط التأشير علي الرمز الموجود بالورقة الانتخابية داخل اللجنة أي سيستخدم الرمز وليس أسماء محددة.. ثم سألت مرة أخري كيف سيتم حساب الأصوات؟ وبالتالي تحديد أسماء من سينجح أجابوا بأن العملية ستتم باختيار بعض الأسماء حسب ترتيبها في الكشف بالنسبة والتناسب مع باقي كشوف المتقدمين المرشحين.. ولو ظهرت كسور للأرقام العشرية؟ فأجابوا انها عملية رياضية حسابية ومن السهل تحديدها.. موضوع معقد ونحن لم نمارسه من قبل وليست لدينا خبرة به لأنها طريقة جديدة ويحفها كثير من المخاطر أو الصعاب حيث سيتم ترتيب أسماء المرشحين في القائمة باعتبار الشخص الأهم فالمهم بالنسبة لشعبيته ولو كانت هناك خصومة واحدة مع أحد أفراد القائمة سوف يرفضها كلها بعض الناخبين كما يمكن احداث تلاعب (كما ذكر الأستاذ عاصم عبدالمحسن بجريدة الأخبار الخميس الماضي) بتواجد أعداد كبيرة منذ الصباح الباكر من المؤيدين لقائمة بذاتها وتتكاسل في دخول اللجنة وإبداء الصوت مما يضيق علي الباقين الحصول علي نسبة مقبولة من الأصوات أو دخول اللجنة أصل الضياع الوقت ويتم ذلك بالتلكؤ في التحرك وفي عملية التصويت بحيث يمكن لنحو 002 ناخب أن يمنع الباقين من التصويت.. والصعوبة الأخري في حصر العمال والفلاحين ليكونوا 05٪ علي الأقل من مجموع الأعضاء.. موضوع معقد ونحن لم نمارسه من قبل وليست لدينا خبرة به فقلت عموما »ماحدش فاهم حاجة« وربنا يتمم الانتخابات علي خير، راجيا مناقشة هذا الموضوع في جميع وسائل الإعلام واللقاءات الجماهيرية حتي يمكن للفرد العادي معرفة تفاصيل موضوع الانتخاب بالقائمة لتكون النتيجة معبرة عن رأي الناخبين.