بي. بي. سي والجزيرة، أسوأ من بعض »إعلام أسود». لا مهنية ولا حياد ولا موضوعية ولا ضمير ولا أخلاق ولا حياء، وينتظران أي مصيبة ليشبعا فيها لطما. الفبركة محفوظة عن ظهر قلب، ويحترفون الفرقعة وتضخيم تصريحات فردية، يوهمون الجمهور بأن وراءها دولا ومنظمات.. هيومان رايتس، لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، البرلمان الأوربي.. وينشرون آراء لشخصيات منتمية أو ممولة من الإخوان، علي أنها تمثل جهات وهيئات دولية، وهي لعبة قديمة يلجأ إليها إعلام الفشل والإبتزاز. حاولوا تضخيم موت مرسي.. وهات يا تخاريف: مطلوب لجان تحقيق دولية، تقصي حقائق، تقارير طبية محايدة.. خيبة الله عليكم وعلي إعلامكم الذي لا يعرف الفرق بين المصداقية والتوهان. كان الله رؤوفاً بمصر، عندما أشرقت شمس 30 يونيو، علي مصريين خرجوا كالأسود، ليخلصوا بلدهم من ذئاب شرسة، يرقصون علي فتاوي شيوخ الدم. القرضاوي ومحمد عبد المقصود وطارق الزمر وصفوت عبد الغني وعاصم عبد الماجد ووجدي غنيم وعبد الرحمن البر وغيرهم، يتوضأون بالدماء، ويلعقون الدماء، وتنفجر في كل فتوي شلالات من الدماء. جاءوا من أحشاء الجاهلية، بأشكالهم المبعثرة، يحملون سيوفاً يجزون بها الرقاب، والحياة عندهم إبحار في أنهار الدماء. قالوا: مرسي خط أحمر دونه الرقاب.. إذا لم يرجع هتلاقي الآلاف يفجروا مصر.. بنقول للعلمانيين الكفار هيكون فيه دماء وفيه سيارات مفخخة. قالوا أيضاً بالحرف: مئات الآلاف من المجاهدين مرابطين في عشر أماكن بالقاهرة.. ثورة إسلامية تطهر البلاد منكم.. عندنا طالبان وقاعدة جديدة في مصر.. وبقولها تاني اللي هيرش مرسي بالميه هرشه بالدم. ذكِّروا الناس بما قالوا وما فعلوا، حتي لا تستيقظ الثعالب العاطفية، فيدسون السم في العسل، ويركبون حالة الاسترخاء. حتي إذا مات عواجيزهم علي فراشهم، وفي أحضان أولادهم، سيعلقون الأسباب علي الدولة والنظام. والحل أن تنشر وزارة الداخلية تقارير الرعاية الطبية، وأحوالهم المعيشية في السجون، وحقوقهم القانونية، ليعلم الناس جميعاً، أن سجون الإخوان ليست غرف تأديب كما يزعمون، وأنها تستوفي الشروط حسب المعايير المحلية والدولية.. واكتر. أردوغان أصابته لوثة جنان. يتصور هذا المعتوه أنه لايزال الخليفة العثماني الذي يحكم مصر، ويصدر الفرمانات الإرهابية المتطرفة، التي تمثل تدخلاً سافراً في شئون البلاد، وفي مقدورنا أن نقطع لسانه، بحملة مضادة، تفضح السفاح الذي يمتص دماء شعبه. لا يستحق الرد عليه، فمن ينظر إلي ملامحه وهو يهذي، يلاحظ أنه ظهرت عليه ملامح الشيطان. كان يحلم بعودة الخلافة علي عربة الإخوان، فسقط الإخوان وسقط معهم في الوحل، وعاش يتجرع الأحزان. المجانين ليسوا في نعيم. ويبحثون عن أراجوز آخر، يضعون فوق رأسه سلطانية الشرعية، وكان يمكن أن يكون مصيرهم أفضل، لو خرجوا من تلك المقبرة. الشرعية ليست من السبايا، التي يفتي شيوخكم بتوزيعها كغنائم حرب، ولكنها إرادة شعب، استطاع أن يحمي بلده من عصابات اختطاف الأوطان.