لم تعد مصر قبلة الباحثين عن الإلهام في الإرادة، والتفوق، والإنجاز، والتحدي ومكافحة الإرهاب فقط، بل أصبحت أيضا قبلة من يريد أن يكافح الفساد، فنموذج مصر في مكافحة الفساد منذ تولي الرئيس السيسي المسئولية وحكم البلاد أصبح نموذجا يحتذي، فمحاربة الفساد أصبحت عقيدة النظام؛ وذلك لأن الفساد هو العدو الأول للتنمية. الرقابة الإدارية عينها علي كل قرش ينفق من أموال الدولة، وبأمر الرئيس أصبحت متداخلة في كل المشروعات التي تتم، منذ أن تكون فكرة، ثم مرحلة الإسناد، والتنفيذ، وفي النهاية التسليم، ولذلك فلا أموال تهدر، ولا عمولات تدفع، ولا موارد تسرق، ولا مشروعات دون جدوي تقام، ولا مشروعات تنهار أو تفسد بعد تسلمها. منظومة الرقابة المالية في مصر محكمة تمام الإحكام، لا شركة تتولي التنفيذ إلا إذا كانت أهلا للمشروع الذي تنفذه، ولا محسوبية، ولا تأخر في الإجراءات وبالتالي لا إهدار لغرامات تأخير يتم دفعها من قوت الشعب، ولا مغالاة في هامش الربح. كان الفاسدون في الماضي ينعمون بحماية يكتسبونها من مسئولين ذوي نفوس ضعيفة يتم شراؤهم بالأموال الحرام.. وكان الفاسد يجهر بفساده، ويعلن أنه مسنود.. أما الآن فيتساوي الموظف الصغير والمسئول المهم، الكل يخضع للرقابة والمساءلة.. فلا محسوبية ولا نفوذ.. الجميع سواسية أمام القانون. رجال الرقابة الإدارية يعملون في تناغم وتنسيق علي أعلي مستوي تحت قيادة واعية ومستنيرة، ويعملون طبقا لمدونة سلوك تقوم علي احترام الدستور والقانون ويحكمها العلم والخبرة والتدريب والمهارة والمعرفة. وقد تمكنت الهيئة خلال السنوات الخمسة الماضية من استرداد مليارات الجنيهات هي في الأصل أموال الشعب نهبها الفاسدون في صورة الاستيلاء علي قوت الشعب أو أمواله أو أراضيه أو عقاراته، ومازالت الحرب علي الفساد مستمرة دون هوادة، فكما يحارب أبطالنا في القوات المسلحة والشرطة الإرهابيين والمجرمين، فإن رجال الرقابة الإدارية يحاربون الفاسدين.
المنتدي الإفريقي لمكافحة الفساد الذي عقد في شرم الشيخ هو أحد صور تصدير التجربة المصرية لكافة دول القارة السمراء في محاربة ومكافحة الإرهاب، فكلمة الرئيس السيسي رئيس مصر ورئيس الاتحاد الإفريقي قد تضمنت طرح استراتيجية متكاملة لمكافحة الفساد في القارة حتي تتمكن الشعوب من تحقيق التنمية والحياة في رخاء، كما تضمنت استمرار الدعم المصري لكل دول القارة في مجال مكافحة الفساد، وذلك من خلال مضاعفة المنح المقدمة من الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد. وتأكيدا علي اهتمام مصر بأن تشمل الحرب علي الفساد كل دول إفريقيا دعا الوزير شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية إلي أن تكون العلاقة بين الهيئة ونظيراتها الإفريقية علي مستوي علاقة مصر بجيرانها في القارة السمراء، حتي تكون فعالة.
القفزات التي تحققها مصر في مجال محاربة ومنع الفساد، تعكس مدي جدية ونجاح الاستراتيجية التي تنتهجها مصر في هذا المجال.. وتفتح مجالا أكثر رحابة لتحقيق التنمية الشاملة، دون معوقات، وتجعل مصر أكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية، ولرءوس الأموال الخارجية التي لن تجد مناخا أكثر أمنا من مصر للاستثمار والبقاء فيه.. فلم يخطئ من قال إن رأس المال "جبان".. فانتصار مصر المستمر علي الفساد يجعل رأس المال "شجاعا" في بلدنا.
مبروك لرجال هيئة الرقابة الإدارية نجاح المؤتمر الإفريقي لمكافحة الفساد، فلقد كان قيمة مضافة لإنجازات مصر. حفظ الله مصر وشعبها ورئيسها.. آخر كلمة شر الناس هو الذي بفساده يضر نفسه والناس. »أرسطو»