هذا ليس هتافا لمسرحية دريد لحام التي انتشرت في العالم العربي بل هو هتاف كل المصريين لبلدهم ولمنتخبهم في صراع التتويج بكأس الأمم الأفريقية. بدأ العد التنازلي لساعة الصفر.. ساعة أن تقدم مصر صورتها الحضارية وتستدعي ذاكرتها في الريادة والقوة الناعمة التي لا غني عنها إلي جانب القوة الخشنة التي لا مفر منها أحيانا عند اللزوم ضد الأعداء والإرهاب والحاقدين عليها.. ساعة انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية في النسخة »31».. النسخة المتفردة في ظروفها وأجوائها سياسيا وأمنيا ورياضيا ودعائيا وجماهيريا.. هي ليست مجرد بطولة كروية الأكبر في القارة السمراء المستقرة الآن في أحضان أم الدنيا برئاستها للاتحاد الأفريقي لرسم خريطة جديدة تكون مصر في قلبها وعقلها حتي تصمد أمام الرياح العالمية العاتية التي تستهدف تغيير موازين القوي في كل أنحاء الكرة الأرضية.. هي البطولة التي يسعي منتخبنا إلي حمل كأسها.. وقبل ذلك وأهم من ذلك أن تسعي مصر إلي حمل كأس الوطن.. وقد فهم كل المصريين أن تشجيع الجماهير في مدرجات الملاعب تهتف للاعبين كأسك يا منتخب.. وتشجيع الملايين في المنازل والمقاهي والشوارع تهتف من قلوبها كأسك يا وطن. هذه القيمة التي فهمناها واستوعبناها لتنظيم مصر لبطولة الأمم الأفريقية هي التي دفعتني إلي سؤال الكابتن محمد فضل مدير البطولة عما لو كان يدرك هو ومن معه هذا الاتساع في قيمة وجوهر استضافة البطولة علي كل الأصعدة، وعما لو كان الجميع في اللجان فهموا رسالة الدولة المصرية علي كل الأصعدة.. وكان الرد من فضل يدعونا للاطمئنان عندما قال بسرعة: أنا لا أنام.. وتمنيت لو أن لليوم الواحد 36 ساعة وليس 24 ساعة.. العمل متواصل من لحظة الإعلان عن استضافة الحدث الكبير ولم تكن العين تخطئ الرسالة الشاملة.. فالمنتخب لا ينافس فقط في ملعب.. بل مصر تنافس نفسها وتتسابق مع نفسها لكي تسجل العلامة الكاملة في النجاح.. الآن كل شيء جاهز قبل وقت طويل من البداية.. لدينا 6 ستادات كاملة الأوصاف لاستضافة المباريات و24 ملعبا لتدريب الفرق.. كله تمام في ترتيبات الاستقبال والانتقالات والديكورات ويبقي أن يكون الشارع المصري علي مستوي الحدث في تعامله الحضاري مع المباريات والضيوف وجماهير الفرق الصديقة والشقيقة.. وسوف يكون علي مستوي الحدث.. لأن الشعب المصري عودنا علي ذلك في الأحداث الكبيرة في كل المجالات.. عودنا أن نكون جميعا »ايد واحدة» سعيا للانتصار والنجاح. ورغم أن حفل الافتتاح لا يتجاوز »15» دقيقة إلا أنه واجهة البطولة وعنوان التنظيم ولذلك سألت محمد فضل عما لو كان لدينا الجديد الذي نقدمه في هذه الدقائق مختلفا ومتميزا عما سبقه من حفلات افتتاح ركزت فقط في أغنية وفقرات فرعونية.. وقال: أظن أن تنظيم قرعة البطولة اعطي مؤشرا رائعاً لما يمكن أن يكون عليه عرض حفل الافتتاح.. كانت احتفالية القرعة حديث العالم كله وليس أفريقيا فقط وأظن أنه أرضي المصريين كثيرا.. أما القول بأنه لابد من أن نغير من تركيزنا في حفلات الافتتاح علي الحاضر والمستقبل دون الاستغراق في العروض الفرعونية.. فهذا ليس منطقيا لأن الفراعنة هم أصل حضارتنا ولا يصح أبدا ألا نبني حاضرنا علي تاريخنا المبهر.. وعقيدتي الشخصية أننا لابد في كل وقت وفي كل مناسبة أن نفخر بماضينا والرهان فقط ألا نكرر ما سبق أن فعلناه.. لابد من طريقة جديدة تليق بمصر وتؤكد أننا نتطور ونواكب المنظومة العالمية.. وعندما سألته: هل ستستخدم التكنولوجيا في حفل الافتتاح كما نري في الأحداث العالمية الكبيرة.. قال: بالتأكيد.. سوف يكون هناك مزيج بين الماضي والحاضر بل ستكون هناك مفاجأة كبيرة في الافتتاح لن أعلن عنها الآن وإلا فقدت صفة المفاجأة. وأكمل محمد فضل حماسه المفرط بتوجيه كلمة للشعب المصري متسائلا: لماذا تري البعض متشائما ومحبطا؟!.. لماذا يريد البعض أن تسود هذه الروح رغم أننا أنجزنا احتياجات البطولة بكفاءة.. من الضروري أن يتفاءل الناس ويتخلي الآخرون عن نظرتهم التشاؤمية.. ساعدونا بالتفاؤل.. الذي هو طريقا للثقة والنجاح.ما قاله محمد فضل هو الروح التي يعمل بها الجميع ويجب نقلها إلي عامة المصريين.. نحن نريد أن نفوز بكأس البطولة في الملعب والثقة متوفرة في قدرة المنتخب علي تجاوز الصعاب والملاحظات السلبية لبلوغ هذا الهدف.. ونريد أن نفوز بكأس »التحضر» بأن تكون تعاملاتنا مع الضيوف علي مستوي حضارة »7» آلاف سنة.. في الملاعب والشوارع وأماكن تواجد الضيوف.. ونريد أن نفوز في كأس التأمين في كل مكان فلا ينقص علينا منفلت ولا متعصب ولا إرهابي.. ونريد أن نفوز بكأس النظام فنكون واجهة القارة السمراء في دخولنا وخروجنا من الملاعب وعلاقتنا بالفرق والوفود في أماكن إقامتهم.. ونريد أن نفوز بكأس النزاهة فلا تتكرر رذيلة السوق السوداء وقد أحسن المنظمون في وضع إطار صارم لتداول التذاكر.. ونريد أن نفوز بكأس الروح الرياضية فلا تشذ المدرجات عن المألوف ولا توزع تعاطفها وهتافاتها علي لاعبين بل تضع كل مشاعرها للفريق الوطني.. وأخيرا نريد أن تحمل مصر كأس الريادة من جديد.