أكثر من مائتي ألف امرأة من العاملات في سويسرا خرجن أول أمس الجمعة في خمس مدن للمطالبة بمساواتهن في الأجور مع الرجال.. المظاهرات وصفها اتحاد النقابات هناك بأن 14 يونيو يوم يدخل التاريخ الحديث في بلادهم، باعتباره أكبر حدث سياسي بعد 30 عاما علي آخر إضراب نسائي للتنديد بالعنف ضد المرأة. النقابات هي من حرضت علي الإضراب بعد فشل مفاوضات العام الماضي في إقرار قانون عقوبات علي الشركات التي تنتهك مبدأ المساواة في الأجور حيث تشير الإحصائيات إلي انخفاض أجر المرأة عشرين بالمائة في المتوسط عن أجر زميلها الرجل في نفس الوظيفة أو المهنة التي يشتركان في أدائها. بعد أن اطلعت علي الخبر علي عدة مواقع إخبارية مختلفة قلت الحمد لله علي وضع المرأة العاملة في مصر، فهي تتساوي مع الرجل في الراتب داخل نفس الوظيفة وربما تفوقه بتميزها وجهدها في المواقع التي يتيح هيكلها الإداري منح علاوات استثنائية ومكافآت وحوافز للعاملين دون اعتبار للنوع، كما تحصل علي إجازة مدفوعة الأجر عند الولادة، ويمكن لها أيضا الحصول علي إجازة رعاية طفل تصل الي عدة سنوات بالإضافة الي إمكانية إجازة مرافق للزوج في سفره للعمل بالخارج أو اذا كان في مهنة دبلوماسية ممثلا لبلده.. كل ذلك مع بقاء حقها محفوظا كحق الرجل في العلاوات الدورية والترقيات حتي لو استمرت في إجازات رعاية الطفل أو مرافقة الزوج أكثر من عشرين عاما. هذه الامتيازات محرومة منها المرأة العاملة في سويسرا رغم أنها من البلاد الأعلي دخلا لمواطنيها ورغم أنها من بلاد الحريات التي لا تضاهيها حريات بلدان العالم الثاني أو الثالث. تذكرت حال نسائنا المعيلات اللواتي لا يعملن بالحكومة أو البنوك أو ما شابه من مؤسسات تابعة للدولة أو حتي شركات كبري خاصة، هؤلاء النساء يبلغ عددهن الملايين، كل واحدة منهن مسئولة عن أسرة وربما أكثر إذا كان والداها لا يزالان علي قيد الحياة وربما لهن أشقاء مطلوب منهن رعايتهن إلي جانب أطفالهن بعد أن عجز الزوج عن الإنفاق سواء كان مريضا أو مدمنا أو أبلغ فرارا وترك لها الجمل بما حمل. الخلاصة: هنيئا للملايين من نساء مصر اللاتي تظللهن قوانين العمل بظلها وتساوي بينهن وبين الرجال، وعزاء للملايين أيضا من المعيلات اللاتي لم يعرفن للوظيفة طريقا، يعملن في ظروف قاسية من أجل جنيهات معدودة تقيهن شر السؤال وكل ما يملكن الإرادة والاصرار علي تحدي القهر وصعاب لا تعرفها نساء سويسرا وهؤلاء المعيلات لو سمعن بما فعلته النساء هناك لقلن في نفس واحد: حتي أنتن يا سويسريات!.