غرس الإسلام في نفوس أبنائه الشباب حب أوطانهم، وجعل الدفاع عن الأوطان ضد أي عدوان خارجي من الواجبات الدينية والوطنية التي لا يجوز التفريط فيها أو التخلي عنها، وذم كل من يتخلي عن هذا الواجب واعتبره خائنًا لدينه ووطنه وأمته.. هذا ما يُحدثنا به د. أحمد محمد عبد السلام، عميد آداب الفيوم.. ويتابع د. عبد السلام أن الانتماء للوطن الذي يغرسه الإسلام في نفوس أبنائه ليس عصبية مقيتة، ولا عنصرية مدمرة، بل هو طاقة جبارة ينبغي مضاعفتها داخل كل شاب، فهي الدافع الأول لحماية الوطن والدفاع عنه والتضحية بكل غال ونفيس من أجله، وهي التي تدفع الإنسان إلي أن يعمل بإخلاص وأن يواجه بكل شجاعة كل من يحاولون الإضرار بالوطن. ويشير د. عبد السلام إلي أن مفهوم حب الوطن، هو ذلك المفهوم العملي الواقعي الذي يتعدي الشعارات البراقة والأناشيد الحماسية، لأنه انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم، فهو ليس مجرد لباس أو لهجة أو جنسية أو قانون أو أصباغ علي الوجه، إنه أسمي من ذلك جميعا، إنه حب سام، ويمكن غرس معانيه في نفوس أبنائنا من خلال: ربط أبناء الوطن بدينهم، وتنشئتهم علي التمسك بالقيم الإسلامية، والربط بينها وبين هويتهم الوطنية، وتوعيتهم بالمخزون الإسلامي في ثقافة الوطن باعتباره مكونًا أساسيا له، مع تأصيل حب الوطن والانتماء له، في نفوسهم في وقت مبكر، وذلك بتعزيز الشعور بشرف الانتماء إلي الوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل من أجل خدمته ودفع الضرر عنه، والحفاظ علي مكتسباته. ويُضيف أن تحصين جيل الشباب والنشء هو أهم تحد يواجهنا في هذه المرحلة وليس هناك من خيار سوي خوض هذا التحدي دون أي تردد أو تأجيل ولا مجال لأحد للتقاعس عن أداء هذه المهمة الوطنية والمجتمعية في مقدمة الجميع المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية والبحثية، ويجيء شهر رمضان بنفحاته الإيمانية الخالصة ليولد في نفوسنا طاقة إيمانية هائلة تدعو إلي حب الوطن والانتماء إليه والحفاظ علي قيمه الأصيلة والاعتزاز برجال ضحوا بأنفسهم في سبيل استقرار هذا الوطن وتقدمه ليثبتوا للعالم أننا أمة تقدس أوطانها ولا تجد عنه بديلا وأن التضحية من أجل الوطن واجب مقدس تدعمه الأديان السماوية، وخيانة الوطن جريمة لا تغتفر تهوي بصاحبها إلي أسفل سافلين.. يا أيها الشباب المؤمن بوطنه المخلص في انتمائه كونوا قوة لاستقراره وتقدمه فتكونوا بذلك قوة لدين حض علي رفعة الوطن وقدسيته والعمل علي إعلاء شأنه بين الأمم.