قال السائق بفرحة، ونحن نمر من أمام المدخل الرئيسي لحديقة الحيوان بالجيزة : (انظري لم يعد العلم الاسرائيلي موجودا، العلم المصري هو الذي يرفرف أعلي العمارة ..) أحسست أن هواء المدينة صار أنقي، وأن منطقة الجيزة بأكملها قد تم تنظيفها.. طبعا السفير الاسرائيلي، وطاقم السفارة بالقاهرة، غادروا المكان قبل شهرين، بعد ساعات قليلة من اقتحام المصريين للسفارة، وإنزال العلم الإسرائيلي (للمرة الثانية) وطبعا تم إغلاق المقر نهائيا. والبحث عن مقر جديد يقبل وجود (السفارة الاسرائيلية) هو الشغل الشاغل للاسرائيليين، ويبدو أن الأمر شديد الصعوبة، فمنذ اقتحام السفارة الي الآن ، حضر الي القاهرة أكثر من وفد اسرائيلي للبحث عن شقة، وفي كل مرة تفشل المهمة، بسبب رفض المصريين تأجير منازلهم للسفارة الاسرائيلية. عدوي الغضب، والاحتجاج، والثورة المصرية اجتاحت العالم، ألهمت، اليونانيين، والاسبان، والانجليز، وطبعا شعوب الربيع العربي.. الجديد واللافت هو كراهية اسرائيل، رفضها والاحتجاج عليها، والتي وصلت الي الكثير من دول العالم، حتي امريكا!! في (اوكلاند) رفع المتظاهرون الامريكان العلم المصري، بينما أحتل بعض النشطاء الامريكان في (بوسطن) السفارة الاسرائيلية، احتجاجا علي استمرار الحصار علي غزة، واحتجاز اسرائيل لسفينتين تابعتين لمنظمة (أمواج الحرية): السفينة الكندية (التحرير)، والسفينة الايرلندية (الحرية).. وطبعا الأمريكان رغم أن اسرائيل بالنسبة لهم خط أحمر، لم يلقوا القبض علي النشطاء، ولم يحيلوهم الي محاكمة عسكرية، ولم يتم تفريقهم بالقوة، ولا حتي بالغازات المسيلة للدموع..!!