علم مصر فوق أعلي سارية في العالم.. يا فرحتي! نفعل ذلك، وكل يوم، بل كل لحظة ندوس فوق هذا العلم ونهينه، ونعتدي علي ما يرمز إليه. لازلنا أسري الشكليات.. نغني لمصر، ونشارك في بيعها جملة وقطاعي، وننتهك حرمتها ليل نهار، نرفع العلم، ونرفع معه كل ما يستر عورات ويداري سوءات هذا الوطن. كنت أتمني ألا ندخل موسوعة »جينيس« للأرقام القياسية بإنشاء أطول »صاري« في العالم، يعلق عليه أكبر وأضخم و.. و... علم وطني في العالم.. الناس لن تأكل من هذه الأمور الكمالية علي الأقل الآن. في أوروبا وفي الدول المتقدمة، كما يقول الممثل في فيلم الإرهاب والكباب، يحترمون العلم بجد، وليس علي طريقتنا التي تحصر الأمر في مجرد شكليات »لا تودي ولا تجيب«. العرب، ونحن منهم تخصصنا في السنوات الأخيرة في تسجيل أسمائنا في موسوعة جينيس بأكبر طبق تبولة، وأكبر صينية حمصية، ولم يفت اخوتنا في فلسطين الفرصة وصنعوا أكبر »كوفية« وحطموا بها الرقم القياسي، ولم يحطموا إسرائيل التي بقيت إلي يومنا هذا تخرج لسانها لنا وتركت لنا الهلس والأكل والأغاني في الوقت الذي احتلت فيه جامعاتها مراكز متقدمة في قائمة أفضل جامعات العالم. ما كان يحدث قبل الثورة يجب أن ينتهي. وما أنفق علي إنشاء أكبر صاري، وعلي أجور الفنانين كانت أولي به عدة أسر تفترش الشوارع بحثا عن مأوي.