بمجرد إعلان المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم تطوعه بحفل خيري لصالح مستشفي بنها الجامعي في عيد الفطر المقبل، خربت الدنيا، وهات يافسفسة وتغريد، وكأن » شعبولا» ارتكب جريمة بتطوعه، وكأن رئيس الجامعة تدني بمستوي الجامعة الأكاديمي بالشروع في تكريمه بدرع وصورة تذكارية في مكتبه. إذ فجاة، قامت قيامة الفيس، وغرد البوم علي شجر تويتر بكذبة حصول شعبولا علي الدكتوراه الفخرية، الطريف أن شعبان صرح مغتبطًا، وسخر من رافضيه، وذكرهم بأعماله الفنية المواجهة للإرهاب يوم كانوا يخشون ويختبئون في الجحور، وواجه شعبان بتيمته الشهيرة الممدودة »إيه» أذناب الإخوان والتابعين بأغانٍ عنيفة رشحته هدفا لصحفهم وفضائياتهم ولا اهتز ولا خشي ولا تردد. ما يحدث في الفضاء الإلكتروني جد مريب تجاه كل من وقف أمام الاخوان، حملات تشنيع رهيبة، واغتيالات شخصية، وإمعان في الثأر والانتقام من أناس لم يقترفوا إثمًا ولم يسقطوا في فخ الخيانة، ولم يضبطوا متلبسين بالجرم المشهود، ونحن عليهم شهود، كانوا رجاله ووقفوا وقفة رجاله. ما هي جريمة شعبان بالضبط، تطوع بحفل خيري ردا لجميل علاجه وفحوصه مجاناً في مستشفي جامعة بنها، ومتي كان التطوع جريمة، وهل الخيرية جريمة، وهل مساعدة مستشفي جامعي بعائد حفل فني خيري يستأهل التحفيل، والسخرية وإهانة مطرب محبوب من حسابات إلكترونية عقورة. وهل أخطأ رئيس الجامعة، يعني يطرده ويقفل الباب في وشه؟ قطع الطريق علي المبادرات الخيرية من عمل الأشقياء، والسخرية من المبادرات الاجتماعية وإحباطها بانحطاط مؤشر خطير علي ما وصلت إليه النفسيات المشوهة في فضائها الإلكتروني. شعبان البسيط يسخر منهم ومن جهلهم، ولكن القصد التشويه المتعمد والممنهج للجامعات المصرية، بالأمس جامعة القاهرة، واليوم جامعة بنها، والحط من شأنها، وإهانتها بعمدية، باعتبارها جامعات لاترعوي للتقاليد الجامعية، وهي التقاليد تمنع حفلاً أو تصد متبرعًا، حتي لو كان شعبان عبدالرحيم، وماله شعبان، حتي أغانيه كانت عنوانًا للوطنية لما كانت خيانة الوطن تتم في رابعة والنهضة وفيرمونت، وإن كنتم نسيتم اللي جري هاتوا الدفاتر تتقري. شعبان مطرب شعبي لم يدع علمًا ولا ثقافة، فنان بسيط لم يحلق في أوهام العالمية ولا تذكرة حفله تعز علي الفقراء، عارف مكانه بالضبط علي خريطة الغناء، مطرب الحرفيين، قانع بتأدية دوره الذي يكسب منه عيشه، حالة غنائية قد لا تستسيغها سيادتك، ولكن هناك من يسمعه، واحترامه واجب، والسخرية منه من فعل الأغوات في مخادعهم التركية. ليت من تهكم علي شعبان ونبل مقصده يدلنا علي الأعمال الخيرية الكاملة لسعادته، ومبادراته العبقرية في الحقول الخيرية، بدلا من جلد شعبان وتسفيه الجامعة اعتبروها بداية لعمل خيري، كل فنان في موقع، مستشفي، جمعية خيرية، في الصعيد وبحري وخط القنال، أقله نغني بدلا من السخام الذي نتردي فيه، وأقله تبرعات تسند المؤسسات التي تفتقر للسيولة الضرورية.. كفاية حزن.. الله يسعد أيامكم.