الحريق الهائل الذي التهم كاتدرائية نوتردام بباريس أعاد إلي الأذهان الأعمال الفنية الخالدة التي تناولت هذا الأثر الإنساني العظيم الذي يرجع تاريخه إلي العصور الوسطي.. ومنها رائعة الأديب الكبير فيكتور هوجو »أحدب نوتردام» التي قدمتها السينما العالمية في أكثر من نسخة ابتداء من عام 1939.. فهذه الكاتدرائية ليست مجرد مكاناً للعبادة ولكنها تمثل أيضاً رمزاً عالمياً في وجدان البشرية مثل الأهرامات وغيرها من عجائب الدنيا.. وجاء تناولها من جانب هوجو ليجسد من خلالها المعاني الإنسانية التي تنتصر في النهاية علي قوي الشر فالبطل في الأحداث »أحدب» مجهول الهوية يتخذ من »نوتردام» مأوي وملجأ له ورغم قبحه ودمامة وجهه إلا انه يملك قلباً ينبض بالحب تجاه فتاة من الغجر تقع في غرام ضابط ولكنه يضحي بعاطفته وينتصر للانسان بداخله ويقرر حمايتها من الموت بعد الحكم عليها بالاعدام داخل كاتدرائية نوتردام.. إن حريق الكاتدرائية ليس مجرد حادث ولكنه يمثل خسارة فادحة لكل المعاني الانسانية والتاريخية التي تحيا بها البشرية.. وأعتقد ان كل من شاهد فيلم »أحدب نوتردام» الذي تم تصوير أحداثه داخل الكنيسة نفسها يدرك مدي فداحة الحادث الذي لحق بها.. وحسنا فعلت السينما العالمية عندما خلدت هذا الأثر ليبقي حياً في ذاكرة التاريخ حتي وبعد أن انهارت معالمه ومبانيه.. وقد يوضح ذلك سر الحنين الذي يراود البعض تجاه الأعمال الفنية القديمة التي يستطيع من خلالها أن يستعيد عبق الماضي الذي اندثر وأصبح اثراً بعد عين.. فالزمان يمكن ان يعود من جديد من خلال فيلم قديم من زمن فات!!