تعجبني صراحة الدكتور محمد معيط وزير المالية، وتبنيه مبدأ الشفافية، في حواراته الإعلامية والمؤتمرات والندوات التي يشارك فيها. فالمصارحة ضرورية كي يتحمل كل مواطن مسئوليته، ويشارك بإيجابية في منظومة الإصلاح والتنمية، التي تعود بالخير علي الوطن كله. قال الوزير مؤخرا في حوار صريح بقناة »تن» ان أعباء خدمة الدين العام بالموازنة الحالية تستهلك معظم الإيرادات العامة للدولة. وعندما سأله المذيع: وكيف يتم تمويل باقي مصروفات الموازنة. رد الوزير: بالسلف طبعا. وانا بدوري أتساءل: إلي متي يستمر تمويل عجز الموازنة العامة بالسلف، وألا يستوجب الوضع الحالي للدين العام، البحث عن حلول غير تقليدية، لتخفيض الدين المحلي، ووضع ضوابط صارمة علي الاقتراض الخارجي؟ أعلم ان وزير المالية ومساعديه قاموا بجهود محمودة، لتخفيض عجز الموازنة العامة، وتحقيق فائض أولي لأول مرة منذ سنوات طويلة، ووضع خطط لزيادة هذا الفائض الأولي عاما بعد عام، واستخدامه في تخفيض أرصدة الدين. لكن مع تقديري لهذه الخطط، إلا أن تجاوز الدين العام نسبة 93 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، والتهام أعباء خدمة الدين كل إيرادات الدولة تقريبا، يتطلب مواجهة عاجلة لأزمة الديون، مما يخفف الضغط الذي تحدثه الموازنة العامة، قبل أن يأتي يوم نجد أنفسنا -لا قدر الله- لا نمتلك الإيرادات العامة التي تغطي أعباء خدمة الدين العام. ما يستوجب حوارا مجتمعيا ومؤتمرات اقتصادية، لوضع أيادينا علي حلول ناجعة للأزمة.