عودة انقطاع الكهرباء في مناطق بالجيزة وخروج كابل محطة محولات جزيرة الذهب عن الخدمة    هآرتس: ترامب يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لضم أجزاء من غزة    200 مليون دولار، ليفربول يجهز عرضا خرافيا لحسم صفقة مهاجم نيوكاسل    رابطة الأندية: بدء عقوبة "سب الدين والعنصرية" فى الدوري بالموسم الجديد    السيسي يوجه بتوفير الرعاية الصحية اللازمة والاهتمام الطبي الفوري للكابتن حسن شحاتة    المعمل الجنائي يعاين حريق شقة في المريوطية    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    الكشف الطبي على 540 مواطنًا بقرية جلبانة ضمن القافلة الطبية لجامعة الإسماعيلية    بمناسبة اليوم العالمي.. التهاب الكبد خطر صامت يمكن تفاديه    نقيب الإعلاميين: كلمة الرئيس السيسي بشأن غزة رد عملي على حملات التضليل    سميرة صدقي: عبلة كامل أفضل فنانة قدمت دور المرأة الشعبية    بدء الدراسة بجامعة الأقصر الأهلية.. رئيس الجامعة والمحافظ يعلنان تفاصيل البرامج الدراسية بالكليات الأربع    «ما تراه ليس كما يبدو».. شيري عادل تستعد لتصوير حكاية "ديجافو"    قبل عرضه.. تفاصيل فيلم بيج رامى بطولة رامز جلال    علاج الحموضة بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    الداخلية: لا توجد تجمعات بالمحافظات والإخوان وراء هذه الشائعات    برومو تشويقى ل مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو".. سبع حكايات ومفاجآت غير متوقعة    محافظ جنوب سيناء يتابع تطوير محطة معالجة دهب والغابة الشجرية (صور)    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    رفقة العراق والبحرين .. منتخب مصر في المجموعة الثانية بكأس الخليج للشباب    «المصري اليوم» داخل قطار العودة إلى السودان.. مشرفو الرحلة: «لا رجوع قبل أن نُسلّم أهلنا إلى حضن الوطن»    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    حزب الجيل: السيسي يعيد التأكيد على ثوابت مصر في دعم فلسطين    أمانة الشؤون القانونية المركزية ب"مستقبل وطن" تبحث مع أمنائها بالمحافظات الاستعدادات لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    كم سنويا؟.. طريقة حساب عائد مبلغ 200 ألف جنيه من شهادة ادخار البنك الأهلي    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    تنفيذي الشرقية يكرم أبطال حرب أكتوبر والمتبرعين للصالح العام    ديفيز: سعيد بالعودة للأهلي.. وهذه رسالتي للجماهير    هندسة المنوفية الأولى عالميًا في المحاكاة بمسابقة Formula Student UK 2025    نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض وضوءها؟.. أمينة الفتوى توضح    السفارة الأمريكية: كتائب حزب الله تقف وراء اقتحام مبنى حكومي ببغداد    قنا: القبض على شاب متهم بالاعتداء على طفل داخل منزل أسرته في قرية الدرب بنجع حمادي    محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    12 راحلا عن الأهلي في الانتقالات الصيفية    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    كريم رمزي: فيريرا استقر على هذا الثلاثي في تشكيل الزمالك بالموسم الجديد    تصعيد خطير ضد الوجود المسيحي بفلسطين.. مستوطنون يعتدون على دير للروم الأرثوذكس    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي لأكثر من مليون فرد    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    منال عوض تتابع ملفات وزارة البيئة وتبحث تطوير منظومة إدارة المخلفات    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    إطلاق حملة لتعقيم وتطعيم الكلاب الضالة بمدينة العاشر من رمضان (صور)    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    في مستهل زيارته لنيويورك.. وزير الخارجية يلتقي بالجالية المصرية    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    تعرف على مواعيد مباريات المصري بالدوري خلال الموسم الكروي الجديد    بداية فوضى أم عرض لأزمة أعمق؟ .. لماذا لم يقيل السيسي محافظ الجيزة ورؤساء الأحياء كما فعل مع قيادات الداخلية ؟    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    جامعة العريش تنظم حفلا لتكريم أوائل الخريجين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. محمد الفار في حوار مع الأخبار:
مطلوب رؤية مستقبلية قبل أن نقع في نقطة اللاسكون واللا حركة تطبيق التصويت الاليكتروني في جلسات مجلسي الشعب والشوري ضروري وممكن
نشر في الأخبار يوم 26 - 10 - 2011

للعلم دور مؤثر في نهضة الشعوب وتقدم الامم، من هنا كان العلماء هم ورثة الانبياء. فهم الذين يمهدون الطريق ويقدمون الحلول حتي تنهض الامم من كبوتها وتعود سائرة علي الدرب لتصل الي الاهداف المنشودة في الرقي والتقدم.
وهذا ما حدث في حرب أكتوبر كان للعلم فيها دور مؤثر وخطير في التمهيد والاعداد لهذه الحرب ولا يعرف حقيقة هذا الدور ويستطيع التحدث عنه الا العلماء انفسهم وان لم يكونوا مشاركين فهم مراقبون للانجازات العلمية لهذه الحرب والتي ساعدت الي حد بعيد علي تحقيق النصر.
هذا ما يتبين في السطور التالية من حوارنا مع عالم معروف في الاوساط المحلية والعالمية هو الدكتور محمد الفار استاذ ورئيس شعبة الكيمياء الحيوية بكلية علوم جامعة المنصورة والذي امتزج رصيده الاكاديمي والعلمي بخبرات عالمية وفكرية منذ تخرجه في ذات الكلية عام 4791 وكان ترتيبه الاول علي دفعته، ثم انهي بحوثه العلمية للدكتوراه بجامعة كارديف البريطانية وعمل استاذا زائرا بكلية طب جامعة كاليفورنيا الامريكية عامين لاكتشافه خاصية كيميائية لمادة طبيعية لاكتشاف مرض السرطان بتجاربه العلمية البحثية.
كما عمل ايضا في كل من مركز الليزر الامريكي بيوتا، وبمعهد لود فينج بميونخ بالمانيا، واستاذا زائرا ايضا ومحاضرا لجامعة سوانزي بانجلترا وبالاضافة لبحوثه العديدة والمتميزة، مثَّل مصر في العديد من المؤتمرات العالمية والعلمية واختير كخبير في العلوم والتكنولوجيا بمنظمة اليونسكو.
وقد رشحه المعهد الامريكي للسير الذاتية حديثا ليدرج في قائمته لرجل عام 1102 تقديرا لانجازاته المميزة في مجال عمله عالميا كما تمت دعوته لالقاء محاضره في التجمع العالمي باكسفور بانجلترا كسفير علمي والذي سيقام العام القادم ويحضره نخبه من انحاء العالم واصحاب الانجازات المتميزة عالميا.
التقاء تكنولوجي
كان للعلم والتكنولوجيا دور مؤثر في حرب اكتوبر فكيف تري هذا الدور في ثورة 52 يناير؟
الحقيقة ان هناك نقطة التقاء تكنولوجية في دور البحث العلمي في انتصارات اكتوبر وكذلك في تفجير ثورة يناير. ففي حرب 3791 كان للتكنولوجيا الاليكترونية دور هام فقد تم صبغها بصفة الحرب الاليكترونية لاستخدامها - كمثال- في الاعاقة الاليكترونية الاسرائيلية عندما قامت قوات الدفاع الجوي المصرية بإدخال تعديلات فنية تكنولوجية جديدة علي أجهزة الردار، لم يعرفها الجانب الاسرائيلي من قبل، كما استخدم اساليب مبتكرة للخداع الاليكتروني، واثبتت حرب اكتوبر ان تطوير اساليب الاستخدام الفني والتكتيكي للمعدات يساعد علي زيادة قدراتها القتالية..
ومثال آخر- عندما قام المهندسون بالقوات المسلحة بتطوير الكاميرات ووسائل الاستطلاع المصرية، باضافة معدات صغيرة جديدة مبتكرة- ووضع كاميرات بديلة بها لكي تسهل عملية التصوير الجوي بدقة شديدة- وهكذا ادار المصري البحث العلمي ليكفل له بحث وحل مشاكل واجهته بل وايضا تحسين وتطوير اداء ما لديه بدراسة متغيرات واضافات مبتكرة ومستحدثه.
وعلي الجانب الاخر- يقول د. الفار- فإن ثورة 52 يناير لقبت ايضا باسم الثورة الاليكترونية لانها استعانت بمنجزات العلم في مجال الانترنت وشبكة التواصل الاجتماعي المعروفه باسم فيس بوك..
وذلك في ثورتهم السلمية الاليكترونية فحددوا زمان ومكان شرارة انطلاق الثورة ومن العجب العجاب ان الذي وضع اللبنة الأولي لفكرة الفيس بوك كان ايضا من الشباب في امريكا، والذين استخدموه في مصر هم الشباب ومعهم الشعب والجيش.
واين دور هذه التكنولوجيا في تدعيم الديمقراطية؟
له دور هام أود ان اشير اليه وهو التصويت الاليكتروني لابد وان يستخدم في ابداء الآراء في جلسات مجلسي الشعب والشوري القادمة وليس صحيحا ما يشاع من انه يحتاج لمساحات جديدة.. وتثبيت معدات تحتاج لقاعات مساحتها اكبر..
فهذه معلومة غير دقيقة، ويمكن الرجوع للمتخصصين في ذلك الامر، وهم اجدر مني علي مناقشة هذا الموضوع، ولعلني اطرح ذلك علي جريدتنا الغراء الاخبار، لمحاورة المتخصصين من اهل الخبرة في امكانية تحقيق التصويت الاليكتروني بنفس مساحة قاعات مجلسي الشعب والشوري.
تطوير الأداء الأمني
كيف ينجح البحث العلمي في تحقيق الامن والأمان الذي نطالب به جميعا؟
المطلوب أولا هو أن نعيش عصر العلم المقترن بالعمل الجاد الدؤوب فالمولي سبحانه أمرنا بالعمل في قوله تعالي »وقل اعملوا فسيري الله عملكم ورسوله والمؤمنون« والمطلوب من المسئولين أولا تحقيق الامن والامان للوطن والمواطن.. فبدونه لن نحقق التقدم، فالانتصار- علي سبيل المثال- اساسه الامن والاستقرار وحتي يصبح لكلامي معني، اتقدم باقتراح للمجلس العسكري وللسيد المشير خاصة بفكرة استوحيتها من حديث رائع للواء سامح سيف اليزل الخبير الاستراتيجي المتميز.
اشار فيه الي ان هناك دولا في اوروبا عندما انتشرت فيها الجريمة المنظمة- اقامت نظاما يسمح لقوات خاصه (من غير الشرطة) بأن تقوم هي الاخري بمهام رقابية وفعلية ايجابية لتدعيم الامن والاستقرار للمواطنين واقتراحي هو انشاء (مركز وطني لتطوير الاداء الامني).
وان يشكل هذا المركز من قوات الجيش ويتعاون معه بعض رجال من الشرطة ويكون دوره الاساسي هو رصد ومتابعة وتقييم وتطوير الاداء الشرطي الامني والتأكد من تواجد كل فرد امني في موقعه سواء بنقاط التفتيش الامنية ومراكزها الاخري علي الطرق السريعة. أو بمواقعها بالمدن الرئيسية وغيرها، كما ان ادوارها التأكد من تواجد وحسن اداء رجال المرور والذي قد يعاني عدم الانتظام في ادارته بصورة لافتة للنظر وبدرجة جعلت شخصية مسئولة عن ادارة المرور تطالب الشعب بالابلاغ عن عدم تواجد رجال المرور في مواقعهم..
ايضا من مهام هذا المركز المقترح تدريب افراد الامن او المتطوعين من الشعب واللجان الشعبية، علي محاربة الجريمة.. وايضا من مهامه اعداد خريجي كليات الحقوق للعمل بالشرطه لسد العجز الحالي في رجال الشرطة انها تطعيم وليس احلالا كاملا- يضيف د. الفار- اعلم ان الجيش يساعد بقوة الان في دعم الامن.
ولكن تواجد مثل هذا المركز وتخصيص دورات راكبة مسلحة منه باهداف محدده وهي رفع الاداء الامني وتحسينه وتطويره من خلال متابعته ومراقبته وتقييمه لتقويمه لاشك انه سيساعد بقوة علي استقرار الامن ولا اجد في ذلك الاقتراح انتقاصا من الدور العظيم لرجال الشرطة وأكبر دليل علي ذلك، أننا في الجامعة- كمثال- لدينا مركز تطوير الاداء الجامعي.
كيف يري العلم الثورة؟
الثورة.. وبصفه عامة- تعني تغييرا جذريا سياسيا واجتماعيا- وذلك يعني اسقاط وهدم نظام، وفي نفس الوقت بناء نظام ثوري جديد وأفضل، وهما عمليتان متلازمتان لذا فلابد هنا من ان يراعي حدوث اتزان وحتي لا يحدث فراغ نظامي وفوضي بمعني انه اذا تم هدم نظام قديم وبصورة غير مكتملة، فذلك من شأنه ان يؤخر ويشوه بناء النظام الجديد.. وثورة الشباب ومعها جميع اطياف الشعب والجيش في يناير جاءت وكانت من اجل مستقبل افضل.. ولكني أخشي الان من ان نفكر بنفس اسلوب الماضي بصورة قد تجعل المستقبل يفلت منا في اللحظة المناسبة فلا نقدر علي اللحاق وقتها بركبه السريع.. ولذا فالرؤية المستقبلية ضرورية جدا في هذا التوقيت.. والا وقعنا في مرحلة اللا سكون واللا حركة.. أو حالة من اللا تحول واللا جمود، وهذا تصوري بصفة عامة.
تصحيح الخطأ
وما هو دور العلم في تلك الرؤية المستقبلية؟
أري ان الرؤية المستقبلية. لابد وأن تعتمد علي المنهج العلمي في تحديد وتصحيح الخطأ.. ثم اقامة الصواب، وتأتي بوضع تصور وخطة شاملة للوطن يشترك في وضعها جميع اطياف الشعب مع المجلس العسكري والحكومة. وان يتم الاتفاق علي تحديد زمني دقيق للخطوات التي ستتخذ مستقبلا من أجل تحقيق التحول الديمقراطي.. فلا تحول او تقدم في اي مجال في الحياة الا اذا بدأناه من الجذور. وبتحديد دقيق للمباديء التي سيبني عليها النظم الجديد. واتمني ان يتم ذلك بعيدا عن الحروب الكلامية الباردة منها أو الساخنة.. وان نبحث اولا عن نقاط الالتقاء لننطلق بعدها في التحول الجاد الذي يعني الانتقال من حال الي حال.
أما مرحلة التحول التي نعيشها الان، والتي تعني المرحلة الواقعة بين حال نقطة البداية للتحول »الماضي« وحال المنتهي المراد له »أي المستقبل« فتلك المرحلة لا ينبغي ان تطول، لانها ستكون ضجيجا بدون طحن كاف، وباختصار نحن نحتاج من المجلس العسكري والذي نثق فيه وفي قدراته وفي رجاله ان يحقق معنا ولنا العبور المكاني والزماني الآمن، وبنفس القدرة العظيمة التي تحقق بها العبور في حرب 3791 لتنتقل مصر لمكانة أعلي تستحقها، ولتعبر لمستقبل واعد نحلم به جميعا، وبشعار الشعب وجيشه يبني مصر.
هل تري بعد ثورة 52 يناير ان الشباب قد ضلوا السبيل وما هي النصائح التي توجهها لهم؟
لا لم يضلوا، ولكن هناك أمورا أود ان اطرحها وأري ضرورة ان يتم تناولها ونشرها بينهم ألخصها في نقاط محددة.
- مطلوب صحوة فكرية وثقافية، تخرجنا أكثر من ظلمة الماضي لنور المستقبل، وتبعدنا عن الهجوم غير الموضوعي تجاه القضايا والاشخاص، فالديمقراطية الحقيقية تعني تقبل النقد والرأي الاخر، وحق الاخرين في التعبير عنه ومناقشته.
- هناك اهمية كبيرة لاحياء روح الطموح والثقة في شخصية المصري، فلقد بني الاهرامات، وربط بين الصحراء والماء بقناة السويس، وحقق مجد ونصر أكتوبر العظيم وقام بثورة 52 يناير التي نأمل ان تؤتي ثمارها،
- مطلوب من حملة الاقلام، ابراز اهمية اعتناق معيار المنطق والموضوعية في مناقشة قضايا الوطن كافة، مع وجوب التفاعل السلمي الودود مع الآخر والتواصل بين افراد الوطن بالحسني، وبعيدا عن الحروب الكلامية.
- لابد وان يدرك جميع اطياف المجتمع ان الاهداف الغالية لها دائما اثمان وثمار ، والاولي تدفع والثانية تحصد وتجني، وعلي قدر الأولي تكون الثانية، بل وبدون الزرع لا نحصد الثمار.
الاعتراف بالخطأ
مطلوب من كل مصري ان يؤمن باعلاء ثقافة الاعتراف بالخطأ وتحكيم العقل، وارساء العدل، ونهح التواضع. ونبذ العنف وكمثال، فلقد احسن المجلس العسكري عندما قام بالتعديل الاخير علي المادة الخامسة للانتخابات وايضا عندما تفاعل ايجابيا مع الاحداث الاخيرة المؤسفة واوقف المحاكمة العسكرية للمدنيين عندما استشعر ان هذه رغبة الشعب.. فاستجاب لها، ولم يعاند، وايضا عندما عرض بعض الافكار حول جدول زمني بمراحل مختلفة ليدور الحوار حولها، رغبة في الوصول لما يرضي غالبية الشعب.
- مطلوب من الحكومة ومن المجلس العسكري، تأهيل الشعب والمواطن خاصة لاستقبال اي قرارات جديدة، واحاطته باسباب اصدارها، والتفاعل مع المواطنين تجاه ردود افعالها، وكل ذلك حتي لانعطي الفرصة للغير لان يعبث وينشر افكارا مغلوطة.
وهناك ايضا ضرورة الحزم والحسن في تطبيق القوانين، والا سيحدث انفلات لن تحمد عقباه، فالقانون يجب ان يطبق في شتي مجالات الحياة وحتي لا تصبح غابة وحتي لا تضيع هيبة الدولة.
الأمية العلمية
يضيف الدكتور محمد الفار، هناك ايضا ضرورة لمحو الأمية الثقافية العلمية وتلك للمتعلمين فقط وتلك ايضا مهمة واجبة التنفيذ، ويجب ان تواكب حملات محو الامية لغير المتعلمين وللاعلام دور كبير في محو الامية الثقافية العلمية والتي تعرف بأنها قدر كاف من المعارف الاولية اللازمة لنفعهم جيدا بها، منها ما يتعلق بالكون، ولنحقق جودة الحياة، وهي تسمح لنا ايضا- حال استخدامها- ان نتعامل مع قضايا الوطن التي تعترضنا، لنشارك بإيجابية فيها بالرأي السديد فما نجهله لا نستطيع ان نواجهه.
وعلي قدر المعرفة تأتي المقدرة علي حد المعضلات ووسط المتغيرات القائمة الان لبناء دولة ديمقراطية، يجب ان نعلم ان للثقافة العلمية قيمة كبيرة جدا في تأهيل الفرد والمواطن لممارسة الديمقراطية.
مؤكدا - فالثقافة العلمية والديمقراطية يرتبطان ببعضهما البعض ارتباطا وثيقا فصاحب الموقف العلمي المتميز له مزايا تجعله قادرا علي ممارسة الديمقراطية لانه يبحث عن الحقيقة دائما وبدون انحياز ويدرك العلاقة بين العلة والمعلول وايضا لانه يؤسس حجته علي الواقع الفعلي وليس النظري أو الافتراض وفوق كل هذا وذاك، فإنه يحترم حق الاختلاف، ودليلنا علي ذلك ان العلماء يكون لهم رؤية خاصة في الديمقراطية ولابد وان نستفيد منها ومنهم د. زويل ود. غنيم ود. البرادعي وغيرهم.
هل يعني ذلك انك تدعو لهيمنة العلم علي المجتمع؟
أكرر واقول ان الهيمنة العلمية تضمن لصاحبها البقاء في المقدمة والعلم والبحث العلمي كمنهج يوظف لخدمة المجتمع، وللارتقاء به ولمواجهة التحديات التي تواجه الوطن والمواطن، وترسم صورة للمستقبل وللبناء الحضاري لاي امة يكفي هنا ان اشير- يضيف- انه عند قيام اسرائيل عرضوا علي العالم الفذ البرت اينشتاين ان يكون رئيسا لها، فرفض بشدة تلك الفكرة ولكن اينشتاين وافق بعد ذلك ان يكون أول رئيس لمجلس امناء معهد التخينون.
وهو أول معهد علمي اقيم قبل انشاء دولة اسرائيل وقال العالم الكبير وقتها مقولته الشهيرة: ان اسرائيل تستطيع ان تكسب معركة (البقاء فقط اذا نجحت في تكوين معارف عميقة في التقنية والتكنولوجيا) بقي ان نعلم ان هذا المعهد له سمعة عالمية علمية وحصل علي نوبل في الكيمياء هذا العام احد علمائه.
سخروا منه
ما الجديد في نوبل هذا العام؟
نوبل هذا العام- كما اشرت- ذهبت الي هذا العالم الكيميائي الاسرائيلي لاكتشافاته بمجال اشباه البلورات ونظريته حولها والتي تعود قصتها لعام 2891 عندما سخر منه علماء زملاء له عن فكرته ومفهومه في بداية الثمانينيات ولكنهم لم يمنعوه من الاستمرار في بحوثه حتي دعمها واثبتها.
وبعد اكثر من ربع قرن تم الاعتراف بها، واستخدمت عمليا وتطبيقيا في صناعة امواس الحلاقة وابر العمليات الجراحية الدقيقة. انه النضال العلمي من اجل خدمة البشرية، اما نوبل الفيزياء فذهبت لاكتشاف يرجع هو ايضا الي منتصف التسعينيات وحديثا اثبت ثلاثة علماء حصلوا علي الجائزة هذا العام. ان معدل تمدد وتوسع الكون يزداد مع الزمن.
أما في مجال الطب فلقد حصل علي نوبل هذا العام ثلاثة علماء لابحاثهم حول تحفيز نظام المناعة والتي تفتح الطريق لعلاجات وقائية ضد العدوي الفيروسية والسرطان، واحد هؤلاء الفائزين استخدم اكتشافه لعلاج نفسه من غزو السرطان وتوفي قبل حصوله علي الجائزة.. وكان يتوقع ان يحصل علي الجائزة لانه من اهم علماء المناعة في العالم، واكتشف خلية عصبية تشبه اغصان الاشجار لها اذرع كثيرة متفرعة وهي تلتقط الجسيم الغازي الغريب للجسم، وبالتعاون مع خلايا أخري فتعمل له »فيش وتشبيه« كيميائي حيوي.
ثم بعد ذلك يوضع له ملف بالذاكرة المناعية فإذا حاول هذا الجسم الغريب ذاته الدخول للجسم مرة اخري يتحفز ويهب الجهاز المناعي كحائط صد بالجسم فيتعرف عليه توطئة لتدخل مناعي ايجابي للفتك به وهنا اشير - يضيف د. الفار، الي ان العلماء يدفعون ضريبة غالية جدا من صحتهم فداء للعلم، فهم كالجنود تماما في ميدان المعركة. وكمثال علي ذلك فسندريللا العالم مدام ماري كوري وابنتها العالمه ايرين كوري كلتاهما حصلتا علي جوائز نوبل في العلوم وكلتيها توفيا بمرض السرطان نتيجة لتعرضهما لجرعات زائدة من الاشعاع ولقد كرم العلماء ماري كوري هذا العام من خلال ما يعرف باسم العام الدولي للكيمياء 1102
حوار طويل
في تصورك لماذا نتراجع علميا بينما يتقدم الآخرون؟
هذا السؤال يحتاج لحوار طويل ولكني اوجز بعض الاسباب في عجالة ومنها ما يتعلق بالافراد انفسهم، وتتمثل في افتقارهم لروح الاستكشاف ولحرية السؤال. وللطموح العلمي، والابداع، ولهجرة العلماء المتميزين للخارج، وهناك اسباب متعلقه بالنظام، والسياسات والدولة.. وعدم وجود آلية تنفيذية لتدوير العقول الفذه من العلماء المهاجرين للخارج، وذلك بدعوتهم للمشاركة العلمية البحثية في بحوث مشتركة بوطنهم الام، وإرسال مبعوثين لمعاملهم بالخارج للتدريب.
د. زويل
ولكن- يضيف- يجدر بي هنا ان اشير بأن مشروع العالم الفذ الدكتور زويل لاقامة مدينة علمية تكنولوجية سيكون هو اساس تحقيق نهضة علمية وبحثية مستقبلية - ان شاء الله- فهذا الهرم التكنولوجي سيكون بداية لثورة علمية حقيقية يقودها د. زويل واحمد الله انه كان لي عظيم الشرف في القيام بدور متواضع حولها والدعوة لها، وكلنا امل ان تستقر الامور بمصر، ليحقق العالم الكبير الدكتور- زويل حلم وامل مصر العلمي والبحثي فهذا المشروع هو مشروع الامة والذي توقف لاكثر من عقد من الزمان، ولكن بعد ثورة 52 يناير حصل د. زويل علي مشروع قانون من مجلس الوزراء وبدعم من المجلس العسكري، وأعد الدكتور زويل الهيكل الاكاديمي ومجلس الامناء، وايضا النواة التركيبية الادارية مع تواجد حماس شعبي رائع للتبرع لهذا المشروع القومي.
وبالاضافة لمشروع زويل هناك شعاع امل يتمثل في افتتاح وزير التعليم د.احمد جمال لمدارس للمتفوقين في العلوم والرياضيات، وايضا المخطط القومي لتنمية مصر الذي اطلقه د.فتحي البرادعي وزير الاسكان لخريطة مصر الجديدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.